أعلنت عنه لجان المقاومة.. توقيع ميثاق سلطة الشعب… طريق آخر للدولة المدنية

 

 

الخرطوم: عوضية سليمان          10 مايو2022م 

أعلنت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، عن التوقيع على “ميثاق سلطة الشعب” غداً الأربعاء، بجانب تدشينها حقبة جديدة من الممارسة السياسية القاعدية، ودعت المقاومة في بيان، العناصر الثورية لتجذير الممارسة السياسية القاعدية في كل البلاد، وإعلان حقبة جديدة عنوانها أن الشعب هو من يقرر مصيره، وأشادت بالعمل الذي انخرطت فيه جميع لجان المواثيق المُختلفة من كل تنسيقيات لجان المقاومة، وعلى جميع المُستويات، كما نشير أيضاً إلى أن مواقف تنسيقية الفيل والأربعين والموردة والعرضة، وتجمع لجان أحياء الحاج يوسف، هي في إطار التوافق وخلق مزيدٍ من التوافق.

 

رفض قاطع

بالنظر إلى المشهد السياسي الراهن، نجد أن هنالك حالة من الانسداد في الأفق السياسي، ورفضا قاطعا من قبل قوى الثورة لأي مبادرات أو مواثيق سياسية أو حتى خطوات نحو الحوار مع المكونات الأخرى لا سيما المكون  العسكري.

كما سبق وعبرت لجان المقاومة عن كامل رفضها لقيادة الأحزاب السياسية، والتي تُشكِّل أكثر من 90% من أجسام إعلان قوى الحرية والتغيير، وتمثل جزءاً كبيراً من مكونات تجمُّع المهنيين، معللةً أن تلك الأحزاب رغم الدعم الذي وجدته، إلا أنها  فشلت في قيادة الفترة الانتقالية إلى بر الأمان وتتّسع دائرة رفض لجان المقاومة لطرح بعثة الأمم المتحدة في السودان الساعي لحل النزاع بين الأطراف المتصارعة للخروج من الأزمة الراهنة.

بعيداً عن المُشاحنات والتخريب 

إنّ ما طرحته لجان مقاومة المتمثل في ميثاق سلطة الشعب يعتبر خطوة متقدمة في إطار التحول الديمقراطي بأن السلطة ترد الى الشعب هذا ما جاء به الخبير الإعلامي والمحلل السياسي عبد العال مكين لـ(الصيحة)، موضحاً أن هذا الإعلان سوف يجد القبول من القطاعات الحية الشبابية، وأضاف أن الفراغ الكبير في عدم وجود سلطة تنفيذية في البلد ورئيس وزراء يجعل كل ذا بصيرة أو سياسي أن يذهب الى هذا الطريق الذي ذهبت إليه لجان المُقاومة بعيداً عن المُشاحنات والتخريب وتعطيل دولاب الدولة، وأضاف مكين أن طرح  لجان المقاومة وغيره من الأطروحات يجب أن تسلك الطريق السياسي السليم الذي يفضي في النهاية الى حلول نهائية للأزمة السياسية.

 

مُحاولة استكمال

يرى محلل سياسي رفض ذكر اسمه لـ(الصيحة) أنّ أول طرح للجان المقاومة بدأ من مدينة مدني وطرح الميثاق وبعدها تلقفته لجان مقاومة الخرطوم، وبدأ التحضير لتأسيس سلطة الشعب تجاوزاً لوثيقة الشراكة بين العسكريين والمدنيين، والتزاماً بلاءات الشارع الثلاثة، وتجاوز مربع الوثيقة الدستورية، ونوه بأن ميثاق تأسيس سلطة الشعب ينشد تكوين سلطة مدنية كاملة، ويمهد الى تكوين برلمان ثوري وحكومة يتم اختيارها مُباشرةً من قوى الثورة الحية، وأضاف قائلاً: بالطبع هذا الخط يتقاطع مع جهود الآلية الثلاثية المشتركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيقاد، وبالتالي هذه الوثيقة مُحاولة لاستكمال أهداف الثورة السودانية بعيداً عن ما يُعرف بقوة الهبوط الناعم، وتعتبر خطوة التوقيع على هذا الميثاق تعبيراً لقوه إرادة لجان المقاومة وتمسُّكها بخياراتها المعروفة وعدم التنازل عن أي من اللاءات الثلاثة التي هي عبارة عن متاريس تحول بين أحزاب الحرية والتغيير والانخراط في التسوية التي تطرحها الآلية الثلاثية.

 

أزمة سياسية

وحول إعلان ميثاق سلطة الشعب الذي أعلنت عنه لجان المقاومة، قال المحلل السياسي د. عبد الرحمن أبو خريس لـ(الصيحة)، إن هنالك رفضاً من قِبل لجان المقاومة التي تقود الشارع، للأحزاب السياسية والتي تتمثل في قوى الحرية والتغيير، وقال أبو خريس أرى أن الميثاق سوف يذهب في اتجاه  ترتيب وتنظيم الشارع وقيادته حتى تستطيع المبادرات أو الجهات الساعية للحل من أن تجد قيادة واضحة ومُوحّدة، وأردف: الميثاق المزمع قد يساهم في كسر الجمود بالبحث في إطار البُعد الوطني الكلي بما يتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، وتوسيع رقعة الحوار للوصول إلى تقارب بين كل المكونات المتصارعة تفضي إلى حلول للأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى