دكتور عمر قبلة يكتب :من ذاكرة المدارس (الفاشر الأميرية) .. 1_1

 

26 ابريل 2022م

منطلق هذه التدوينات الأساسي هو حث و تحريض الآخرين على توثيق الادوار والمساهمات التي قدمها الرواد من أساتذة التعليم العام الذين جابوا أطراف السودان وكانوا مصادر فعلية للاستنارة في مجتمعات الريف والبداوه يقدمون المعارف العلمية والقيم التربوية وثقافة التمدن بمنهجية واضحة المعالم وإحترافية مهنية عالية.

وبذلك تمكن هذا النفر الكريم من الآباء الأساتذة بناء وجدان سوداني مشبع بقيم الخير و مفاهيم الانتماء للوطن الواحد والمجتمع الواحد.

إستقبلتنا الفاشر الأميرية الوسطى في العام (1968_1969) حيث حظينا هناك بوجود كوكبة من الأساتذة ذوي التخصص الأكاديمي والمهارات المهنية الباهرة الذين قدِموا من أرجاء السودان المختلفة. فقد كان ناظر المدرسة يومئذ هو أستاذنا الرشيد عبدالرحمن ومعه الاستاذ عبد الجليل محمد وهما من دنقلا، وكانا من أفضل من تلقينا على يديهم قواعد اللغة العربية وآدابها، وكان هناك الاستاذ شمبول الذي يُدرّس الجغرافيا وهو من كردفان، والأستاذ محمد البدوي عبد الساتر من كردفان أيضا وهو يدرس أكثر من مادة من بينها الجغرافيا والإنجليزية. ومن أساتذة اللغة الإنجليزية الأستاذ إبراهيم أبو جديري من كردفان والأستاذ أحمد عبدالله من “الحاج عبدالله” بالجزيرة، والاستاذ سليم أحمد سليم من الفاشر والذي لا تُذكر اللغة الإنجليزية من أبجديتها إلى آدابها إلا وأتى ذكره. والاستاذ التجاني بحر من كتم والاستاذ السر محمد عوض من الشمالية والاستاذ عبدالقادر احمد من القضارف والاستاذ إبراهيم السيد من الفاشر.

ومن أساتذة التاريخ الاستاذ مختار من الجزيرة والاستاذ إسحق عز الدين من زالنجي.

ومن أساتذة الرياضيات الاستاذ فضل كبّار القادم من كسلا و الاستاذ عكاشة محمد عبدالله من الفاشر وهو أحد لعيبة أندية الدرجة الأولى لكرة القدم بالفاشر، و الأستاذ محمد الأمين من الشمالية و الاستاذ عصمت حسين من منطقة أبوروف بأمدرمان والذي يدرس إلى جانب الرياضيات حصص العلوم من فيزياء و كيمياء ومعه الاستاذ جعفر محمد الحسن قمر من نوري والأستاذ حسن النور، والاستاذ صديق تمساح من الفاشر. هذا وقد خلف الاستاذ الرشيد على إدارة المدرسة الأستاذ عبدالوهاب وهو من منطقة المسيد أو الكاملين بالجزيرة.

أما أساتذة التربية الإسلامية فأذكر منهم الاستاذ إبراهيم محمد سوار من الفاشر والأستاذ الجزولي محمد آدم جبّال من النيل الأبيض والأستاذ أحمد جميل الله من الفاشر والذي يلتزم بالزي القومي مثل مولانا سوار ولكنه فوق ذلك يلتزم بعباءة علماء الأزهر الشهيرة التي لم نشاهدها في الفاشر الا عند مولانا حسب النبي يوسف إمام المسجد الكبير  أيام الجمعة أو الاستاذ مصطفى منقه إمام مسجد التجانية.

ومن أساتذة اللغة العربية الأستاذ أحمد الشريف الوسيلة من الدويم والأستاذ عبدالله جار النبي من جبل اولياء والاستاذ محمود حسن طويل من زالنجي.

وكان كلٌ من الأستاذ عصمت حسين والاستاذ أحمد الشريف والاستاذ محمد الامين والأستاذ مختار يسكنون في سكن المشرفين داخل حرم الداخلية.

ومن الأساتذة الذين أذكرهم من خارج الأميرية الأستاذ حسين محمد حامد لاعب مريخ الفاشر وهو أستاذ بالفاشر الشمالية بنين، والأستاذ بشير محمد علي عبد الساتر من مدرسة البنات الشرقية والذي غالباً ما يشارك في حضور الجمعيات الأدبية التي تقام مرة كل أسبوع.

وأذكر أن واحدة من تلك الجمعيات قد خُصصت لتأبين الراحل جمال عبدالناصر ومن المشاركات التي مازلت أذكرها أن الأستاذ بشير عبد الساتر قد قدم لمشاركته بإهزوجة شعبية تقول إن اُماً قد فقدت إبنها ويدعى “كِرّه” فأخذت تستقبل الركبان و القوافل العابرة وتنشد

يا مغربين ما شفتو كرّه * و يا مصبحين ما شفتو كرّه

يا مريحين ما شفتو كرّه * و يا مصعدين ما شفتو كرّه

فرسو غزال دوكار قوّامه فرّه

وتستمر الاهزوجة ويقول الأستاذ بشير على منوالها.

يا مغربين ما شفتو ناصر * ويا مصبحين ما شفتو ناصر

يا مريحين ما شفتو ناصر * و يا مصعدين ما شفتو ناصر

فرسو غزال دوكار قوّامه حاضر

ويستمر في مجاراته الى اخر الاهزوجة.

هذا وقد تم تحويل الفاشر الأميرية لاحقاً إلى ثانوية للبنات على إثر نقل طالبات الجنينة الثانوية إلى الفاشر وتحويل مدرسة البنات بالجنينة إلى ثانوية للبنين.

في الختام تحياتي للزميلين الأستاذ عثمان  يحي والدكتور أبكر علي عبدالله على المساهمة في ذكريات هذه التدوينه.

ودمتم في رعاية الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى