إسماعيل حسن: القال ليك كدة غشاك يا سوداكال

* قرأت في الحوار الذي أجراه زميلنا الكبير أبوعاقلة أماسا، بصحيفة كورة سودانية، أن رئيس نادي المريخ آدم سوداكال، قرر أكثر من مرة، أن يتنحى عن رئاسة نادينا، ولكن البعض نصحه بألا يفعل ذلك، حتى لا يفتح الباب لعودة التعيينات على حساب الديمقراطية التي يريد المجلس أن يرسّخ لها!!!
* صدقني يا سوداكال، القال ليك كده غشّاك.. وضحك عليك!!
* لأنك إذا تنحيت، لن تفتح الباب للتعيينات كما زعموا..
* إنما ستُقدم استقالتك لمجلس الإدارة، وإذا وافق عليها، يدعو المدير التنفيذي لجمعية عمومية لإختيار رئيس بديل..
* وإذا كمان تفضّل علينا أمين الخزينة الأخ الصادق مادبو بتنحٍ مماثل، فسينهار المجلس تماماً، ويضطر المدير العام إلى تقديم الدعوة لجمعية عمومية، تتشكل خلالها اللجان العدلية المختلفة.. تمهيداً لانتخاب مجلس جديد..
* يعني يا عزيزي الفاضل لن تكون هنالك أي مساحة للتعيينات الحكومية..
* وبمعنى آخر.. إذا تنحيت، وتنحى أمين الخزينة، فستختصران الطريق على أهل المريخ، ليختاروا مجلسهم القادم، بأسرع ما يمكن.. زائداً أن التاريخ سيحفظ لكما هذا الموقف الشجاع.. وإذا لف الزمن ودار، ورغبتما- أو رغب أحدكما – في العودة إلى مجلس المريخ من جديد، تجدان الترحاب والقبول من أهل المريخ..
٢
* في نفس الحوار أكد الحبيبان علي أسد والكندو أنهما زاهدان في الترشح للمجلس القادم،
* والغريب أنهما بالذات، من الكوادر التي قدمت أداءً جيداً.. وسبق أن أشدنا بهما أكثر من مرة، وثمّنا الأدوار العظيمة التي لعباها.. وأكدنا على أن جماهير المريخ ستكون سعيدة جداً إذا فازا بعضوية المجلس القادم.. فلماذا يا ترى إتخذا هذا القرار الغريب؟؟
* إذا كانت هنالك فئة اسمعتهما ما هما في غنى عنه.. فهل يعني هذا أن يبتعدا بسببها، دون مراعاة للفئات الكثيرة التي تحمل لهما التقدير والإحترام.. وتحفظ لهما إخلاصهما، وجهودهما الجبارة التي كان لها الأثر الكبير، في أن يحافظ الفريق على استقراره الفني، رغم المشاكل العاصفة على الصعيد الإداري؟؟!!
* عموماً.. تبقى الحقيقة أن في مجلس المريخ الحالي كوادر تستحق أن تكون في المجلس القادم..
* كوادر أمينة.. نزيهة… نشطة.. اجتهدت، وحاولت بقدر ما تقدر أن تقدّم للنادي كل ما من شأنه أن يرفع مقامه، ويعلي من شأنه.. ولكنها اصطدمت ببعض العراقيل.. والهجوم غير المؤسس من أصحاب الأجندة والغرض..
* أعود لما بدأت به، وأناشد سوداكال بأن يفكر مجدداً في التنحى، حتى يسجل موقفاً يحفظه له التاريخ وجماهير المريخ، بدل أن يصر على الكنكشة، ويفقد ودها.. وهو كما نعلم ، يعزّها ويقدرها جداً.. وكان يطمع في أن يسعدها، وينهض بناديها إلى مصاف الأندية الكبيرة، لولا الحرب التي واجهته منذ البداية، وحالت بينه وبين أن يباشر مهامه كرئيس رسمي للنادي!!
* ولعل هذه الحرب، كانت السبب في أن تربك حساباته، وتفقده الثقة، إلى درجة أن يظن ظن السوء في الجميع.. ولعلني ذكرت في مقالات سابقة، كيف أنه بدأ يحنث بالوعود، ويسلّم قياده لناس (قلنا وقالوا)، ليخسر بذلك حتى ود المناصرين له….. وأواصل بإذن الله..
رحمك الله اورتشي
* اللواء محمد حسن سليمان صالح اورتشي واحد من خيرة الرياضيين الخلص في السودان.. وقد ربطتني به علاقة وطيدة إمتدت لأكثر من عشر سنوات تقريباً… وبالرغم من أننا لم نلتق وجهاً لوجه إلا مرة واحدة في مقابر أحمد شرفي، إلا أننا لم يمر يوم أو يومان، إلا وجمع بيننا إتصال هاتفي مطول، أو رسائل في الخاص، عبر الوات ساب.. وكان سعادته من المواظبين على الإستماع لحلقاتي في الإذاعة الطبية كل يوم إثنين…
* ومع أنه هلالي حتى النخاع، إلا أنه كان أول من يتصل بي مهنئاً عندما يفوز المريخ.. وكذلك كنت أول من يهنئه عندما يفوز الهلال..
* قبل أيام لاحظت أن الإتصالات انقطعت بيننا لأكثر من أسبوعين، فتناولت هاتفي واتصلت به لأسأل عن أحواله، وبمجرد فتح الخط، نزلت فيه لوماً وعتاباً، قبل أن يأتيني الرد من صوت ليس صوته: يا أستاذ أنا ما سوركتي.. أنا ولدو أحمد… الوالد رحل عن الفانية يوم الإثنين قبل الماضي..
* لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. الموت حق والحياة باطلة..
* نزل علي الخبر كالصاعقة، وعجزت عن مواصلة الحديث مع ابنه أكثر من دقيقة، كان خلالها يحدثني عن والده، وكيف أنه كان يحكي لهم عني، ويعتز مثلي بالصداقة النقية الطاهرة التي جمعت بيننا رغم اختلاف ميولنا..
* وأضاف: لقد تعرض الوالد لوعكة صحية ألزمته سرير المرض حوالي أسبوعين، قبل أن تتدهور حالته بشكل مفاجئ مساء السبت قبل الماضي، ويُسلم الروح إلى بارئها بعد آذان فجر الإثنين..
* ويواصل: لعل من نعم الله على والدي أن يذهب إلى ربه راضياً مرضياً، بعد أن أصر على صيام رمضان كاملاً هذه المرة رغم الضغط والسكري… وأن يرفض الاستجابة لرجاءاتنا بأن يفطر… ويختم المصحف الشريف في رمضان خمس مرات.. وكان يداعبني بأننا هذه السنة لا سبب يدعونا كموظفين لأن نختم القرآن مره واحدة فقط.. ويقول لي: ما دام بقينا كلنا في الهوا سوا، ومحبوسين بأمر جائحة كورونا، فلنختم القرآن أكثر من مرة… وإلى ذلك فليتنافس المتنافسون..
* اورتشي رحمة الله عليه بدأ ضابطاً في سلاح الإشارة، ووصل رتبة اللواء… وكان قائداً لعدة وحدات آخرها سلاح الإشارة نفسه، وإدارة الهجانة بالأبيض… وأهّل نفسه أكاديمياً، حيث نال الزمالة والماجستير في العلوم العسكريه، والتخطيط الإستراتيجي من أكاديمية ناصر العسكرية بمصر… كما نال أعلى دورات الإشارة وهندسة الاتصالات والمايكرويف.. وكان محاضراً بالأكاديمية العسكرية العليا.. حتي تقاعده في العام ١٩٩٣م..
* ألا رحمك الله حبيبنا وأخانا وصديقنا الصدوق اورتشي، بقدر ما قدمت لبلادنا الحبيبة في المجالين العسكري والرياضي.. سائلين الله البركة في أبنائك، وأسرتك العريقة العريضة (الأراتشة)، الممتدة من كبوشية حتى حي العمدة بأم درمان..
* وجمعك الله به ابني أحمد في أعلى مراتب عليين بجنة الرضوان…… آمين يا رب العالمين..
* وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى