حميدتي عدو أم شريك؟

تصريحات صحافية  لقيادات  في  “قحت”  ومؤتمر  صحافي لتجمع  المهنيين  تحدث  فيه  د. محمد ناجي  الأصم  وعنوان  عريض  بالأحمر  في صحيفة  الجريدة  ينتقد  لقاء  نائب رئيس  مجلس  السيادة  بمجموعة  من لجان  المقاومة  في الخرطوم  واتهامات  هنا وأخرى يقولها  محمد  ناجي  الأصم  أن أموالاً  خارجية  تدفقت  لتمويل  لجان  المقاومة  بغرض  استمالتها  وشق  صفها.

  ويقول  الأصم  العائد  من رحلة  الولايات  المتحدة الأمريكية  إن تمويل  اللجان  داخلي.

ما هذه  الجلبة  والضوضاء  بعد  لقاء  الفريق  محمد حمدان دقلو  بلجنة  من الحي  الذي  يقطنه  وبعد  ذلك  تتصاعد  أعمدة  دخان  “قحت”  وتوجه  سيوفها  نحو  نائب رئيس  مجلس  السيادة  الذي  مجرد  لقائه  بلجنة  حي من أحياء  ولاية  الخرطوم  يصبح  جريمة  يحاسب  عليها  من التقى  حميدتي،  كأن  حميدتي عدو  لـ”قحت”  وليس  شريكاً  أصيلاً  في ثورة  التغيير  التي  قادها  الشباب  ووجدوا  الدعم والسند من القوات  النظامية  جميعها  وفي طليعتها  قوات  الدعم السريع  التي لو  وقفت  مع البشير  في خندق  المواجهة  لما وصلت  عائشة  موسى  للقصر  حتى اليوم  ولما  أضحى  يوسف  آدم  الضي  مسؤولاً  عن الولايات  وأحمد  هارونفي غياهب  الجب  سجيناً!

قوى  الحرية والتغيير  لا تخفي  عداوتها  للمكون  العسكري  وبغضها  للقائد  حميدتي  وسعيها  الدؤوب  لإدانته  وهي تطلق  الأحكام  وتدمغه  بانتهاك  حق  المعتصمين  أمام  القيادة  حتى  قبل  أن تقول  لجنة  شكلتها  الحكومة  برئاسة  واحد  من قادتها والفاعلين  في الحزب  الشيوعي  المحامي  نبيل أديب  كلمتها،  وتدين  الفاعل  الحقيقي  لفض  اعتصام  القيادة.  تتالت  الإدانات  لقوات  الدعم السريع  تارة  لقائدها  الأول  الفريق  محمد حمدان دقلو،  وتارة  لقائدها  الثاني  الفريق  عبد الرحيم حمدان  استباقاً  لتقرير  اللجنة  وتغبيشاً  للرأي  العام  وتسميمه  وتجيير  أرواح  الشهداء  لخدمة  القضايا  السياسية  بعيداً عن الحق  والحقيقة.

تبلغ  الجرأة  ذروتها  والعناوين  العريضة  في الصحافة  تقول:  لجان  المقاومة  بالخرطوم  تتبرأ  من لقاء  حميدتي،  كأن  حميدتي  عدو  وليس  شريكاً  أصيلاً لو  رفع  يده  اليوم  ولمّ ثكنات  جيشه  وترك  قوى الحرية والتغيير  وحدها  لأكلت  بعضها  قبل  أن تأكلها  (مرافعين كيقا)، وكيقا  منطقة  مشهورة  في جبال  النوبة  بكثرة  الضباع  الشرسة  التي  تسمي بالمرافعين.

ولو  اختار  الفريق  حميدتي  العودة  لمنطقة  الزرق  بأقصى شمال  دارفور  مع  عمه  عمدة  تلك  المنطقة  جمعة  دقلو  وأغلق  هواتفه  ونأى  بنفسه  عن  صراعات  الأهواء  والمصالح  لركب  قادة  الحرية  والتغيير  وأعضاء  المجلس كل  ضامر،  وتوسلوا  إليه  ليعود  قبل  أن تنهار  السقوف  الخشبية  على  رؤوس  الجميع.

ما لكم  كيف  تحكمون،  حميدتي  هو  من دفع  المال  من أجل  توفير  الجازولين  والدقيق  وفتح  ابواب  دول  الخليج  العربي  لقادة  الحرية والتغيير  ومهد  الدرب  لحمدوك  لزيارة  السعودية  والإمارات، فكيف  تتبرأ  منه لجان  أحياء الخرطوم  التي  سعت  إليه  ولم يسع  إليها.

فهل في هؤلاء القوم رجل رشيد؟ أم ناشطون  وضعتهم  الأقدار  على  كرسي  المسؤولية  من غير  رؤية  وبصيرة  وإلا  كيف  يخسرون  قوة  مثل  الدعم  السريع  أن هي  قدمت  خدمات  للصحة  حاربوها  وإن  هي ساهمت  في فك  ضائقة  الدولار  الأمريكي  تتالت  الأسئلة  التجريمية  من أين  لحميدتي  بالدولار  الأخضر.

وعندما  ينافح  رجل  أصيل  وابن  قبائل  مثل  الفريق  صديق محمد  إسماعيل  نائب  رئيس  حزب  الأمة  عن قوات  الدعم السريع، ويقول  كلمة  حق  في زمن  التدليس  والغش  والنفاق  والخوف  تقوم عليه  القيامة  ويتهم  حزب  الأمة  نفسه  بالسعي  لتدبير  الانقلاب  المزعوم،  وحزب  الأمة  من أجل  إرضاء  اليسار  فعل  كل  شيء  وتجرد  من كل انتماء  إسلامي  وقدم  لحكومة  اليسار  مفرح  بدلاً  من الصادق  الصدوق  عبد المحمود  أبو  ورغم  ذلك  يتهم  بما  ليس  فيه.

وحتى  يثير  اليسار  الرأي  العام  ويحرضه  على قوات الدعم السريع  يختلق  من مخيلته  مزاعم عن التخطيط  لانقلاب  يقوده  الفريق  حميدتي  لضرب  علاقته  بإخوته  العسكريين  من جهة،  وتشويه  صورته  أمام  الشعب  الذي  لن يرضى  بانقلاب  عسكرى  حتى ولو  تمادت  حكومة  حمدوك  في فشلها  الراهن،  ولإثبات  الشائعات  ينفي  محمد  وداعة  القيادي  بحزب  البعث  العربي الاشتراكي  عن حميدتي  التخطيط  لإنقلاب  عسكري  وهو  نفي لإثبات  ما في مخيلة  هؤلاء  القوم  الذين  يمكرون  ويحيكون  المؤامرات  بنعومة  ويسخرون  أبواقهم  لشن  حرب  على رجل  كل  جنايته  أنه  أخلص  لهم  ووضعهم  في  مكان  الشريك،  لكن هؤلاء  سِمتهم  الغدر  والخيانة  والنكوص  عن كل اتفاق  وعهد  وميثاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى