سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع ..

9 مايو 2022م

على طريقة الرسم بالكلمات!!

(1)

(بسمة الأيام) أو ابسمي يا أيامي واحدة من أزهى وأجمل ما تغنى بها الفنان الذري ابراهيم عوض .. وهي من أغاني البدايات التي تغنى بها حينما التقى بالشاعر والملحن عبد الرحمن الريح .. هذه الأغنية نقلت ابراهيم عوض انتقالة كبيرة في تجربته لأنها أظهرت حُسن مقدراته كفنان جديد وواعد وصاحب صوت يمكنه أن يتحرك في كل المساحات الصوتية .. لأن الأغنية من الأغاني الصعبة التي تحتاج لمقدرات صوتية خاصة تمتلك خواص التحرك في كل السلالم الموسيقية بأداء سليم.

(2)

ويقول التاريخ ان عبد الرحمن له ايضاً الفضل في اكتشاف ابراهيم عوض ولفت الانظار اليه بعد أن أدرك أن إبراهيم هو الصوت الذي يحلم به ويبحث عنه فقدم له مجموعة من الاغاني دفعة واحدة انتقل بعدها إبراهيم عوض  نقلة فنية جديدة يمكن أن نسميها قفزة خرجت بإبراهيم عوض الى الأضواء والشهرة وفتحت له قلوب الناس.

(3)

فكانت أغنيات مثل (يا غايب عن عيني، ليالي لقانا، بسمة الأيام) وبسمة الايام هي أغنية ذات لحن غني بالنغم الساحر المثير لأنبل العواطف وفيه موسيقى تكفي لإنجاح عدة أغان، وبالفعل ابتسم الحظ لإبراهيم  عوض بعد أن عاكسه طويلاً وعندما غنى هذه الأغنية أصبح فناناً على مستوى أحمد المصطفى وعثمان حسين وابراهيم الكاشف يقف معهم على قدم المساواة بل تفوق على بعضهم بابتكاراته وتطوره في الأغنية الخفيفة والبراعة في الأداء المسرحي الخلاب.

(4)

قصدت أن أتوقف في أغنية (بسمة الأيام) التي كنت استمع لها قبل لحظات بصوت طه سليمان وذلك ما استدعاني لأن أعود بالذاكرة، لأن المغني الشاب طه سليمان تغنى بها قبل أعوام في برنامج أغاني وأغاني  .. وفي هذه الأغنية أظهر طه سليمان براعة أدائية مهولة أكدت على قدراته التي يجهلها .. تلك القدرات التي يقوم (بتوسيخها) ببعض الأغاني التي لا توازي أو تماثل صوته النادر والمفعم بالتطريب والشجن والمهارات الأدائية العالية.

(5)

طه سليمان فنان يمكن أن يكون صاحب تجربة مؤثرة لو أعاد صياغة تفكيره حول ما يقدمه.. فهو فقط يحتاج لمفردات تتطاول فوق مستوى ما يغنيه حالياً .. طه لو تجاوز مربع بعض الشعراء وبعض الألحان المستسهلة من المؤكد بأنه أقرب للسكن في ذاكرتنا الفنية.

(6)

شخصيات مثل (مني أركو مناوي) و(التوم هجو) و(مبارك أردول) ساهمت بقدر فاعل في انحطاط مستوى الشخصية السياسية السودانية .. وأصبحوا مثالاً للتندر والسخرية .. ليس للاختلاف في الرؤى والاتجاهات السياسية وإنما بكمية الجهل الذي يرشح منهم .. ولوقت قريب كانت الساحة السياسية تضج بشخصيات ذات قيمة سياسية وثقافية.

(7)

وربما تجد نفسك مختلفا مع محمد ابراهيم نقد ولكن لا تملك الا أن تحترمه .. ليس نقد وحده فهناك عبد الخالق محجوب وعبد الرسول النور والشريف حسين الهندي والصادق المهدي .. كلها شخصيات واجبة الاحترام وتفرض ذلك بسبب المقدرات الفكرية العالية والثقافة الموسوعية .. حيث نجد شخصية مثل الصادق المهدي كان جزءا أصيلا من آلية فض النزاع في فرقة عقد الجلاد حينما انسحب عراب الفرقة عثمان النو وقرر الابتعاد عنها.

(8)

وكان لعثمان النو موضع خاص في قلب الصادق المهدي حتى إنه تولى الحوار معه حتى يثنيه عن قرار الابتعاد عن الفرقة .. وذلك يؤكد بأن الصادق المهدي لم يكن سياسيا مترفا فقط ولكنه عارف وملم حتى بقيمة عثمان النو كمؤسس لفرقة عقد الجلاد وكقيمة فنية عالية .. ولكن رغم إصرار عثمان النو على الابتعاد ظلت عقد الجلاد بذات الاتقاد ولم يخبُ بريقها أو ينحسر رغم العواصف وكان ذهاب النو سبباً في الانفجار اللحني لبقية أعضاء الفرقة مثل شمت محمد نور وشريف شر حبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى