اسألوا (التركة) !

صلاح الدين عووضة بكتب :
نعم اسألوها هي..
لا (عنبة) الحلنق – والتاج مكي – (الرامية فوق بيتنا)..
اسألوها عن أي فشل يلازم فترتنا الانتقالية (الحالمة) هذه؛ بل وعما هو أخطر من الفشل..
الحالمة بـ(السرور) من تلقاء الشعب.. وبـ(العبور) من تلقاء حمدوك..
اسألوها عن أي شيء يشبه فعائل أهل الإنقاذ المشينة..
عن شبهاتٍ للفساد… عن عشقٍ للفارهات… عن شراء للسرايات… عن اتجار في الدولارات..
فهي وحدها المسؤولة… هذه التركة اللعينة..
فإن فشل وزراؤنا في تحقيق الحد الأدنى من أحلام هذه الفترة فلا تسألوهم…فهم بريئون..
وإنما اسألوا فقط التركة الكيزانية – الثلاثينية – المثقلة..
(المثقلة) بكل ما يجعل من إمكان تحقيقهم أية نجاحات – مهما طالت فترتهم – عبئاً (ثقيلاً)..
فإن تم تهريب ذهب – أو عملات حرة – فلا تسألوا الحكومة..
فالمسؤولية تقع على عاتق هذه التركة الإنقاذية وحدها… فلا السيادي – ولا الوزاري – مسؤولان..
وإن باغتنا الخريف فجأة فلا تسألوا الولاة… ولا المسؤولين..
فهذه (الفجائية) الخريفية من تباعات التركة الإخوانية… فقد (تركوا) لنا خريفاً (يفاجيء)..
وإن كثرت الصفوف – وتطاولت – فإياكم أن تسألوا حكومة الثورة..
فصفوف الخبز… والوقود… والغاز… تمت وراثتها من العهد البائد؛ فهي من ضمن التركة..
وإن أزعجتكم قطوعات الكهرباء فلا تزعجوا الحكومة بالسؤال..
فألم تكن تقطع – بالساعات الطوال – خلال حقبة الكيزان؟……طيب؟!….فهي تركة..
ومن كانوا يقطعونها (زمان) ما زال بعضٌ منهم يقطع إلى (الآن)..
ولا تسألوا الحكومة – كذلك – عن سبب وجودهم حتى اللحظة… وآخرين غيرهم من الفلول..
فـ(تمكينهم) عصيٌّ على الاستئصال… ويحتاج إلى زمن..
والسودانيون من طبعهم العجلة…. وتمكين ثلاثين عاماً لا يمكن تفكيكه في عام واحد..
والصبر طيب…والمهلة حلوة…والهداوة سمحة..
فإن سأل – السودانيون هؤلاء – عن سبب العجلة في اقتناء الفارهات كان الرد جاهزاً..
لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم..
فالتركة – ملعون أبوها – ليس من بينها سيارات مواكبة للزمن؛ ونحن في العام (2020)..
والحكمة تقول (خليك مع الزمن)..
وسوف ينتقص من هيبة (سيادة) الدولة أن يمتطي أعضاء (السيادي) عربات قديمة..
ولا تسألوا – أيضاً – عن سبب استمرار ضوائق المعيشة..
فها أنتم أولاء قلتوها بعظام ألسنتكم: (استمرار)؛ فهي – إذن – أزمات قديمة متجددة…
ومن ثم فإنها مما تم وراثته من عهد البشير… يعني تركة..
وباختصار: لا تسألوا عن أي شيء له صلة بالفشل… أو العجز… أو التقصير..
وإنما اسألوا – فقط – التركة.. الرامية فوق بيتنا !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى