القيادي بمؤتمر البجا الفريق الدكتور أونور محمد أحمد لـ”الصيحة” 1-2

(ناس) الحرية والتغيير أقصونا وهمّشونا (زي ناس) الإنقاذ

مشاركة أبناء الشرق في  الإنقاذ كانت “زيرو”

اتفاقية الشرق وُلدت”ميتة” ونُعاني من التهميش التنموي

الإنقاذ عيَّنت موسى محمد أحمد وآخرين  دون أي أعباء

هناك أصوات نادت بانفصال الشرق وتقرير مصيره  ولكن (….)

إعادة نظام الداخليات بالإقليم تحل مشكلة التسرُّب المدرسي 

ما يُعانيه الإقليم كفيل بأن يمنح أبناءه حق حمل السلاح 

لا زلنا نرفع شعار السلام وندعو إلى سودان مُوحّد

حاورته: شادية سيد أحمد

تصوير: محمد نور محكر

اتهم الدكتور الفريق محمد أحمد أونور القيادي بمؤتمر البجا، نائب رئيس تحالف قوى الخلاص الوطني بقيادة مؤتمر البجا  الإصلاح والتنمية الذي يرأسه عثمان باونين، ويضم هذا التحالف أكثر من 40 حركة مسلحة، اتهم نظام الإنقاذ (السابق) بالالتفاف على اتفاق الشرق الذي وصفه بالجنين الميت.

 أشار أونور في حواره مع “الصيحة”  إلى أن اتفاقية الشرق مسروقة منذ البداية، عندما ثار أبناء الشرق  وكوّنوا كياناً كبيراً خارج السودان، وشكّلوا ضغطاً على الحكومة السابقة التي قال إنها صنعت ما يسمى باتفاقية الشرق، واستخدمت ذات سياسة التهميش داخل الاتفاقية، واستبعدت الحكومة المحاربين الحقيقيين من الاتفاقية وأدخلت قبائل أخرى وأسمتها اتفاقية الشرق، وحوَّرت القضية من قضية (بجا) إلى اتفاقية شرق…

الصيحة، جلست إليه واضعة أمامه عدداً كبيراً من القضايا في مقدمتها قضايا الإقليم الشرقي والتنمية في هذا الإقليم والمشاكل التي يعاني منها، وغيرها من القضايا، حيث تجاوَب مع الصحيفة بشفافية كاملة. 

*بداية، كيف تقرأ الوضع العام في شرق السودان؟

– شرق السودان ككيان قبل أن نتحدث عنه كمساحة جغرافية، ظل إنسانه يعاني لسنوات طويلة، وهو إقليم يضم في داخله كل السودان بمختلف القبائل، وأهل الشرق بمكوناتهم  الجهوية والقبلية ظلوا يعانون من قضية التنمية منذ العام 1956، يفترشون الأرض، ومصابون بالثالوث العجيب “الفقر والجهل والمرض”، ورغم كل ذلك، نجدهم متمسكين بأرضهم وعاداتهم وتقاليدهم.

 وغالبية كبيرة من أهل الشرق وبنسبة تفوق الـ 90% يسكنون خارج المدن الكبيرة، وبعيدون عن  ثقافاتها وظلوا بعيدين عن التعليم، يمتهنون الزراعة والرعي، وبُعدهم عن التعليم هو السبب المباشر في كل ما يدور في الشرق الآن، ولكنهم الحارس الأمين لبوابة السودان الشرقية، ومكوناتهم كبيرة والتعداد السكاني في الشرق نسبته عالية ” هدندوة، أمرأر، البشاريون، بني عامر، حلنقة، الحباب، جميلاب، أرتيقا، كميلاب، ” كل هذه الكيانات بمختلف قبائلها، وهناك كيانات أخرى تمثل إنسان الشرق.

*دكتور تحدثت في بداية الحديث عن معاناة مواطن الشرق فيم تتمثل هذه المعاناة؟

هذه الكيانات العريقة المكونة لإنسان الشرق ” البجا” المعاناة في المقام الأول السبب الرئيسي فيها هو إنسان الشرق نفسه الذي يرفض التعليم ويرفض المواكبة فضلاً عن أن الحكومات المتعاقبة أسهمت في تلك المعاناة بسبب التهميش المتواصل، ورضوا بذلك التهميش وانهزموا أمامه، لذلك لم تنعم هذه المناطق بالتنمية، والشرق بحدوده الجغرافية من الخياري وإلى الشمال الغربي حلايب لا توجد تنمية للإنسان والأرض.

*عفواً دكتور، ولكنك ذكرت أن إنسان الشرق يرفض التعليم وهو السبب في عدم التنمية؟

– نعم، هو له ضلع في هذا التخلف، لأنه لم يواكب، بسبب عدم وجود آليات للمواكبة، ولم يكن له تمثيل في الحكومة القومية.

*ولكن دكتور، كان للشرق تمثيل في الحكومة السابقة وعلى مستوى ئاسة الجمهورية موسى محمد أحمد وآمنة ضرار وغيرهما؟

نعم، التوظيف والتمثيل كان لكيانات محددة، حقيقة كان هناك تمثيل في الحكومة البائدة لكنهم كانوا لا يستطيعون أن يقدموا شيئاً للشرق، وبالتالي مشاركتهم كانت “زيرو”، ولا أريد التحدث عن شخصيات محددة، وأقول لكِ إن الشرق الآن لا توجد به بنية تحتية، والطرق القومية متهالكة، إلى جانب توقف المصانع والشركات الأجنبية التي كانت تعمل بالبحر الأحمر،  وتوقف ميناء سواكن التجاري، بسبب عدم وجود الكهرباء والمياه، وهناك مدن كبيرة تريّفَت وأصبحت قرى، وولاية كسلا أصبحت ملجأ للوافدين، نرحب بالضيوف في الولاية، لكن “اللقمة” محدودة، وأصبحت لا تكفي الجميع مما تسبب في تراجع كسلا كمدينة، كل القطاع الشرقي لا يوجد به مصنع واحد، ومنذ سنوات قدّمنا دراسة بأن منطقة درديب منطقة مناسبة لإقامة مصنع للاسمنت بدرجة امتياز، تم رفضها، وتمت إقامة ستة مصانع في عطبرة، ويتم ترحيل الحجر من درديب، وكل ذلك يدل على أن التهميش يتم عنوة منذ 64 عاماً، إلى أن فات الأمر حدوده، وتمرد أهل الشرق في عهد الحكومةالسابقة لأول مرة.

*ماذا عن اتفاقية الشرق التي تمت  في عهد الحكومة السابقة؟

– الإنقاذ التفّت على اتفاقية الشرق،  وولدت “جنيناً ميِّتاً”، واتفاقية الشرق مسروقة منذ البداية، عندما ثار أبناء الشرق، وكوّنواً كياناً كبيراً خارج السودان، شكلوا ضغطاً على الحكومة السابقة، وهي حكومة ذكية التفت حول الأمر، وصنعت ما يسمى باتفاقية الشرق، استخدمت ذات سياسة التهميش داخل الاتفاقية، واستبعدت الحكومة المحاربين الحقيقيين منها، وأدخلت قبائل أخرى وأسمتها “اتفاقية الشرق”، وحوَّرت القضية من قضية بجا إلى اتفاقية شرق وليس لها مضمون، ولم نجن منها شيئاً، وتم تعيين موسى محمد أحمد وآخرين كرمزية في القصر دون أي أعباء، وكل التمثيلُ كان صُوَرِيّاً، والاتفاقية كانت خاوية، وحتى الأموال التي جاءت باسم الاتفاقية الحكومة تغوّلت عليها وأخذتها.

*هذا يقودنا إلى التساؤل عن صندوق إعمار الشرق والفائدة التي جناها الإقليم؟

– ما يُسمى بصندوق إعمار الشرق لا يوجد أي إعمار اليوم في الشرقـ  وكان يًدار من المركز، وليس من أبناء الشرق، ولم يقدم هذا الصندوق أي تنمية للشرق، وكان فقط مجرد اسم، والحكومة السابقة كانت (تستعبط) أبناء الشرق، وكانت تتعامل وِفق عقلية أمنية وليست استراتيجية.

*شرق السودان بوابة لها أهميتها بالنسبة للسودان، فلماذا التهميش عنوة؟

– هنا يأتي دور الشرق، نحن لم ننافس، وهذا ليس بسبب الكفاءات، ولكننا نستحي من المطالبة بحقوقنا في أي “كيكة” تم تقسيمها.

*إذاً أنتم كأبناء الشرق تتحملون وزر عدم تنمية الإقليم أو فلنقُل إن جزءاً من المسئولية يقع على عاتق أبناء الشرق؟

– نعم، هذا حديث صحيح، وأتفق معك في هذا  تماماً، وهذا بسبب عدم التعليم وحتى المتعلمين من أبناء الشرق يستحون عن المطالبة بالوظائف، وهذه من طبائع أبناء الشرق، وكان يجب أن تكون الرؤية استراتيجية وليست شخصنة، وتكون هناك موازنات، وحتى الآن  تتم معاملة الشرق بنفس النهج رغم تفاؤل أبناء الشرق بالحكومة الجديدة، وأملهم في أن يتم إنصافهم، للأسف تعاملوا معنا بنفس النهج السابق، ولم يتم تمثيل الشرق، وأهل الشرق يدركون هذا تماماً، وكل ذلك مقصود وليس بحسن نية.

*من خلال هذا الحديث نفهم أن لأبناء الشرق  تحفظاً حول ما تم؟

–  نعم، لدينا تحفظات،ولدينا وجهة نظر في الاتفاقية الدستورية، وأوضحنا ذلك كتابة للحرية والتغيير، وفرحتنا لم تكتمل  بالثورة، وكنا تحملنا لأجل السودان ننسعى ولا زلنا نرفع شعار السلام، وندعو إلى سودان موحد.

*عفواً دكتور، هناك أصوات نادت بالانفصال وحق تقرير مصير شرق السودان، في حال تواصل تهميش الإقليم؟

– هناك أصوات نشاذ نادت بذلك، وقمنا بتثبيتها، مِن مَن ننفصل، السودان ملك لنا جميعاً، وهذا من باب الولاء للوطن، وقد يكون الحديث عن حق تقرير مصير الشرق  صدر من بعض الشباب لهم أمانٍ وأشواق في عكس معاناة إنسان الإقليم حتى يتم الالتفات إليهم، ومن المُستَبعَد المطالبة بحق تقرير المصير، نريد سوداناً موحداً دون تجزئة.

*نفهم أنه من المستبعد استخدام جبهة الخلاص الوطني التي تضم 40 حركة مسلحة للسلاح؟

– مؤكد، لن نستخدم السلاح ضد الشعب السوداني، ونرفع شعار السلام  في ظل سودان واحد.

*كيف نقيس مستوى التعليم والصحة في الإقليم الشرقي بصورة عامة؟

– التعليم في الإقليم الشرقي “زيرو كبير”، لا يوجد وتجد في كثير من الأحيان في مدرسة كاملة ثلاثة أطفال، يبحثون عن الأكل ومياه الشرب، وأولياء الأمور يوافقون على ذلك لأجل أن يجد أبناؤهم الأكل ومياه الشرب،  ونسبة التسرب تكاد تصل 100% في المدراس.

*كيف تنظر لحل هذه القضية نسبة لأهمية التعليم؟

– الحل يكمن في إعادة نظام الداخليات، بغير ذلك لن تُحل المشكلة، ولا أذيع سراً أن هؤلاء التلاميذ عندما يأتون للمدرسة عبر هذه الداخليات ليس لأجل التعليم في المقام الأول، ولكن لأجل أن يجدوا المأكل والمشرب الذي ستوفره الداخلية، وهذا هو المخرج الوحيد، وإعادة صندوق البجا الذي تعلم كثير من أبنائهم عن طريقه يقود لدعم كافة الطلاب إلى أن يتخرجوا.

 أما في مجال الصحة في الإقليم فحدّث ولا حرج، حتى  الأطباء ينفرون من الذهاب إلى هناك، وتوجد أماكن بها مستشفيات، وليس بها أطباء المناطق طاردة والبيئة غير صالحة للعمل،  واللوم هنا يقع على عاتق الدولة التي لم تهيئ البيئة الجاذبة والملائمة وليس الطبيب، وكذلك أبناء البجا لهم دور في ذلك لمناهضتهم السكن في المدن، يجب أن تكون للدولة يد طولي في إجبارهم على السكن في المدن عن طريق مجمعات قسرية لكي يسكنوا ويتعلموا في مكان واحد .

*ما هو دور أبناء الشرق المستنيرين والمتعلمين في هذه القضية؟

– نحن نجهر برفع صوتنا عبر وسائل الإعلام المختلفة ونجتهد في إيصال صوتنا دون أن نقوم برفع السلاح،  ونطالب بالإنصاف وحقوقنا في التنمية والتعليم ومياه الشرب.

*قضية مياه الشرب في شرق السودان قضية كبيرة؟

– لا توجد مياه شرب، البحر الأحمر كولاية بأكملها لا توجد بها مياه للشرب، كسلا المدينة بها مياه، ولكن على بعد خمسة أميال لا توجد مياه، ونظام التحلية لن يحل المشكلة، ولن يوفر المياه للجميع، وهو نظام مكلف في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، والمواطن لن يتمكن من شراء مياه تحلية، والمياه حق للمواطن يجب أن توفرها له الدولة، التحلية لا تمثل حلولاً عملية، الحلول تكمن في أن يتم توصيل مياه  من النيل للبحر الأحمر، والدراسات في هذا الشان موجودة، والحكومة السابقة قطعت كثيراً من الوعود في هذا الشأن ولم تنفذها، رغم أهمية المياه للإنسان، كذلك الإقليم يعاني من مشكلة الكهرباء، وكل هذه المشاكل كفيلة بأن تمنح أبناء الشرق الحق في حمل السلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى