السر السيد يكتب : المخرج الكبير فاروق سليمان

28 مايو 2022م

 

ارتبطت حياة فاروق سليمان، بمشروع الدراما التلفزيونية السودانية بحسبانه أحد أهم الأسماء المؤسسة لهذا المشروع فهو على الأقل أغزرهم إنتاجاً وأكثرهم تواصلاً واستمراراً. ففاروق المولود في  العام 1937 بمدينة أم درمان – حي المسالمة، والذي تلقى تعليمه بالمسالمة الأولية ثم مدرسة الأقباط والثانوي بمدرسة فاروق بالخرطوم ثم التحق بجامعة القاهرة – فرع الخرطوم- كلية الحقوق.

كان قد تلقى دراسات في الإخراج التلفزيوني في مصر وبعدها دورة في الإخراج الدرامي في ألمانيا الاتحادية,  كان قد كرَّس حياته منذ التحاقه بالتلفزيون والذي كان مع البدايات الأولى للبث التلفزيوني, لمشروع واحد هو الدراما التلفزيونية لذلك لم يكن غريباً أن يرتبط اسمه بأول مسلسل سوداني هو “المرابي” لحسن عبد المجيد، وأن يرتبط اسمه بأول مسلسل تجاوزت حلقاته السبع حلقات هو مسلسل “المال والحب” لعمر الحميدي، وأن يرتبط اسمه كذلك بأول مسلسل تجاوزت حلقاته العشرين هو مسلسل “اللواء الأبيض” لمحجوب برير وأمين محمد أحمد،ليحتل فاروق في مسيرة الدراما التلفزيونية موقع القلب بلا منازع فهو صاحب اكبر كم خاصة على صعيد التمثيليات والمسرحيات المنقولة وهو

صاحب أكبر كم فيما يمكن أن نصفه بالمسلسلات التي لاقت رواجاً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً، ويكفى هنا أن نشير إلى مسلسلات “اللواء الأبيض” و”سكة الخطر” و”الشاهد والضحية” و”الدهباية” وغيرها من المسلسلات التي جعلت المشاهدين يتحلقون أمام شاشات التلفزيون ما يجعلنا وبلا تردد أن نطلق عليه لقب (صانع جمهور الدراما التلفزيونية) وقبل ذلك صانع طرائق إنتاجها واحد أهم واضعي قواعد المشهد الدرامي التلفزيوني السوداني فمما لا شك فيه أنه قد أثر كثيراً فيمن جاءوا بعده.

عندما نتحدَّث عنه فإننا نتحدَّث عن حساسية مبهرة في اختيار النصوص وحساسية مبهرة في اختيار الممثلين  كشفت وبلا جدال عن معرفة معَّقة بمزاج المشاهد السوداني ولعل هذه الحساسية كما أرى هي التي جعلت لأعماله ذلك القبول الجماهيري الكاسح، فمن منا لم ينفعل  ويتفاعل مع تمثيلية في انتظار الإعدام أو مسلسل المال والحب. فاروق الذي تعامل مع كُتَّاب من أجيال مختلفة هو نفسه الذي تعامل مع ممثلين من أجيال مختلفة، فقد استطاع أن يجمع في مسيرته بين عادل محمد خير وعبد الرازق جلال، في مجال التأليف وبين فتحية محمد أحمد وهالة أغا، وبين عوض صديق والرشيد أحمد عيسى، في مجال التمثيل, إنه فاروق سليمان، المخرج المثابر الذي شق طريقاً وعرة لصنع صورتنا التي نريد ولسرد حكاياتنا التي نحب, بلغتنا واختلاف ألواننا. آخر مسلسل أخرجه الراحل المقيم كان “الدهباية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى