البرهان اتّهم أبناءه .. مأزق السُّودان الراهن.. هل بفعل تآمر أم أطماع شخصية؟

 

 

الخرطوم: مريم أبشر        29  ابريل 2022م

تعيش البلاد، أوضاعاً ضاغطة في كل الاتجاهات سياسية واقتصادية وأمنية، أفرزت في مجملها واقعاً صعباً يعيشه المواطنون حالياً، هذا الواقع الذي جاء عكس توقعات كل المتشائمين، بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي طالما علق عليها الشعب آمالاً عراضا في انتشالهم ونقل الوطن نحو وضع يُليق بالسودان أولاً والثورة   ثانياً، خاصة و انها ثورة وصفت بثورة الوعي  و كان مهرها عدد كبير من أرواح الشباب، ولكن تداعيات الأحداث وسرعة التغيير في الأهداف و المرامي، خلّف واقعاً مختلفاً وأصبح شركاء الثورة في الحكومة الانتقالية يتبادلون الاتهامات ورمي اللوم، في وقت البلد تحتاج فيه للم الشمل وتوحيد الصف من أجل الخروج بالبلاد من المأزق الذي دخلت فيه.

ففي الإفطار الذي نظمته القيادة العامة للقوات المسلحة، قال القائد العام الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، إنّ البلاد تحاك ضدها مؤامرات، وأبدى أسفه على ذلك، و اشار  إلى ان  تلك المؤامرات ظلت تحركها  أيادٍ من أبنائها الذين كان من الأولى أن يعملوا يدا واحدة لتجنيب البلاد صراعات الماضي و عدم فرض أي كيان سياسي محدد على الشعب خلال الفترة الانتقالية، و شدد على أن  القوات المسلحة ستظل متمسكة بتقاليدها ووحدتها التي هي صمام الأمان لاستقرار البلاد، و أكد أنهم في قيادة الدولة يرحبون بالتفاوض والحوار البنّاء بين جميع القوى السياسية، ودعا المكونات الشبابية إلى أن تتحاور وتتفق، مؤكداً أن القوات المسلحة سوف لن تخرج عن طوع أي توافق يستصحب الشباب في العملية السياسية بالبلاد. وأعلن في ذات الوقت الترحيب بجميع المبادرات التي تخدم القضايا الوطنية، موضحاً أن الصفوف قد تمايزت الآن وأصبح هنالك شبه إجماع على ضرورة عدم إقصاء أحدٍ في العملية السياسية.

 

 

غير صحيح

المحامي والقيادي بحزب الأمة آدم جرجير نفى أن يكون هنالك أي تآمر من قبل أبناء السودان على وطنهم كما صرح بذلك رئيس مجلس السيادة في إفطار القيادة العامة للقوات المسلحة، و قال في حديثه لـ(الصيحة) ان المتابع لتطورات الشأن السوداني يعي تماماً أن البلاد كانت على أعتاب استقرار اقتصادي وسياسي إبان حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، و أضاف قائلاً ما قام به الفريق البرهان  من إجراءات وصفها بالتصحيحية  هي التي أعادت البلاد للوراء ووضعته مجدداً في خانة العزلة، و أشار  إلى أن العالم وقف وساند حكومة الفترة الانتقالية بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك بشكل غير مسبوق، حيث تمكنت حكومته في زمن وجيز إعادة السودان و دمجه مع العالم بعد عزلة استمرت لعقود، ودعا القيادي بالأمة كل الأطراف لتحكيم صوت العقل، وقال إن حزبه يقف و يدعم المبادرة الثلاثية التي تقودها الأمم المتحدة برئاسة فولكر، معتبراً أنها المبادرة الوحيدة المطروحة وتجد الدعم الدولي، واشار إلى أن حزبه تَسَلّم خارطة المبادرة، وطلب من الآلية بعض التوضيحات، هم يعملون حالياً على وضع التعديلات اللازمة وفق وجهة نظر الحزب توطئةً لرفعه للآلية، وجدد التأكيد على دعمهم للمبادرة باعتباره الفرصة الأخيرة للحل.

 

الأطماع

ذات الرأي الرافض لوجود مؤامرات تُحاك ضد البلاد من أبنائها، أكده السفير الطريفي كرمنو، ومضى أكثر من ذلك باتهامه لبعض القوى السياسية والأطراف السودانية المشاركة بأن أطماعها السياسية هي التي أوصلت البلاد لهذا الوضع المأزوم، وقال كرمنو لـ(الصيحة) إن الكل طامع في السلطة ويتآمر من أجل البقاء فيها، وقال إن بعض الأحزاب والقوى السياسية تسعى من خلال أطماعها في الوصول للسلطة والنعم بخياراتها منذ زمن العهد البائد، و زاد في كل العالم لم نر حزباً يرشح مسؤولاً لحزب آخر لتولي الرئاسة الا في السودان و ذلك نظير وزارة أو وظيفة كما كان يحدث إبان عهد البشير ، بل إن بعض الأحزاب تتشظى لأربعة او خمسة أحزاب بسبب أطماع منسوبيها لنيل المناصب و الامتيازات و الجلوس على الكراسي،  الأمر الذي أدى إلى فوضى في عدد الأحزاب تجاوز عددها المئة  ، في وقت يتنافس فيه حزبان  فقط في الدولة الكبرى للحكم وفقاً للبرامج المطروحة،  و أشار إلى أن الأطماع جعلت الوضع في البلاد غير مريح و غير مستقر و هنالك سيولة أمنية واقتصادية بسبب عدم وجود الدولة، و بالتالي عدم تنفيذ القرارات، و ناشد كل المراقبين والأطراف المسؤولة بتغليب صوت العقل وتناسي الأطماع الشخصية والنظر الى البلد حتى لا ينفلت الأمر ويضيع السودان.

هذا وأقر خبير أمني فضّل عدم ذكر اسمه بوجود سودانيين يتآمرون على السودان مثلما ذكر البرهان، وقال إن هؤلاء يقصدون بتآمرهم تحقيق مكاسب ومآرب شخصية يرسمون الخطط التآمرية وينفذونها لا لأجل مصلحة البلاد ولكن لأجل مصالح دول ومنظمات دولية، وأضاف قائلاً: باعوا وطنهم مقابل حفنة دولارات لا تغني ولا تسمن من جوع!!!!!!

وذكر أن هؤلاء هم الذين عناهم البرهان الذين يتحرّكون بأوامر الأجنبي ويتبعون خطواته.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى