الموسيقار ربيع عبد الله المُتخصِّص في مجال غناء الأطفال: الأحاجي شكل تربوي مطلوب والحبوبة أصبحت عصرية وبتعرف أنترنت!!

 

(البت الفالحة والولد الفالح / باكر ببقى مواطناً صالحاً..

يا هند ويا ناجي وصالح / باكر نبني رياض ومسارح)..

بهذه الكلمات البسيطة المعبرة والعميقة، استوقفني الأستاذ ربيع عبد الله وأدهشني الرجل بسلاسة ألحانه وقدرته على التعبير بالموسيقى وشكل خطابه للأطفال.. والرجل مُدهشٌ وبارعٌ في هذه المجال الخطير ومُمسك بأدواته، لذلك كانت سلاسة ألحانه وجاذبيته وقدرته على تقديم طرح عصري لقضايا وهموم الأطفال وذلك في عمل تربوي .. جلست مع أستاذ ربيع لنتحدّث عن الطفل وأغنيته وكل شيء عنه.

حوار: سراج الدين مصطفى     30 مايو 2022م

دعنا أولاً نقرأ في بطاقتك الشخصية؟

أنا ربيع عبد الله مواطن سوداني بسيط يبحث عن أغنية ذات قيم ومضامين في كل مجالات الموسيقى والغناء وخصوصاً كل ما يخص الطفل.

شنو حكايتك مع غناء الأطفال؟

اهتمامي بالطفل كان من بدري جداً ولعله بدأ من طفولتي ثُمّ تلاحق ذلك في المدرسة من خلال الجمعيات الأدبية وعشقي لآلة الجيتار كان سبباً أساسياً.. وكان لشقيقي الأكبر دور مقدر في صياغة وتشكيل شخصيتي الفنية.

لماذا اتجهت للتخصص في مجال الغناء للأطفال؟

كما قلت سابقاً هذا الاهتمام كان مبكراً وأذكر حينما كنت صغيراً كنت أجمع الأطفال في الحلة ثم نقوم بترديد الأناشيد.. وحينما كبرت قليلاً وتدرّجت في مجال الموسيقى شعرت بأن مساحة الطفل للتعبير تكاد معدومة تماماً مع ان هنالك بعض الاجتهادات ولكنها متفرقة وغير منظمة أو منتظمة.

ما هي مواصفات أغنية الطفل؟

هي عبارة عن كبسولة صغيرة ولكنها عميقة تبحث عن مجموعة من القيم الأخلاقية والتربوية وتقدم المعلومة في قالب بسيط فيه قدرٌ من الجاذبية والتفهُّم لمقدرات الطفل واحتياجاته واهتماماته وكل ذلك بغرض التعليم، ولكن بشكل مُغاير فيه الكثير من الطرائف المُختلفة. وكل سن لها احتياجاتها ومطلوباتها، والعملية التربوية يجب أن تراعي ذلك من حيث اللغة الخطابية أو حتى الجملة الموسيقية، وأنا اهتم كغيري بهذا التنوع العمري وأركز أكثر على رياض الأطفال، ودائماً ما أحاول أن أغرس فيهم قيمة الإسلام والوطن.

ما هو واجب المهتمين بالموسيقى نحو الطفل؟

الاهتمام بأغنيات الأطفال أمر حتمي وضروري، وعلينا أن نوليه الاهتمام الكامل حتى نغرس القيم التربوية والأخلاقية السليمة حتى نبني طفلاً واعياً ومدركاً ومواكباً.

ما هي الإشكالات التي تواجه هذا المجال؟

هي إشكالات كثيرة ومتعددة أولها أن الدولة غير مُهتمة بقدر كبير بتوفير مساحة للطفل والرؤية غائبة تماماً .. ومع أن هنالك مهرجانات كثيرة بكل الأشكال ولكن الطفل مساحته ضيِّقة جداً لا ترضي تطلُّعاته وحوجته في هذا العصر المُتسارع.

وما هي رؤيتك للحل؟

يجب أولاً أن يكون هناك اهتمامٌ بالطفل بعد رياض الأطفال، لأنه دائماً ما يحدث انقطاع للطفل ويتباين الشكل التربوي ما بين رياض الأطفال ودخول المدرسة، ويجب أن يتواصل كل شئ بدأ في رياض الأطفال.

هل هناك ضرورة لقناة خاصة بالأطفال؟

يجب أن تكون هناك قناة فضائية خاصة بالطفل فيها كل احتياجاته من مفاهيم تربوية وثقافية ، أقول ذلك حتى تكون لدينا قناة سودانية خاصة لأن هناك أدوارا سلبية لبعض القنوات غير السودانية، حيث اختلاف الثقافة وشكل التربية والبيئة، والطفل يجب أن يُخاطب بلغته وثقافته السودانية، وهذه القناة ضرورية حتى لا تكون كل الأجيال القادمة في حالة استلاب تام.

ما رأيك في برامج الأطفال بالتلفزيون؟

برامج الأطفال بالتلفزيون مثل برامج الرياضة لا تُراعي اللغة الخطابية فيها وكل احتياجات الطفل غير مُتوافرة فيها، أقول ذلك واحترم كل تلك المجهودات البسيطة التي تُبذل لإيجاد المساحة وتثبيتها.

وماذا بخُصوص الإذاعة؟

الإذاعة دائماً هي في الريادة والمقدمة، تمنح الطفل مساحة سماعية مقدرة، ولكن الإذاعات الأخرى لا تهتم كثيراً وحتى إذا بثّت أغنية نجدها أغنيات غير سودانية.

الطفل يحتاج لخطاب جديد في هذا العصر المفتوح؟

الخطاب العصري الجديد يستدعي أن تفتح أجهزة الإعلام أبوابها للمُختصين الذين يعرفون سيكولوجية الطفل.. وأوافقك أن طفل اليوم ليس كطفل الأمس، وهذا يجعلنا في حوجة للتجديد في فن التعامل مع طفل يتعامل مع الكمبيوتر ويتصفّح الإنترنت ويعرف كل شيء.

يعني كده خلاص انتهى عصر الحبوبة والأحاجي؟

الأحاجي شكل تربوي يجب أن يستمر (والحبوبة) هي جُزءٌ من الموروث والتراث الشعبي .. ولكن الحبوبة أيضاً أصبحت أكثر عصرية، وفي ظل هذا الواقع يجب أن تتطوّر حتى قصص ود نفاش وتصبح أكثر حداثةً وواقعيةً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى