كلام في الفن.. كلام في الفن

 

الشاعر محمد جعفر عثمان:

شاعر صاحب نبض غنائي عالٍ يركز على الجانب الوجداني المتخصص بالعواطف والمشاعر، ولا يقتصر فقط على الجانب المادي من الوصف، بل يدخل في صميم المشاعر.. استأثر بمعظم طاقة الشعر الوجداني في ذاك الزمان، وفجّر ينابيع هذه الطاقة واخرج مشاعرها الكامنة التي كانت غافيةً. وهو شاعر يؤثر بشكلٍ فعّال ومهم في التحكم في أغراض الشعر وموضوعاته، ويوظف المشاعر فيه.

الهادي الجبل:

الهادي الجبل يمكن أن نقول انه يغني بشكل غريب بالنسبة للأداء السوداني في فترة من الفترات وذلك لاستعماله لخلفية الحلق ، والغرابة الأدائية لأن الفنانين كانوا يتغنون بما يعرف علمياً “بالجيوب الرنانة” ..وهي ما بين عظمة الخد والأنف والجهة التي  يصدر منها صوت يسمى ” الصوت الأبيض”.. واذا قلب الحلق يكون الصوت داكناً ويمكن أن نقول صوت كاتم.. وطريقة قلب الحلق ميزت الهادي والذي يعتبر صوته “بريتون” وهو صوت ما بين ” التينور ” و” الباص”.

خليل إسماعيل:

الفنان الرائع خليل اسماعيل الذي جاء من حاضرة كردفان عروس الرمال يتأبط موهبته الفذة في اللحن والغناء لينضم الى كوكبة المغردين عبر الإذاعة السودانية وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الماضي حوالي عام 1957 حيث شكّل ثنائية رائعة مع الشاعر الغنائي الكبير محمد علي ابو قطاطي الذي ابرزه في اجمل اغنيات ذلك الزمان في مسيرك يا الهبيب ـ الاماني العذبة ـ بسحروك ـ شوية شوية ـ كما تغنى خليل اسماعيل الذي كان يمتلك ملكة فريدة في التلحين حيث لحن معظم اغنياته بنفسه للشاعر محمد بشير عتيق وكان رحمه الله يكتب الشعر الغنائي لماماً فكتب اغنية جبل مرة التي لحنها.

عقد الجلاد:

فرقة عقد الجلاد أصبحت جزءا من الوجدان الشعبي.. ذاك الوجدان الشعبي الذي يبحث عن التغيير والتجديد في زمن الثوابت.. لأن المناظر هي ذاتها.. الصور نفس المشاهد.. وذات صوت الأسطوانة القديم.. يردد ذات التعابير وذات التفاصيل ونفس الكلمات.. لهذا تظل فرقة عقد الجلاد هي واحدة من أدوات التغيير.. ولا غرابة أن يكون ذلك عبر أغنيات الفرقة الباحثة عن وطن يشبه مدينة أفلاطون الفاضلة.

أحمد المصطفى:

فنان له رؤيته الغنائية واسس لمدرسته الخاصة.. فهو عبر تاريخه المضئ والطويل قدم أغنيات مثلت نقلات مهمة ومحطات لا يمكن غير الوقوف عندها وتأملها ملياً ..لأن أحمد المصطفى لم يكن فناناً عادياً.. فغنائيته اتسمت بالمباشرة والبساطة وفيها الكثير من الانسيابية.. وهو لم يركن في غنائيته لشعر صعب التراكيب ولا الى جمل موسيقية مُعقّدة.. لذلك كان من السهل هضم غنائيته وقبولها الذي يصل حد المطلق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى