حكومة الخرطوم.. تحدثوا كي نراكم .!!

إن الأحداث اليومية التي تحيط بالإنسان في ولاية الخرطوم، تجعل الكل يخافون، وإن اختلف كل حدث عن الآخر حول الناس، لكنه يمثل جرس تنبيه لخطر قادم..لا أعرف لماذا صمتت حكومة ولاية الخرطوم في كل مستوياتها سيما المحليات، ولم نسمع لها صوتاً والمواصلات تفتك بإنسان الولاية وأصحاب المركبات يعملون وفق إرادتهم ومزاجهم الخاص بما في ذلك مواصلات ولاية الحكومية، ترك لها الحبل على الغارب ولا أحد ينبه أو يزجر أو يرصد المخالفات.. أصحاب المركبات يرفعون قيمة التذاكر ويقصرون مسافة المحطات المرخص لهم العمل فيها، ولم نشاهد سلطات تراقب وتوجه وتحاسب، أين ذهب هؤلاء الحكوميون ..?? الأسعار في الأسواق تلاحق المواطن بولاية الخرطوم ارتفاعاً مستمراً ولكل السلع، ولا أحد يحلم بأي سلعة ارتفع سعرها في ظل الأوضاع غير الطبيعية، قد ترجع إلى السعر الطبيعي والموضوعي  بعد استقرار الأحوال وزوال المسببات، هكذا حال التجارة في السودان (دعوها إنها مأمورة).. بات المواطن يذهب من موت وضغوط الحرية والتغيير ومتاريسها إلى موت ضغط المواصلات وندرتها وجشع السائقين الهاربين من الالتزام بالتعريفة المخصصة والمسافة والخطوط المحدد لهم العمل فيها.. لا شيء يمكن أن نصف به حال الخرطوم بمدنها الثلاث على سبيل المثال غير أنها تعمدت طرد مواطنيها وإثارة سخطهم برغم أنها تقتات من دخلهم اليومي المتواضع ورسوم متاجرهم ومحالهم الصغيرة.

 لكن السؤال: لماذا الخرطوم العاصمة صمتت أمام محنهم وتركتهم لوحدهم يواجهون مصيرهم في مصارعة من سرقوا أمنهم وضمانهم الاجتماعي تحت تهديد الغلاء وأسلحة ومبررات الوضع الراهن والفراغ الدستوري..??

هذه الأيام ظللت أراقب حركة المواصلات بمناطق الخرطوم المختلفة، وكذلك أسواقها فرصدت حالات مبكية وموجعة لواقع الناس والأمهات بأطفالهن يتجولن في الأسواق، وهن يتسوقن تمهيدًا لفتح المدارس المقرر لها يوم 30 يونيو2019، ورأيت بام عيني معاناة الأمهات مع غلاء الأسعار وتساؤلاتهن التي لا تجد إجابات  وصراع البحث عن وسائل النقل والترحيل في غياب تام لأي نوع من السلطة الرقيبة والرهيبة على المؤسسات والأفراد.

  هذا كله ( كوم)، أما المأساة الكبرى فهي أكوام النفايات والعفن المحيط بالأحياء والأزقة والأسواق من كل الاتجاهات، دون أن يجد من يزيله، هي كلها أنواع وأوضاع سببها الفراغ الحكومي، لأن المواطنين يستغلون بعضهم البعض لأنهم أمنوا العقاب فأسأوا العمل، لذلك كل ما يحدث من معاناة يمثل قلقاً من نوع آخر يحاصر عقول الرأي العام والناس أجمعين وتجعلهم يتساءلون بدهشة متى تُكوّن حكومة لتقوم بمهامها التنفيذية وتتحمل عن المواطنين عناء القلق والخوف، لأن الجميع بات يشعر بالتواطؤ عليه من قبل كيانات أشبه بالعصابات، وهي تتصارع سياسياً وبعضها يلوذ بالخارج ودول الإقليم دون النظر لحاجيات المواطن البسيط وضروراته اليومية  .. إن حال ولاية الخطوم يمثل نموذجاً لواقع عام في التنمية والخدمات، ويعتبر في الولايات البعيدة أفظع وأصعب وأعقد اقتصادياً واجتماعياً ومعاشياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى