الغالي شقيفات يكتب : الجبهة الشعبية المتحدة

8 مايو 2022م

الجبهة الشعبية المتحدة المعروفة اختصاراً بالـUPF، هي الذراع الطلابي لحركة وجيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور، وهي تنظيم طلابي له وجود فاعل داخل الجامعات السودانية وحراك الشارع، ونشاهد أعلامهم المرفوعة في التظاهرات والمسيرات والمُخاطبات الطلابية وحفلات التخريج لكوادرهم أو هو تنظيم دفع فاتورة وجوده بدماء كوادره في عهد نظام البشير.

حيث تم اغتيال العديد من منسوبي التنظيم في عهد رئيس الجهاز المخلوع صلاح قوش وسلفه محمد عطا المولى عباس، وتابعنا في عهد النظام البائد تصريحات وزير الداخلية بشارة جمعة أرور واتّهامه لهم بتكوين خلية والتدريب في إسرائيل وغيرها من الاتّهامات، مع أنّ العلاقة مع إسرائيل أصبحت ليست هاجساً لكم دينكم ولنا ديننا، أقلاها شعبنا يزور ثالث الحرمين الشريفين، وما دفعني للكتابة عن الجبهة الشعبية المتحدة هو موقفها من خطاب الكراهية المنتشر هذه الأيام كالنار في الهَشيم والذي تتبنّاه عناصر ذات علاقات مشبوهة بجهاز أمن النظام السابق يرسم لها الخُطط والبرامج والخطاب، ويأتي آخرون يُردِّدون ولا يعلمون مصدر الخطاب، وفي بعض الأحيان أشياء يكذبها الواقع على الأرض كجيش على أساس اللون والعرق، ودارفور بلد تصاهر وتزاوج يعني العربي يجد ابن أخته من الآخرين والعكس أخواله وابن عمته وهكذا، ويُحمد للجبهة الشعبية أنها خارج هذا الخطاب، بل وهي المتصدية له وهزمته، فهي في أدبياتها تقول إنّ السودان فيه اختلال ثقافي واجتماعي، وإنها تناضل من أجل إزالة الاختلال، فلذلك طبيعي أن تقف ضد التحالفات العرقية، وإلا أنها تناقض نفسها، وبموقفها هذا تكون انتصرت لمشروعها سودان جديد موحد فيدرالي ديمقراطي وهزمت المشروع العرقي الذي يُنادي به بعض عناصر الكيانات الاجتماعية المحسوبة على جغرافيا محددة في شمال دارفور لتستخدمه لعمل خارج الحدود لخطر قادم.

ومن هنا، ندعو الشعبية المتحدة للثبات في موقفها المُناهض للتحالفات العرقية التي لا تقدم مشروعاً سياسياً أو اقتصادياً، بل برنامج يقوم على الكراهية والإقصاء وإلغاء الآخر، ونلاحظ أن دعاة العرقية جل هجومهم على “اليو بي اف” معناه موقف الشعبية هو الصبحية طالما الهجوم عليهم يأتي من مصادر الجهاز وعناصر الاستخبارات السابقين والدبابين.

فالكل معكم بأن السودان وطن للجميع دون تمييز وفقاً للقوانين وأنتم أكثر تقدُّماً من بعض قياداتكم القديمة التي لا تزال في مربع الحرامية، وان السودان وطن واسع كبير ويحتاج إلى ضعف سكانه ليصبح وطناً قوياً مُتنوِّعاً ومُتعدِّداً، والتحية للجبهة الشعبية التي قدمت درساً جديداً لدعاة الكراهية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى