الشيخ/أحمد التجاني أحمد البدوي يكتب : الإساءة للاسلام ..كيفية الرد بالمثل..!!

 

سؤال يتبادر للاذهان : هل بإمكان المسلمين أن يتعاملوا بالمثل في ردهم على المسيئين للنبي صلى الله عليه وسلم؟

كان الأنبياء والمرسلون على مر التاريخ معرضين للإساءة والشتم والتجريح فكم منهم قتل وكم منهم صلب وكم منهم نشر بالمناشير، فما وهنوا ولا استكانوا وما ارتدوا عن أديانهم، واستمر الحال كذلك إلى أن جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة، فكان أول من قام بشتمه وسبه وطرده هم أهله وعشيرته فرماه أهل الطائف بالحجارة وأخرجه أهل مكة من أحب الديار إليه مسقط رأسه فواجه كل ذلك بمقولته المشهورة:(رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم لم تتوقف الحملات العدائية ضد الإسلام ونبي الإسلام إلى أن جاء هذا الزمان والذي يدعي أهله الديمقراطية وحرية الاعتقاد واحترام الرأي الآخر، لكنهم فعلوا ما فعلوا وصادموا شعاراتهم ومثلهم وأخلاقهم وتعاملوا بمكيالين مع الآخرين فعندهم الذي يتعامل مع السود بعنف وتمييز فهو عنصري والذي يسيء إلى السامية فهو مرفوض لكنه لا مانع عندهم من سب الإسلام ونبي الإسلام لأن ذلك يعني الديمقراطية وحرية الرأي ولكن ما كنا نتوقعه غير ذلك فكنا نظن أن هذا الزمان زمن الحرية والجدل والحوار والإقناع والمنطق خاصة مع هذا الدين والذي أمر بذلك، وذلك في قوله:(وجادلهم بالتي هي أحسن) وقوله:(لا إكراه في الدين) لكن حدث العكس تماماً فظل الإسلام يتعرض للعداء وبث الكراهية ضده ومحاربة كل ما له علاقة بالإسلام حرب مقنعة بحجة الإرهاب والذي كثير من حركاته صنعوها هم واستمر ذلك وتطور إلى أن أخرجوا الأفلام المسيئة والصور المشينة التي استهدفوا بها شخص النبي صلى الله عليه وسلم منطلقين من نظرية “اقتل القائد تكسب المعركة” وما دروا أن كل ما فعلوه ليسيئوا للنبي ودينه كان يصب في صالحه وصالح الإسلام مما دفع الكثيرين ليبحثوا عن معرفة شخصية النبي وحقيقة الإسلام فتسبب ذلك في اعتناق كثير من الغربيين للإسلام والسؤال الذي نريد أن نوجهه للمسيئين للنبي وقائدي الحملات ضده هو: لماذا لا يكون رد المسلمين بالمثل بعد أن سب النصارى واليهود النبي محمد وصوروه في أبشع الصور على مر تاريخ الإسلام والمسلمين ومع اختلاف طوائفهم وفرقهم لم نجد مسلماً واحداً أساء إلى المسيح أو شتمه أو شتم أمه أو أنكر دينه لماذا لم يحدث ذلك؟ ومن عاقب بالمثل فما ظلم، ففي الإجابة تظهر الحقيقة لعلكم تجيبون.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى