محمد طلب يكتب: سوداننا سوداننا أرض الجدودِ والأبِ

سوداننا سوداننا أرض الجدودِ والأبِ

فيه وجدت مأكلي فيه وجدت مشربي

فيه وجدت مسرحي فيه وجدت ملعبي

أولاً أنا على ثقة تامة لو أُمليت هذه الكلمات البسيطة لأحد تلاميذ أو طلاب (الإنقاذ) سوف يحل محل أي (كسرة) في نهاية الكلمة (ياء) لتصبح (أرض الجدودي والأبي)

عموماً هذا ما لم يفلت عبر ثقوب الذاكرة المهترئة من نشيد حفظناه في السنين الأولى بالمدارس الابتدائية، وليتني أجد نص هذه الأنشودة كاملاً لاعتقادي الجازم أنها خارطة طريق للمرحلة القادمة… ولعلنا نستوعب أن التربية والتعليم هي أساس النهضة والوطنية…

هذه مناهج بخت الرضا المدروسة بدقة متناهية… والتي تعلمنا على مناهجها ومعلميها درسنا الأول حتى قبل أن نكمل حروف الهجاء… (أ ب ت ث اللغة) عرفنا

أنا ولد البلد

وأنت بنت البلد

والبلد بلد البنت والولد

وهكذا من سبعة أحرف فقط وقبل أن نكمل بقية الحروف فيما يُعرف بالطريقة الجزئية استطعنا أن نقرأ ونكتب معانٍ للوطنية عالية المستوى حتى وإن لم نكن على دراية تامة بالمعاني العميقة التي تحملها تلك الجمل البسيطة والأناشيد الجميلة ذات المضامين العميقة والراقية والتي تظل عالقة بالوجدان، والتمرحل في السلم التعليمي يجعلك تزداد فهماً لها أكثر في كل عام دراسي أو مرحلة تعليمية فتلك هي مناهج بخت الرضا الراقية والمدروسة المجربة والمنقّحة، وعليه وفي اعتقادي أن منهج أنا ولد البلد وأنت بنت البلد… والبلد بلد البنت والولد هو أحسن خارطة طريق للحكام الجدد في المرحلة القادمة (إن كانت هناك مرحلة قادمة) وفترة انتقالية حقيقية…

إنه منهج اللا إقصاء والوطن وطن الجميع حتى (الكيزان) الفاسدين والمفسدين و(الحركات المسلحة) و(المسلخة)، وكما تعلمون أن (النقطة بتفرق) وغيرها من كيانات القبائل وناس (حركة وراء) لأن ما يحدث الآن يذكرني بذلك (الكمساري) الغبي الذي يوجه في (رئيسه) سائق اللوري (السفنجة) مردداً ارجع ارجع ارجع ارجع…. (يمين) ارجع ارجع (يسار) استعدل (بس دقشت)، هذا بالظبط ما يحدث الآن ننتبه بعد (خراب مالطا) أو على الأقل بعد (خراب سوبا) وبعد ما (دقشنا وكسرنا) نتيجة لغباء (الكمساري)

كلنا سواسية أمام القانون وكل مفسد يجد عقابه أمام القانون (إن وجد وتم تنفيذه) وحتى ينعم السودان بالخير والنماء يجب أن يكون شعار المرحلة هو ما تعلمناه في الابتدائي

سوداننا سوداننا

أرض الجدود والأب

فيه وجدت مأكلي

فيه وجدت مشربي

فيه وجدت مسرحي

فيه وجدت ملعبي

ونسعد جميعنا بهذه البلاد وخيراتها (أنا وأنت) ولد البلد وبنت البلد…. بعيداً عن الجندرة والتمييز بكل أنواعه

وأكاد أجزم إن صارت هذه الكلمات البسيطة شعاراتٍ وعملنا جميعاً على إنجاحها ستكون الحكومة القادمة من أنجح الحكومات التي مرّت على السودان… مع شرط المدنية وإعادة بخت الرضا لسيرتها الأولى لأنها من جعلت هذا المنهج داخل عقولنا والوجدان طول هذه السنوات… وأخيراً اتحسر على صديقنا منقو الذي علّمتنا بخت الرضا أن نقول له ونردّد لا عاش من يفصلنا… ولكن….. دعونا ننادي الآن بقول المغني:

هل من عودة هل!!!؟؟

أم أن الوضع الآن يمثله قول ود الرضى في آخر أغنيته الشهيرة:

هيهات يعود الكان ولي

سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى