شاكر رابح يكتب : إعادة إنتاج الأزمة

20 مايو 2022م

 

منذ الإطاحة بنظام الرئيس البشير وفشل الانتقال الديمقراطي، أصبحت تجربة الفترة الانتقالية محل اهتمام وتستحق الدراسة واستنباط الدروس والعِبر، الأزمة السودانية التي تسببت فيها أحزاب “اربعة طويلة” تعود لعدة أسباب كان يُمكن تجاوزها، وبالتالي تجنب الوقوع فيها، ولكن قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري لم يتحرّكا بشكل جدي لمنع الفشل، وللأمانة المهنية لا يجوز تحميل قوة الثورة المجيدة والمكون العسكري الفشل وخلق الأزمات وحدهم، الأسباب وراء الأزمة السودانية لا ينبغي أن تتجاوز أنصار النظام السابق وحزب المؤتمر الوطني المحلول، من المفارقات الغريبة والمُدهشة أن مبادرة المبعوث الدولي في السودان فولكر “المسهلة” والتي وجدت القبول من طرفي العملية السياسية ولجان المقاومة وأحزاب وكيانات أخرى فاعلة في المشهد، لا شك أنّ هذه المبادرة محاولة لإنتاج الأزمة السودانية من جديد، بعد أن أوشكت على حل نفسها بنفسها بعد قرارات 25 اكتوبر التي دعت لتكوين حكومة كفاءات وطنية واجراء انتخابات مبكرة.

 

من جانب ذي صلة، أصدرت اللجنة العليا لقوى الحراك الوطني، بياناً شديد اللهجة، قالت إنها ترفض أي انتهاك للسيادة الوطنية، ولن تكون طرفاً في أي حوار يعيد إنتاج الأزمة ويُعمِّق الخلافات والصراعات، ويقود إلى تفتيت الوطن ويضعه في حافة الهاوية، وجددت التزامها بالتوافق عبر الحوار السوداني السوداني لحل أزماتنا الوطنية، وقد قالت اللجنة (لقد ظللنا نتابع الأحداث السياسية وسرعة تقلباتها، خاصةً تحركات المبعوث الأممي ومبعوثي إيقاد والاتحاد الأفريقي أو ما بات يُعرف بالآلية الثلاثية متناقضة الرؤية والهدف، حيث أن فولكر تجاوز مهمته في الوساطة وتيسير الحوار بين المكونات السياسية السودانية).

وعليه، فإننا نوضح لجماهير الشعب السوداني الآتي: إن الآلية الثلاثية مهمتها تيسير وتسهيل الحوار بين كافة الأطراف السودانية وليس الوصاية والتدخل في الشأن السوداني.

– من الضرورة أن يكون الوسيط مُحايداً وأن يقف على مسافة واحدة من الأطراف، بينما فولكر يعلن كامل الانحياز لفئة دون الآخرين.

– يجب أن يتوافق المتحاورون على منهجية الحوار وقضاياه دون أي أجندة مسبقة تفرضها عليهم أي جهة، إننا نرفض رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التدخل في الشأن الداخلي والسيادة الوطنية، ونؤكد ترحيبنا بالمجتمع الدولي المُساند والمساعد لإنفاذ الإرادة الوطنية.

وفي الوقت الذي يتّجه فيه الجميع لتعضيد دعوة الحوار ووضع أسس عامة لمعالجة الأزمة السودانية، اتخذ حزب الامة القومي موقفا غريبا يُمكن أن يعيد الجميع الى مربع الحرب والصراع المسلح حال الأخذ به من قبل الحكومة والآلية الثلاثية المُذهلة للحوار، حيث قال الحزب في بيان له (ينبغي أن يقتصر حضور الملتقى التحضيري التي دعت له الآلية الثلاثية على القِوى السياسية المُشاركة في الوثيقة الدستورية وقِوى الثورة الحية واستثناء المؤتمر الوطني ومشاركيه حتى سقوطه، وان يلتزم الملتقى بغاية واضحة هي إنهاء الانقلاب والعودة لمسار الانتقال الديمقراطي عبر تحقيق حكم مدني مُتراضٍ عليه، يحقق طموحات الشعب السوداني وينفذ شعارات الثورة وينجز مهام الفترة الانتقالية وصولاً للتحول الديمقراطي الكامل). هذه مُحاولة من حزب الأمة القومي لقطع الطريق أمام إيجاد حل مناسب للأزمة، وبالنظر لهذه المواقف “الصفرية” نحذر القوى السياسية من عودة السودان الى مربع الفوضى والانقسام، فإن الخطر سيبقى محدقاً الى ما لا نهاية.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى