الحسين أبو جنة يكتب :  الجَري قبل الدّواس فلاحة!!

18يناير2022م 

➖ أدبنا الشعبي والثقافي زاخرٌ بمدح الثبات وذم الجري من العدو أو الخصم أثناء المواجهة. وفي ذلك أسرف الشعراء والمغنون حدّ الحماقة التي جسّدتها حد الانبهار كلمات الأغنية الشعبية:-

(الجري ده ما حقي حقي المشنقة والمدفعة الثكلى)

وفي إطار التماهي مع إيقاع الأغنية برع الفنان ترباس في أدائها وهو في الزي القومي الكامل الأنيق.!!

 

➖ ولكن في اتجاه الحكمة والعظة والاعتبار، يأخذ (الجري أياً كان) لنفسه موقعاً مُريحاً في صالون الأمثال والأدب الشعبي، في مخالفة صريحة وبائنة لحماقة الثبات عندما لا يكون التكافؤ حاضراً بين الطرفين. ولذلك يرى بعض الحكماء الواقعيين أن الجري قبل الدواس (مواجهة الخصم اللعين) فلاحة، كونه يُجنِّبك خسارة فادحة مُحتملة وخيمة العواقب، بسبب عدم القدرة على قراءة ميدان منازلة الخصم العنيد. وتماهياً مع أهمية الحكمة في لحظة عدم تكافؤ الفرص ينصح الإخوة المصريون بمداراة الشمعة من الريح تجنُّباً لإطفاء شعلتها، وتبدو ملامح الحكمة واضحة كالشمس في وضح النهار.

 

➖ كثيرون في لحظة انفعال وغضب إنساني يفقدون القُدرة على توظيف العقل، فيخسرون في زمنٍ وجيزٍ خسارات فادحة تعجز كل بقية سنوات العُمر عن تعويضها. هكذا يضع الحمقى أنفسهم أمام عجلات قطار المكابرة وتضخيم الذات.!!

ومواقف الحمقى تلك تشبه تماماً إصرار حكومة التّغيير الانتقالية على مُواجهة حالة الانهيار الاقتصادي والأزمة السياسية الراهنة بكثير من التصريحات والأمنيات الجَوفاء. ولكن ليتهم يَعلمون (إنّ الجري قبل الدواس فلاحة) حكمة شافية سوف تُجنِّب الوطن الكثير من المصائب والبلاوي التي تفوح رائحة شوائها من المَطبخ السِّياسي.. ففي هذه الحالة يصبح انسحابهم  من واجهة السلطة ضرورة من أجل سلامة وعافية السودان الكبير!!

ليتهم يفهمون ويتّعظون بجريان نهر التاريخ.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى