مروة علي تكتب: ظل أبي…

مروة علي تكتب: ظل أبي…
أبحث عن وجهَه بين المَارة ولا أدرِي كيف يبْدو؟ مثل صاحِب البقَالة، أو مدرس اللغة الفرَنسية، أو جارَنا الذي يزُورنا كثيراً. هل يشبهني؟
انتظرته كثيراً لنحتفِل بعيد ميلاد أخي الأول، إنتَظرته عند بابِ المدرسة حِين يرجع أصدِقائي مع آبائِهم، عِندما يأتِي الصيف لنذّهب معه إلى البَحر، عند بَاب بيتِنا ليلاً، في لَيالٍ شديدة البرودة، كم وددتُ أن نَحتمي بصدره أنا وأخي الصغير.
تَمنيت أن ينامَ بقُربي عِندما مرِضت، وأن يُعانقني عندما تفَوقت، أن نزور معاً قبر أُمي، تمنيتُ أن أحكِي له عن صَديقي المفضّل، عن هواياتي، وكم أنا بارِعة في الحِساب مثله، كم وددتُ أن أحكِي له عن حُبي الأول.
بحثتُ بين كل الوجوه العابسَة، والمُكفهرّة، والباسِمة، والخاليةُ من الملامِح، بحثتُ في كلِ مكان، في المطاَرات، المشَافي، السِجون، عند محطاتِ القِطار، وعند البحَر، لم أجد له أثر. فقط ظله كان موجوداً دائماً في حفلِ الميِلاد، وعند بابَ المدرسة، وفي السرير يتَوسطُنا أنا وأخي، وعند قبر أُمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى