“إنقاذ الطفولة”: الفقر وانتشار السلاح وعدم الاستقرار السياسي وراء العنف في السودان

الخرطوم- فرح أمبدة

كشف تقريرٌ صادم، صادر عن منظمة “إنقاذ الطفولة”- تلقته (الصيحة)، عن زيادة كبيرة في أعداد القتلي، وفي حالات النزوح الداخلي، لهذا العام، مقارنة مع العام السابق، في جميع أنحاء السودان، حيث قُتِل المئات وشُرد ما يقارب نصف المليون شخص، معظمهم من الأطفال، وتصدرت ولاية غرب دارفور  القائمة من حيث اعداد القتلي والفارين من مواطنهم.

وأرجع التقرير، الاشتباكات المتزايدة بين المجتمعات المحلية في دارفور، إلى عوامل عدة على رأسها انتشار السلاح وعدم الاستقرار السياسي. وكشف عن مقتل ما يقرب من (50) وتشريد ما لا يقل عن (2000) طفل وبالغ في أعمال العنف التي اندلعت في دارفور مؤخراً، وأسفرت في مجملها عن مقتل نحو (100) شخص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وعبّرت المنظمة عن شديد قلقها تجاه ما يجري للأطفال.

وقالت المنظمة في تقريرها إن العام 2021م، شهد زيادة كبيرة في حالات النزوح الداخلي، مع نزوح ما لا يقل عن (430.000) شخص في الفترة ما بين يناير وسبتمبر من العام الحالي.

وما بين يناير ويوليو 2021م، أسفرت أعمال عنف قبلية في الجنينة، غرب دارفور، عن مقتل ما لا يقل عن (163) شخصاً، وإصابة (217) شخصاً، وتشريد (105) آلاف شخص، من بينهم حوالي (31.500) طفل، وفي جبل مون بغرب دارفور نزح حوالي (9600) شخص بعد اشتباكات في أكتوبر.

وحسب التقرير، فإن التوترات تصاعدت في الساعات الأولى من يوم 5 ديسمبر في سوق كرينك بولاية غرب دارفور، وأن العنف انتشر بسرعة إلى القرى المجاورة ومخيمات النازحين داخلياً حيث أُحرقت المنازل وهُوجم الناس بوحشية، وخرج الناجون بإصابات مروعة، وأرجعت المنظمة، الاشتباكات المتزايدة بين المجتمعات المحلية في دارفور، إلى عوامل متعددة منها الفقر وانتشار الأسلحة وعدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية الطويلة والخطيرة.

ونبّهت إلى أن الوضع سيستمر في التدهور، ما يشعرها بقلق عميق تجاه الطفولة، ودعت أصحاب المصلحة إلى العمل معاً لحماية المدنيين والأطفال لسد الفجوة الأمنية التي نشأت عن انسحاب بعثة حفظ السلام التابعة لليوناميد في ديسمبر 2020م، والتي تفاقمت بسبب التنفيذ البطيئ والمشتت لاتفاقية جوبا للسلام.

ونقل التقرير عن المدير القطري لمنظمة “إنقاذ الطفولة” في السودان أرشد مالك “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء هذا التصاعد في العنف وتأثيره على الأطفال. فقد أُجبر الآلاف على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان، بينما رأى آخرون أحباءهم فقدوا بطريقة أكثر عنفًا. يرى الأطفال أهوالًا لا ينبغي عليهم أبداً القيام بالنظر إليها، لقد أُجبر بعض الأطفال، الذين يعيشون بالفعل في مخيمات النازحين، على الفرار من هذه المخيمات إلى وجهة جديدة غير مؤكدة، وهذا وضع غير مقبول لأي طفل أن يكون فيه.

وأضاف “الأطفال في دارفور هم أكثر من يخسرون من جراء هذا العنف. فالأطفال المعرضون للعنف يمكن أن يعانوا من صدمات نفسية طويلة الأمد ويتعرضون لمخاطر جسدية شديدة. وبعد النزوح، يواجه الأطفال أيضاً مخاطر متزايدة لعمالة الأطفال، الزواج المبكر والتجنيد في القوات المسلحة. لجميع الأطفال الحق في الحماية والتعليم”.

في جميع أنحاء السودان، حسب ما ورد في التقرير، شهد عام 2021م زيادة كبيرة في حالات النزوح الداخلي، مع نزوح ما لا يقل عن (430.000) شخص بين يناير وسبتمبر 2021، مقارنة بـ(100.000) في عام 2020م. ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع في السودان إلى إعطاء الأولوية لحماية الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى