مؤتمر برلين.. لماذا لم يتم الوفاء بالوعود؟

 

الخرطوم.. رشا التوم

حقبة جديدة من التعاون بين السودان والمجتمع الدولي بدأت فصولها عقب إزاحة النظام البائد عن الحكم وبداية العهد الجديد ثورة ديسمبر المجيدة، التي مهدت تلقائياً لتلقي المساعدات والدعم المالي والفني من البنوك العالمية والمنظمات المالية وكبرى الدول الأوروبية والعربية خاصه فرنسا وأسبانيا اللتين كانتا أكثر دولتين دعمتا قرار إزالة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، وفي هذا الإطار انعقد  مؤتمر دولي

استضافته العاصمة الألمانية برلين الذي على إثره تلقى السودان تعهداً  بنحو ملياري دولار لدعم الفترة الانتقالية، منها 150 مليون يورو من ألمانيا بهدف دعم عملية الانتقال في بلد يرزح تحت عبء الديون ويعاني من أزمة اقتصادية خانقة.

كما تعهد الاتحاد الأوروبي بمبلغ 312 مليون يورو (350.13 مليون دولار)، وقدمت الولايات المتحدة 356.2 مليون دولار وألمانيا 150 مليون يورو وفرنسا 100 مليون يورو لمشروعات مختلفة في السودان.

ومن المشروعات تحويلات نقدية مزمعة للأسر الفقيرة وذلك بمساعدة البنك الدولي. وتعهدت بريطانيا بتقديم 150 مليون جنيه استرليني (186.17 مليون دولار) وقدمت الإمارات 300 مليون دولار.

وبما أن المؤتمر عقد في يونيو العام ٢٠٢٠م، فمن الطبيعي أن يتم طرح سؤال منطقي عن مصير أموال برلين.. وهل تلقت وزارة المالية أي مبالغ، وكم يبلغ حجمها.. وفي حالة لم يتم الوفاء بتلك الالتزامات ما هي الأسباب والدوافع وراء التأخير.

وأكد مصدر موثوق بوزارة المالية عدم تلقي أي أموال من المانحين في مؤتمر برلين منذ انعقاده وحتى اليوم. وأشار إلى أن الدعم مرتبط ببرامج تنموية ودعم الأسر الفقيرة، ولفت إلى أن السودان لم يستوف الشروط والالتزامات المطلوبة من أجل الحصول على الدعم الخارجي.

وأكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء فايز السليك لـ”الصيحة” وجود معوقات حقيقية وراء تأخر وصول أموال المانحين في مؤتمر برلين على رأسها سعر الصرف والإجراءات البنكية في السودان، ونوه في حديثه إلى أن سعر الصرف متقلب ويدور حوله الكثير،  وأشار إلى أن وزارة المالية هي المسؤول الأول عن تلك الأموال التي تعهد بها مؤتمر برلين ومن شأنها متابعة المسألة، وكذلك ألمانيا أيضا تترتب عليها مسؤولية أكبر لأنها كانت الراعي الرسمي للمؤتمر.

وكشف السليك عن ترتيبات ومباحاثات يتم الإعداد لها حول أسباب تأخر الأموال ومتى تورد إلى الدولة.

وفي اتصال هاتفي أجرته “الصيحة” بالمستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء آدم حريكة، أجاب قائلاً: (أموال مؤتمر برلين مسؤولة عنها وزارة المالية)، ولا أملك معلومات في هذا الصدد.

وحسب متابعات “الصيحة” قال مصدر ببنك السودان المركزي إن السودان تلقى المساعدات التي التزمت بها أميركا وأتت في شكل معدات وأجهزه في إطار الدعم الفني وليست أموالاً سائلة.

بيد أن مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كان قد أصدر بياناً جاء فيه أن “مؤتمر شركاء السودان” “يهدف لخلق شراكات بين السودان والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي ودفع جهود التنمية والتحول الديموقراطي”.

وحذر حمدوك من أن غياب المساعدات قد يؤدي إلى انتشار الاضطراب في منطقة ملتهبة بشرق وشمال شرق أفريقيا، ويدفع الشباب لمواصلة الهجرة بحرًا نحو أوروبا. وقال حمدوك “نتوقع الدعم من شركائنا لتحقيق انتقال ناجح”. وأضاف “لا أود أن أرسم صورة وردية. أي انتقال تشوبه الفوضى وتوجد تحديات كثيرة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى