كتمان الشهادة إثمٌ عظيمٌ!

 

  • غريبٌ وعجيبٌ أن يكتم أحد الناس الشهادة والتي قد يَترتّب عليها ضياع حُقُوق آخرين، وقد يكون هو الشاهد الوحيد! يكتمها مُجاملة أو خوفاً من المشاكل خاصةً إذا كان الظالم ذا سطوة و”لسان طويل” يخشاه كاتم الشهادة! لكن مهما كان الحال ومهما كان الثمن هل يجوز شرعاً وأخلاقاً كتمان الشهادة؟! القرآن الكريم وصف كاتم الشهادة (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) وهو وصف قد ينتهي بصاحبه إلى أصقاع جهنم .
  • في المُقابل، فإنّ هناك من يشهد بالزُّور ويقسم بأغلظ الإيمان أنه رأى وسمع وشهد، وهو يعلم يقيناً أنه لم ير ولم يسمع ولم يكن حاضراً ليشهد! يفعل ذلك مُقابل دراهم معدودة أو “كيتاً في فلان”، بل أحياناً قد يشهد بغرض التفاخر! هذا الصنف من الناس أسوأ وأخطر لأنه لا يتورّع فِي وَضع يَده على المصحف والحلف كاذباً وهو يعلم ولا يبالي! ويتسبّب بذلك في مظالم وضياع حقوق !
  • هُناك من يشهد بالزُّور خدمةً لأجندة سياسية، يشهد ضد بلاده لأنه يُعارض الحكومة القائمة فيها! وقد شاهدنا في وثائق مُتداولة كيف شهد بعض قومنا زُوراً وبُهتاناً بأنّ بلادهم تنتشر فيها ممارسة الرق والاضطهاد الديني والتفرقة العُنصرية! جاءوا بشُهُود زُور ودفعوا لهم، بعض يمثل جانب المُسترَقّين، وبعضهم يمثل جانب تجار الرقيق وآخرون يشهدون، والملايين “مردومة” أمامهم !
  • قد تدور الأيام وتتبدّل المُعطيات ويصبح ذات الشاهد هو المُتضرِّر المُباشر من نتائج التزوير، فَضْلاً عن الضرر الأكبر الواقع على الوطن وأهله! قد تجده يلهث بحثاً عن طريقة لإبطال تلك الشهادات المُزوّرة! قد يدفع من جديد بسخاءٍ من أجل أن يعود إلى نقطة الصفر وينقض غزل فبركته المُتراكمة وقد لا ينجح بسبب تعنُّت “الخواجة” صاحب الحقوق الأصلية والمصلحة الاستراتيجية فيما يجري .
  • مها يكن الحال، ومَهما يكن المَوقف، ومهما تكن المُعطيات، فيجب على الإنسان السَّوِّي والسِّياسي النّاضج المُحترم الابتعاد تماماً عن الكذب وهو أصل البلايا، الابتعاد عن التزوير وعن السلوك المشين وعن ظُلم وإيذاء الآخرين، فحُقُوق الناس مُهلِكة للظالمين ما لم يتوبوا توبةً نصوحاً يُقلعوا فيها ويندموا ويعزموا ويُعيدوا الحُقُوق لأصحابها بما فصله وبيّنه أهل العلم، كتمان الشهادة إثمٌ عظيمٌ وكذلك شهادة الزُّور، حمانا الله وإياكم ووقانا من تلك المساقط .

خارج الإطار

  • القارئ عابدين عبد الغفار ود عاشميق “القضارف – الشواك” يقول إنّ السودان بلد التسامُح والأخلاق العالية، لكن النخب العقدية السياسية هي التي تُثير وتغذِّي الفتن الإثنية والجهوية سعياً وراء مصالحهم السياسية والشخصية .
  • القارئ محمد بشير محمد عثمان يقول: عوداً حميداً للدكتور حمدوك، ويلتمس من السيد رئيس الوزراء نَظرة خَاصّة لولاية النيل الأبيض التي تُعاني الكثير من آثار المَاضي بالرغم ممّا تتمتّع به من موارد وإمكانَات، وما تزخر به من مصانع مركزية كبيرة .
  • القارئ محمد صالح الصديق “الحداحيد” يقول: نحن شَعبٌ مُسلمٌ وشَعبٌ مُسالمٌ لا يحب الأشلاء والدماء، لكن المساس بالعقائد والقيم العامة خطٌ أحمر ومُغذٍ للفتن، والدكتور عبد الله حمدوك محل ثقتنا واستبشارنا بعهدٍ جديدٍ من الاستقرار والسلام الاجتماعي .

الرقم 0912392489 مُخَصّصٌ لرسائلكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى