لمن فاتهم الاستماع …

 

* سألت أحد طلاب تلك الكلية الجامعية الحكومية، لماذا لم تبدأ الدراسة عندكم رغم أن وزارة التعليم العالي قد أعلنت عن فتح الجامعات، قال الطالب .. إن الطلاب لا يحبون العميد  !!

*وعلمتُ في وقت لاحق بأن الدراسة لم تُستأنف برغم أن العميد قد غادر الجامعة، على أن الطلاب هذه المرة أضافوا مطالب جديدة من بينها  إعادة طلاب كانوا قد فُصلوا في وقت سابق لأسباب أكاديمية وسلوكية ..

 

* ويبذل المدير (القحتاوي) الذي عين ضمن كوتة مديري الجامعات الأخيرة،  يبذل قصارى جهده لاستئناف الدراسة ولكنه في كل مرة يصطدم بقائمة مطالب جديدة من قِبل الطلاب، فضلاً عن حالات الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التي ترزح تحت وطأتها  الجامعة، ووصل الأمر درجة إغلاق القاعات بالطبل من قِبل الطلاب …

* على أن الأزمة تكمن في أن طلاب الجامعات الذين هم تمامًا في سن (المراهقة الفكرية السياسية)، قد حقنوا فيما يبدو بجرعات ثورية زائدة وفوق طاقتهم خلال فترة الحراك الماضية، ومن ثم استمرأوا هذه الحالة، بمساعدة جهات لا تريد نهاية للفترة الانتقالية !!

* بالمناسبة، أتدرون لماذا بكت الأحزاب اليسارية عملية فض الاعتصام أكثر مما ينبغي، وإن تدارى القوم خلف خسارة القتلى والمفقودين، غير أن الخسارة الفادحة كانت بامتياز هي خسارة الاعتصام كمعسكر تجنيد للشباب لصالح الأفكار اليسارية والعلمانية عموماً سيما وأن  المعتصمين من جمهور الشباب هم بالكاد في سن (التشكيل والتلوين) الفكري، بحيث انتهزت الأحزاب اليسارية مخيم الاعتصام ومنابره ودرجة التركيز العالية، للتبشير بالفكر التقدمي مقابل دحض أفكار اليمين الرجعي!!

* غير أن من قام بفض الاعتصام، والذي يبحث عنه اليساريون الآن بشدة، هو من أفشل ذلك المخطط التنظيمي لتجنيد الشباب!! فأصبح الشباب بنصف تجنيد ونصف تشويش، بحيث لم يرسخ من عمليات التجنيد سوى ثقافة الوقفات الاحتجاجية التي تنهض لسبب ولغير سبب في بعض الأحيان، ولكن في المقابل أن تلك الحملات المخدومة قد نجحت في تحييد الشباب تجاه أفكار المدارس الإسلامية، ساعدهم في ذلك تجربة الإنقاذ التي صاحبتها الكثير من الإخفاقات.. و.. و…

* يُفترض أن الحزب الشيوعي العقل المُدبّر لحالة الاستقطاب الثوري هذه، يفترض أن ينتقل بالشباب والثورة والمرحلة والحراك من ثقافة (لجان المقاومة) إلى أدبيات (لجان البناء والتعمير)، وذلك ما لم  يحدث حتى الآن ولن يحدث لأسباب أخرى استراتيجية .

* على أن طلاب الجامعات في هذه الحالة هم الضحية الكبرى لثقافة المقاومة، الثقافة التي انتقلوا بها من لجان  الأحياء والميادبن إلى لجان مقاومة الجامعات، ويصبح من الطبيعي في هذه الحالة ممارسة ثقافة المقاومة في جامعاتهم ضد الأساتذة والنظام الأكاديمي برمته، فإن لم يستلطفوا عميداً أو مديراً أو معلماً، فإنهم لا محالة سينفذون وقفات احتجاجية واعتصامات ومسيرات وقائمة اشتراطات، حتى ولو رحل العميد .. لدرجة أهزوجة مالو العميد ما لو البليد ….

* هل هذه هي الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، هل كان هذا مقصد جماهير التغيير!! وهل هناك بالفعل جهات تفتأ تعمل لصالح أجندة تعطيل كل شيء، الجامعات وكل الخدمات، وقطع الطريق لأية عملية إصلاحات، جهات هي مع الحكومة وضدها، ذلك لإرباك المشهد والتحضير لعمل كبير وخطير….

وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى