عذراً !!

صلاح الدين عووضة يكتب :

 

ونبدأ بنمر..

فحين انتقدناك – بُعيد اختيارك – قيل لنا: وكيف تحكم عليه وهو (في بداية طريقه)..

فقلنا ربما منهجنا في الحكم المسبق خاطئ..

وهو منهج خلاصته: أنظر إلى أي مسؤول عقب أدائه القسم… وتربعه على الكرسي..

لترى هل هو من عشاق الأقوال…أم الأفعال..

والآن الخرطوم صارت (عاصمة الذباب)….. لا الضباب..

فعذراً والي الخرطوم..

ثم من منطلق هذا المنهج ذاته كنا قد حكمنا على ولاء البوشي… وزيرة الشباب والرياضة..

وقلنا يبدو إنها ليس لها ما تقدمه سوى افتعال المعارك..

والآن – وبعد نحو عام من تسميتها وزيرة – هي في معركة مع شداد… واتحاده… والأندية..

واكتسبت عداوة حتى من كانوا داعمين لها من صحفيي الرياضة..

ورغم ذلك نحن مخطئون… ونعتذر لها… وللذين قالوا لنا: لا تتعجلوا الحكم عليها مسبقاً..

فقد كان من المفروض أن ننتظر عاماً كاملاً؛ ثم نحكم..

سيما وقد استهلت عهدها بانجاز (ركلة البداية) لكرة القدم النسوية… وكانت رائعة جداً..

فعذراً ولاء..

وعباس مدني (حقه علينا) إذ حكمنا بفشله – مبكراً – من زاوية (الجواب من عنوانه)..

وإنما المفروض أن ننتظر حتى نرى أين ستبلغ صفوف الخبز..

والآن إذ غدت – الصفوف – في طول (قطر كريمة) فليس لنا ما نقوله سوى عبارة واحدة..

عذراً مدني..

ووالية نهر النيل أجرمنا في حقها حين اعتبرنا خطاباتها الأولى نذيراً بالفشل..

خطاباتها التي توالت حتى قبل أن تجلس على الكرسي..

وقد حوت ما حوت من لغة (أركان النقاش) الثورية؛ منافسةً في ذلك أختها بنت البوشي..

ومن مدفع هذه اللغة انطلق خازوق (الجيش يرجع ثكناته خلاص)..

يرجع حتى قبل أن تحل محله الشرطة..

فرجع الجيش إلى ثكناته؛ ولم تعد هنالك قوات منه تحرس الأماكن الحساسة..

فـ(حدث ما حدث) لخزينة محلية بربر..

وعقب هذا الذي (حدث) غضبت الوالية؛ وكأنها لم تأمر الجيش بالعودة إلى الثكنات..

ولكنا أخطأنا أيضاً؛ فالحكم المبكر عادة سيئة من جانبنا..

فعذراً آمنة..

وحتى حمدوك نفسه غلطنا عندما تخوفنا من لغته الحالمة – الرومانسية – قبل نحو عام..

عندما قلنا إنها لغة لا تبشر بخير… ولا تناسب المرحلة..

ثم زدنا الغلط غلطاً – والطين بِلة – حين تخوفنا أكثر من اهتمامه بالخارج… أكثر من الداخل..

وكنا نظن – وبعض الظن خطأ – إننا له من الناصحين..

ولكن الكثيرين (عالجوا) خطأنا ذاك – و(عاجلونا) – بشكراً حمدوك..

فحسب ظننا الخاطئ هذا أن الخير هنا؛ تحت أرجلنا… لا هناك خلف الأفق… ووراء البحار..

وكان من الأصوب أن ننتظر عاماً ثم نحكم؛ له… أو عليه..

أي في مثل أيامنا هذه… والتي حكم فيها الناس – وتنسيقيات الثورة – (على) حمدوك..

أي قالوا – أخيراً – مثل الذي قلنا قبل عام..

فعذراً حمدوك…..

وشكراً!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى