نستعيد ذكرى هذه الحوار كنوع من الالتفاتة الإنسانية لهذا الشاعر الكبير صلاح حاج سعيد يتداعى: مصطفى سيد أحمد علامة مضيئة في مشواري وتجربة لها خصوصيتها!!

 

حاوره: سراج الدين مصطفى       17 مايو 2022م 

الشاعر صلاح حاج سعيد..اسم مضيء في عالم الشعر الغنائي فهو يعتبر واحداً من المجددين في مفردة الشعر، أضاف لها الكثير ومنحها أجنحة للتحليق في فضاءات جديدة محتشدة بالمُغايرة والحداثة.. كتب صلاح حاج سعيد قائمة من الأغنيات الوسيمة التي شكلت وجداننا السماعي وساهم في صياغة دواخلنا بكتابات ذات طعم مغاير وشكل مختلف ..استعيد ذكرى هذه الحوار كنوع من الالتفاتة الإنسانية لهذا الشاعر الكبير الذي يرقد مريضاً هذه الأيام وهو يحتاجنا جميعا لنرد له بعض الجميل.

صلاح حاج سعيد وحضور ضئيل ما بعد رحيل مصطفى سيد أحمد؟

ـ لا أدري ماذا تقصد بالحضور الضئيل فهل هو عدم التجديد والتأليف؟ فإذا كان كذلك فأنا أتحفظ على سؤالك ..لأن الحياة يجب أن تستمر وفي اعتقادي أن أجمل شعري لم أكتبه الى الآن.. وصحيح أن مصطفى سيد أحمد علامة مضيئة في مشوار صلاح حاج سعيد وتجربة لها خصوصيتها وكانت ثرية ومفيدة لمشواري في الشعر الغنائي.. وأنا أتمنى أن أواصل بذات المستوى، لذلك أنا لا أتعجل.

مصطفى سيد أحمد غير كثيراً من ملامحك الكتابية؟

ـ مصطفى سيد أحمد يستحق أن نثري معه الغناء بالشعر الجديد والمختلف، لا سيما كان مشروع فنان يبشر بالخير الكبير وكان مجتهدا وله تجريباته، وأنا عاصرت معه الكثير من جلسات الاستماع وبعض النقاشات التي كانت تدور..ومن خلال تلك الجلسات كنت اقرأ أشعاري للحاضرين، فكانت تبرز الأسئلة حول ماهية تجربته وما هو الجديد فيها وهل كان يسارياً؟ وشعر مصطفى كان مليئاً بالرمزية وهو استطاع أن يحقق ذاته ويقدم غناءً مختلفا كان بعيداً عن الحسية والمباشرة.

نور بيتنا وتجربة ناجحة مع البلابل؟

ـ أغنية نور بيتنا هي تجربة حقيقية كتبتها في مولودي الأول جمال، وفي تلك المرحلة أنا بدأت كتابة الشعر الغنائي، وبعد كتابته ذهبت بها للأستاذ الملحن حسن بابكر والذي طلب أن تتغنى بهذا النص مغنية.. ولم يكن أي صوت نسائي متاح غير البلابل، فذهبت بمعيته للأستاذ بشير عباس في اتحاد الفنانين وقدمنا له نص (نور بيتنا) واحتفى به وتغنت به البلابل وكان الأب الروحي لهن.. وأتمنى أن تكون هذه الأغنية حققت نجاحاً ووصلت بشكل جيد للمستمعين.

أغنية “لقيتو واقف منتظر” وتجربة وجدانية حميمة مع الطيب عبد الله؟

ـ هذه الأغنية كانت وليدة الصدفة، لأنني التقيت بالأخ الفنان الطيب عبد الله مع الفنان محمد ميرغني الذي كنت دائماً أزوره فسألني عن الجديد من الشعر ولحُسن الحظ أنا كتبت نصاً جديداً وكنت أحفظه فقرأته له، وبعد فترة قليلة قام بتلحينه بسرعة لأن النص كان جديداً على تجربة الطيب عبد الله وأغنياته المشبعة بالحزن.. وأنا أعتقد بأن أغنية (لقيتو واقف منتظر) أحدثت نقلة في تجربته الغنائية.

تجربة ناضجة مع الفنان محمد ميرغني أقرب للثنائية؟

ربط بين محمد ميرغني والأستاذ الملحن حسن بابكر، وتقارب الوجدان حصل بسبب تقارب الأعمار والمزاج، وهي تجربة تعبر عن أشجان مشتركة.. وجمعتنا أغنيات كثيرة بعضها وجد الحظ في الوصول والأُخريات لم يجدن نفس الحظ.. وهناك أغنيات كثيرة لم تصل الناس لأن محمد ميرغني كان مزدحماً بالغناء الجديد، حيث كثرت الأغنيات من عثمان خالد والسر دوليب والعديد من الشعراء، وفي هذه الزحمة تضيع بعض الأغنيات ولكن أغنية (ما قلنا ليك) وجدت حظها ومعها أخيراً أغنية (لو كان عصيت).

بصراحة أنت صنعت صلاح إدريس؟

ـ أقولها بكل صراحة صلاح إدريس لو لم يكن يمتلك موهبة التلحين لما استطاع أن يلحن أغنية (يا راقي إحساسك) وأنا لم أسلمه هذا النص وإنما كان في حوزة الأخ الفنان حسين شندي وكان وقتها في لندن وسمعها صلاح إدريس وقام بتلحينها وصادف أن يكون أول لحن له يخرج للمُستمعين، مع أنه كان يتحفّظ في أن يعرفه الناس كملحن وكان هذا لأسباب يعلمها هو وتخصه.

هل أنت مقتنعٌ به كملحن؟

ـ بكل أمانة صلاح إدريس يمتلك موهبة التلحين وهو عازف عود ماهر، وأنا أصلاً حينما يطلب أي شخص قصيدة مني اسأله هل (تعزف عود) لأني دائماً أحب أن أتعاون مع المغني الذي يلحن أغنياته بنفسه, وما يهمني أكثر القدرة على التلحين، وصلاح يمتلك ألحانا جميلة وهو يمتلك أغنيات جميلة من ضمنها أغنية (أعذريني)، وأنا أعتقد أنها بديعة وتثبت مقدرته التلحينية.

بماذا تُعزي عدم اعتراف الناس بمقدراته اللحنية؟

ـ لأنّ صلاح مُتعدِّد الاهتمامات، فهو رجل أعمال وملحن ويحب الغناء وشاعر وله في السياسة وكرة القدم.. وأنا لديّ الكثير من النصوص الغنائية وسوف يتغنى بها نميري حسين ومحمد عمر وحسين شندي، وأتمنى أن تخرج تلك الأغنيات.

محمد الأمين وتجربة أغنية نرجسة؟

ـ نرجسة نص غنائي تغنى به الأستاذ محمد الأمين، وأن يغني لي أبو اللمين فهذه أمنية تحققت باعتبار أنه قمة من قمم الغناء السوداني، وأنا تشرّفت جداً بتجربة نرجسة.

هل أنت راضٍ عن لحنها وشكل تأليفها الجديد؟

ـ أنا يا صديقي سراج أجهل تماماً في النقد الموسيقي والى الآن لا أعرف أغنية نرجسة تقع في أيٍّ من السلالم المُوسيقية، وأنا أعتقد بأن هذا النص كان جديداً في فكرته وهو يشبه  قامة محمد الأمين الذي يُجبرك أن تختار مفردات تُعادل القمة الفنية التي تريد أن تتعاون معها, وهو يحتاج لشكل مُغاير, أنا هذه الأغنية تطربني جداً لأنّ اللحن كان عبقرياً وهذا شيءٌ ليس بغريب على عبقريته الموسيقية.

أغنية “يا جميل” ما بين محمد الأمين وصلاح إدريس؟

ـ نص أغنية (يا جميل يا رائع) لم يكن بهذا الشكل، ولكن إرضاءً لرغبة محمد الأمين تغيّر النص من (مشتاق ليك يا نيل يا رائع) إلى (مشتاق ليك يا جميل يا رائع) لأنه سمع بأن صلاح إدريس قام بتلحين النص بشكله الأول وحتى لا تحدث بعض الإشكالات طلب ذلك التغيير.

بعد لحن محمد الأمين هل يستطيع صلاح إدريس أن يخرجها للمستمعين ثم بعد ذلك (الحشاش يملا شبكتو)؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى