صلاح الدين عووضة يكتب : الغافل!!

26مارس 2022م
ومن الغافل؟..
من ظن الأشياء هي الأشياء..
وفي حالتنا هذه نقول: من ظن أن الأجواء هي الأجواء..
أو أن الحلم ما زال هو الحلم..
فإن طار فيمكن إرجاعه بطائرة تطير عبر الأجواء..
فطارت مريم (طيارة) إلى الإمارات..
وطار شقيقها – صديق – إلى القاهرة؛ في الوقت ذاته..
وذلكم الطيران نيابةً عن آخرين..
نيابةً عن الذين واتتهم فرصة على طبق من غفلة؛ فغفلوا عن الأشياء..
غفلوا عن كل شيء..
عن الشعب… عن الوعد… عن الثوار… عن المجزرة… وعن الثورة ذاتها..
وانشغلوا بذواتهم عن كل الأشياء..
طار الجنيه – مقابل الدولار – من 70 إلى 450 وهم غافلون..
طارت الأسعار بنسبة 500% وهم غافلون..
وطارت تعرفة الكهرباء بجنون يعادل جنون طيران مريم وهم غافلون..
وطارت أسعار الوقود وهم غافلون..
بل وكادت تطير عقول الناس وهم في غفلتهم؛ غافلون..
غافلون عن كل الأشياء..
عدا الأشياء التي تخصهم؛ وقد استأثروا بكل الأشياء..
فلما طارت هذه الأشياء طار صوابهم..
وطاروا يبحثون عنها عبر الطيران في الأجواء؛ شرقاً… وشمالاً..
وحين كانت الأسعار تطير ثبتت حججهم..
ثبتت في مكانها تردد مقولات ثابتة؛ منها: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان..
ومنها: هذه ثورة وعي؛ وليست ثورة ملء بطون..
ومنها: رفع الدعم – وطيران الأسعار – أشياء ضرورية من أجلكم أنتم..
من أجل إيجاد مُعالجات اقتصادية ناجعة..
ومن قبل – وقد أنستهم أشياؤهم الأشياء – هاجموا الإنقاذ بسبب هذه الأشياء..
بسبب رفع الدعم؛ وأسلوب الصدمة الاقتصادي..
فإذا بهم – بعد أن دانت لهم الأشياء – يفوقون أهل الإنقاذ في الذي ابتدروه..
والآن يعاودون القراءة من الكتاب نفسه..
ويرددون عبارات الهجوم نفسها التي كانوا يصوبونها نحو الإنقاذ..
الهجوم على رفع الدعم… وجنون الأسعار..
وذلك بعد أن جنُّوا جراء اقتلاعهم من أشيائهم التي جاءتهم على حين غفلة..
وكأنما في عقول الناس ذاكرة سمكية..
أو كأنهم غافلون عن الأشياء؛ وعن فشلهم الذريع إبان فترة حكمهم..
ثم عن تكالبهم على الشهوات… والمحاصصات..
والآن مريم في الإمارات عبر (رحلة بين طيات السحاب)..
وأخوها في القاهرة للسبب ذاته..
وهو رحلة البحث عن الأشياء؛ لإرجاعها عبر (رحلة بين طيات السحاب)..
ولا يعلمون أنها ضاعت… راحت… هربت..
وما من أملٍ لإرجاعها إلا عبر رحلة (بين طيات الانتخابات)..
ولكنها رحلة شاقة… ومحفوفة بالمخاطر..
مثل محاولة تأجيل رحلة الودائع الإماراتية (الطائرة) صوب خزائن المركزي..
أو اختطاف رحلات القاهرة الداعمة صوب الخرطوم..
فالأشياء ما عادت هي الأشياء؛ وحزب الأمة ما عاد هو حزب الأمة..
ولا الاتحادي…. ولا الوطني..
اما أحزاب الشظايا – الحلقومية – فهي لم تكن ذات أشياء في يومٍ من الأيام..
لم تكن ذات أشياء برلمانية… ولا انتخابية..
ولذلك أرادوا للفترة الانتقالية هذه أن تستمر إلى (أعوام وراها أعوام)..
أو (يوم ورا يوم)…. و(عام ورا عام)..
ونحن نقول لهم الآن (ورا… ورا… ورا)؛ وأرقصوا على أنغام هذا اللحن..
فما ضاع من أشياء – أو أضعتموه – لن يعود..
أو بعبارة أخرى (تلقوها عند الغافل)..
ووحده من يظن أن الأشياء هي الأشياء… ولو طار في الأجواء..
الغافـــل!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى