المهرجان الدولي للمنودراما ولد طائرآ بجناحيه .. اكرام عزوز : نقطة ضعفي انني احب السودان

 

تونس حوار / الفاتح بهلول

 

شهدت العاصمة التونسية المهرجان الدولي للمونودراما في نسخته الرابعة بمشاركة 40 دولة قدمت عروض متعددة من هذا الفن ليكون المجال فاتحآ للجمهورية التونسية لا جل أن تكون عاصمة للمونودراما بالعالم جلسنا مع مدير المهرجان الاستاذ إكرام عزوز في حوار الجرأة و الصراحة عن المهرجان منذ لحظة التكوين حتى بلوغه لهذه المرحلة فإلى مضابط الحوار …

 

* البطاقة التعريفية للاستاذ إكرام عزوز

 

لي صفتان فإنني فاعل قانوني و ثقافي التكوين لأنني منذ أن كنت طالبآ عملت مديرآ لعدد من المؤسسات الثقافية و مديرآ لأهم فرقة إحترافية بتونس بالإضافة لكوني ممثل و مخرج مسرحي ومنذ العام 1990 بلغت العالمية عبر سلسلاتي الكوميدية وشاركت في عدد من الأفلام الأجنبية عربية كانت أم أوربية وحينما انظر لنفسي أجد انني ما زلت مقصرآ لذلك سأظل اعمل حتى من خلال وجودي بالمنزل ولدي عدد من الأعمال سوف ترى النور قريبآ لأن هذا المجال يتطلب الوفاء له ..

 

* حدثنا عن المونودراما كفن مسرحي؟؟

 

فن المونودراما أو ما يعرف بأن الممثل الواحد وإذا ما ارنا البحث عن جزوره إن كانت عربية فإن الكل يتحدث عن عكاظيات أو معلقات سوق عكاظ و هنالك الحكواتي ايضآ تحدث عنه الباحثين في هذا المجال الذي قد كان يجوب الشوارع ويحكي وبهذا يتأكد بأن العرب من أكثر شعوب العالم التي تمتلك رصيد للفن الفردي …

 

* مالذي يميز المونودراما عن الفنون الأخرى

 

فن المونودراما من أكثر الفنون التي تحتوي على المونولوج ونحن في هذا الجانب نعيش عدد من المناسبات بهذا الشكل حيث تجد أن تقديم الخطاب السياسي يحتوي على هذا الفن من خلال تقديم البرنامج السياسي و المعلم ايضآ حين لحظة تعليم التلاميذ لأي علم نجد أن المونلوج يدخل من خلال العملية التعليمية لذلك نحسب أن الجزور متأصلة بهذا الفن لذلك كانت الفرصة مواتية من أجل خلق ربيع ثقافي يحتوي عل فن المونودراما . ثانيآ نجد أن هذا الفن يعتمد على شخص واحد يتغمس في عدد من الشخصيات و هذا بدوره يتطلب فنان متمكن هذا ما دفعنا لأن نبحث في هذا الفن الذي يعتمد على شخص واحد سوى كان حكواتي أو ما يعبر عنها وبالتالي كانت فكرة المهرجان منذ الدورة الأولى هي وجود جزور موندرامية من شتى البلدان لذا نجد إبطال حقيقين ومتمكنين في هذا الفن

 

* من أين نبعت فكرة المهرجان

 

لما اسسنا مهرجان المونودراما كنا نريد أن نتحدث عن مسرح فوقه شخص واحد لذلك نجد أن فكرة المهرجان إنطلقت من خلال وجودنا في إدارة المهرجانات بمالي حيث سألوني عن ماهو مشروعك لتونس قلت لهم المونودراما لأنني عملت بهذا المجال ولدي فكرة عن جزور مغاربية و عربية لتجربة هذا الفن وتاريخ المسرح العالمي نجد أعمال تشيكوف تم تحويلها لمسرح وإنا أجزم أن هذا الفن لن يتمكن المبتدئ من العمل عليه لأنه فن جازب للجمهور لذلك فكرت بأن اجعل من تونس عاصمة للمونودراما لأن كل من يشارك في هذا المهرجان له أهمية كبيرة في بلده و من السهل أن يكون سببآ في تسليط الأضواء نحو نجاحنا الثقافي والذي يقود نحو الإستقرار السياسي و الإقتصادي وهذا يمثل رهان كبير بالنسبة لنا فإن الدورة الاولى إستطعنا من خلالها أن نحقق نجاج كبير حيث إستطعنا أن نستقطب عدد من الشخصيات العالمية بيد أن الدورة الثانية شهدت تراجع كاد أن يعصف بالمهرجان إلا أن إصرارنا الكبير جعلنا بأن نحقق نجاحآ كبير من خلال الدورة الثالثة رغم وجود جائحة كورونا حيث تم تطبيق البروتوكول الصحي …

 

* ماذا عن هذه الدورة ؟؟

 

في الاصل نحن لدينا أهداف هامة أهمها وصول العروض للمواطن في اي مكان يتواجد فيه وهذا ما حصل خلال الدورة الرابعة هذه عبر مسرح الشارع الذي إنطلق من الدورة الثانية فهو يمثل محطة هامة من محطات المهرجان حيث قدم عروضآ بالساحات بالأخص بعض الساحات التي لم يسبق أن دخلتها عروض مطلقآ .. أضف إلى ذلك جولات الحكواتي و توقيع الكتب التي أصبحت من أهم فقرات هذه الدورة وفي كل مرة نضيف جانبآ جديد وما يميز هذه الدورة هو تشكيل لجنة مسابقة النقاد والتي ترأسها الدكتور محمد غنام من تونسو هذه اللجنة لم تكن موجودة خلال الدورات السابقة حيث إستطاعت ان تختار اربعة جوائز وهنالك امر يجب أن تذكره هو اننا إستطعنا من خلال هذه الدورة أن نقول للعالم أن تونس عاصمة للمونودراما عبر دعوتنا لدول أوروبية و عربية وافريقية وكل الذين شاركوا في هذه الدورة نؤكد مشاركتهم في الدورة الخامسة حتى بلوغ الدورة العاشرة التي نتوقع مشاركة أكثر من سبعين دولة كلها مختصة في المونودراما حتى نسمع من خلالها صوت واحد و هو صوت المثقفين أو المسرحيين فمن المهم أن تحتضن تونس مثل هذا الحدث نسعى له مع كل السلطات التونسية ومنظماتنا الوطنية و شركاؤنا المختصين في تنظيم الحفلات التظاهرات العالمية نسعى جميعآ كي تحقق أهدافنا ..

 

* حدثنا عن علاقتك بالسودان ؟؟

 

نقطة ضعفي يا اخي هي انني احب السودان و مثقفيه كثيرآ واهم عمل لي تم نقده بتجرد من قبل شخصيات سودانية مختصة في هذا المجال ولدي علاقات واسعة بفنانين سودانيين منهم الاستاذ علي مهدي فلقد شاركت في مهرجان البقعة و مهرجان إلفا هذه المهرجانات التي تقوم عليها الثقافة السودانية و كلنا نعلم جيدآ أن القلم السوداني قد حجز مقعده على المستوى العالمي عبر الأعمال الأدبية و القصة ، و على مستوى المسرح هنالك أعمال سودانية في غاية الروعة و الكمال الفني حتى الإعلامي السوداني يتميز عن الاخرين في هذا المجال ..

 

* هل سبق لك أن زرت السودان ؟

 

نعم من خلال مشاركتي في مهرجان البقعة وادهشنا الإنسان السوداني يكرمه الفياض من خلال زيارتي لأم درمان حيث إستمعت إلى احلى شعار ظللت أستمع إليه كثيرآ وكنت اردد ان هذا هو اجمل شعار اسمعه حتى إستلهمت منه شعارآ المهرجان الدولي للمونودراما و اتنمى أن يتواصل التعامل بيننا و بين السودانيين عبر الفنون التي يزخر بها السودان ومن هنا لابد لي أن أتقدم بالشكر على الوفد السوداني الذي قدم عرضآ مميزآ جدآ وشكر خاص لك اخي الفاتح بهلول بإتاحة الفرصة لي كي اطل على احبابي بالسودان  ..

 

* رسالة للفنانين بالعالم ؟

 

اولآ لابد أن نتخذ مبدءآ هو من الضروري أن تتغير الاشكال كي نتلافى تكرار الاشكال لأن الاشكال القديمة لا يمكن أن نبني عليها لأن العالم في تغير دائم من خلال الأحداث التي نشاهدها اليوم عندئذ من الممكن خطف ثمار رسالتنا و لتكن ترشيحات الأعمال قائمة لا تموت لأن هنالك من يرسل ترشيحآ لعمل و لم يحالفه الحظ يجب أن لا يصاب بالقنوط لأن هذا لا يعني ان الامر انتهى عند هذا الحد فعليه أن يعيد الكرة مرات عديدة حتى يجد حظه في المشاركة لأنه في الاصل لدينا فلسفة في المشاركات تتمثل في اننا نورع الفرص بين العروض التي يتم ترشيحها فلقد أدهشتني ممثلة من زوي الإحتياجات الخاصة وجدت حظها في هذه الدورة حيث حققت نجاحآ كبير فأنت شاهد على عرض مسرحية الفتاة الكفيفة التي إستطاعت أن تتحدى كافة الظروف حتى صارت استاذة جامعية و هذا يؤكد أن الإختيارات ليست تفضيلية لأنني اعتبر أن اي عمل فني يؤدي الرسالة المطلوبة فإننا لسنا نريد أن نقول هذا افضل من ذاك لأن هذا لا يمثل غايات المهرجان لأن أهم اهدافه هو أن يلتقي الفنانين من بلدان مختلفة يحققون من خلاله عوامل مشتركة هذا المهرجان لديه شعارآ هو نلتقي لنرتقي ونتعرف  على ثقافاتنا المتنوعة .. نريد أن نغير من منظومة المهرجانات الاشريفية وانت خير شاهد على أن كل من شارك في هذا المهرجان خرج وهو في سعادة تامة عبر التجارب التي شاهدها شكلت لنا عائلة واحدة وهي العائلة المسرحية .

 

* هل واجه هذا المهرجان نقدآ من قبل بعض الناس

 

دائمآ ما اقول أن هنالك إشكالية في بعض العقليات فإنني لن احرج من النقد بل أتفاعل به في غالب الأحيان لكن هنالك مبدء الأنانية السائد وهذا هو المصيبة الكبرى وهذا يحدث عبر النقد الهدام فإننا لسنا بصدد التنافس نريد للنقد أن يكون بناءآ لذلك أعتبر أن النجاح الواضح للمهرجان قد يثير حفيظة البعض بالرغم من وجود بعض الثغرات فالإنسان ليس مكملآ و النقد المبني على اساس انت بضفة و انا في ضفة هذا مبدء خاطئ لكن يظل الحق مكفولآ لكل من يريد أن ينتقد …

 

الخاتمة :

المسرح البلدي بهيبته و عدد من المسارح بتونس العاصمة إحتضنت فعاليات المهرجان الدولي للمونودراما بمشاركة 40   دولة اشرف على لجانه فنان تونسي امن برسالة المسرح فكان له ما أراد حيث خرج المهرجان في أبهى صورة له من خلال هذه الدورة لأنه حينما نقول الحكواتي فإننا نتذكر الحضارة البابلية و الصومالية و حينما نقول المونودرام فإننا نتذكر روسيا و حضاراتها  وصاحب يوميات مجنون الذي تخرج معظم الأدباء و العلماء من مدرسته و حينما نقول المونودراما نتذكر إكرام عزوز و تونس و قرطاج و الإستمتاع بمسرحية المنسية من المغرب و حتى إشعار آخر من دولة البحرين ومسرحية التباس العسل من تونس و الغراب الأبيض من السودان  وعدد من المسرحيات التي إستضافها المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى