عبد الله مسار يكتب: رسالة إلى الفريق أول حميدتي

1مارس2023م

السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، رجلٌ صاحب خُلق ودين، وهو رجلٌ بدويٌّ بسيطٌ، ويتعامل مع الكل ببشاشة وبساطة، أنشأ قوات الدعم السريع وجعل منها قوات مهمة وقوية، قاتلت في كل بقاع السودان، وحققت نجاحات وانتصارات باهرة، وفقدت الكثير من الشهداء وأُصيب وجُرح منها الكثير.

دخل الفريق أول محمد حمدان عالم السياسة بعد ثورة ديسمبر 2018م، لأنه اُختير نائباً للفريق أول البرهان في مجلس السيادة،  وهو موقفٌ يحتم عليه التعامل بالسياسة، خاصّةً وأنّ الفترة الانتقالية حدثت فيها تقلبات كثيرة ومواقف مختلفة، ومرت بمنعطفات وتقاطعات أثّر على كل السودان، وفي هذا الجو السياسي المشحون، زائداً التدخُّلات الخارجية والضغط الإقليمي والدولي على البرهان وحميدتي، جعل المواقف السياسية تتباين وتختلف الرؤى السياسية، واختلاف الرؤى السياسية أصاب حتى العلاقات العسكرية، وصارت حتى المواقف العسكرية مختلفة، مِمّا قد يؤدي إلى صدام بين الجيش والدعم السريع، ولو حدث فهو أمرٌ قاتلٌ ونهاية دولة اسمها السودان.

الآن رسالتي هذه إلى الفريق أول محمد حمدان:

1/ قوات الدعم أُنشأت بقانون مجاز ومعتمد، ولكنها يجب أن تكون على علاقة طيبة مع الجيش وتحت إمرة القائد العام، والذين يتحدثون عن الدمج هم حلفاؤك القحاتة قبل الجيش والشعب السوداني.

2/ علاقتك أنت شخصياً يجب أن تكون جيدة مع الجيش ومع القائد العام الفريق أول البرهان، لأنكما صديقان قبل الحكم.

3/ أنت دخلت السياسة بموجب اختيارك نائباً لرئيس مجلس السيادة، يجب أن تكون على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، لأنّ انحيازك لأيِّ طرف يبعد عنك الحياد ويصنفك على جهة ويخلق لك عداوات، لأنّ السياسة بالنسبة لك ظرف مؤقت وليس دائماً.

4/ التصريحات العلنية ضد أي جهة سياسية تجلب لك الخصومة، وتجعل آخرين يستهدفونك في نفسك وقواتك، وتخلق بينك وزملائك العسكريين خصومات لصالح فئات سياسية أنت غير محتاج لذلك.

5/ مساندتك لأي جهة تعني أنّ هذه الجهة تستقوى، بك على جهات أخرى وتجعلك خصماً لتلك الفئة، وتعمل لتجريمك وقواتك، وتبحث عن مكامن ضعفك وتعمل لضربك بهذه الثغرات، وتؤلب عليك الدنيا.

الآن، الحملة الإعلامية القائمة ضدك، سببها مجاهرتك بموقفك وعداؤك لبعض الكتل السياسية ومساندتك لآخرين.

6/ اندفاعك نحو بعض الدول الخارجية ألّب عليك أخرى لها مصالح في السودان وجعلها تشغل أياديها في السودان ضدك.

7/ علاقتك مع الفريق أول البرهان يجب أن تكون مُميّزة، لأنّ الجيش لا ينفصل عن الدعم السريع ولا الدعم ينفصل عن الجيش.

8/ اختر مستشاريك بعناية ووطِّد علاقتك مع الشعب، والسياسة تجارة، تاجر مع الذي يربحك لا من يخسرك، وقلِّل من كثرة الكلام والتصريحات، وتحدّث في المفيد وليس الذي يُنفر منك الشعب.

9/ أعرف العلاقات الخارجية مصالح وليست مبادئ، أقف فيما ينفع وطنك وأرضك وشعبك بعيداً عن العملاء والمأجورين.

10/ انظر إلى السودان الكلي لا الجزئي، السودان (بلدٌ ووطنٌ ودولةٌ).

أخي الفريق أول محمد حمدان دقلو، المطلوب الآن العمل بالحكمة والصبر حتى لا يقع صِدامٌ بين الدعم السريع والجيش، ولو تم ذلك سيكون (ميتة ولد وخراب بلد)، ولا يجرّك بعض الساسة لمثل هكذا حرب، لأنّ بعضهم عملاء وهم يرغبون أن تقع الحرب ليدخل السودان الوصاية تحت البند السابع.

ابعد نفسك عن القوى السياسية قليلة العدد والرأي، والتي تجعل منك درقة لتقاتل لها في مشروعاتها وخصوماتها مع الآخرين، وتستغلك (مغفل نافع)!!

أخيراً.. أنت سندك الجيش والدعم السريع والشعب السوداني، لأنك لا تنتمي لأي حزب ولا جماعة، وأنت رجل معروف بسمعة طيبة وخُلُق ودين، ومعروف بالبساطة، حافظ على بساطتك وسجيتك وعلاقاتك مع الكل، أنت رجلٌ من عامة الشعب ولا تربط رقبتك بمشروعات الآخرين، التي لا ناقة ولا جمل لك فيها.

أخي الفريق أول محمد حمدان دقلو، أنت دخلت قلوب كل السودانيين، ولكن تراجع رصيدك، اعمل جرد حساب وأعرف لماذا حدث ذلك!!

أخيراً.. الدعم السريع خرج من رحم القوات المسلحة  .. الجيش ليس منافساً لك، ولكن سنداً وعضداً لك.. حذاري.. حذاري من أن يدفعك أصحاب الأجندات الخاصة في دواس الجيش.. الجيش يجد تأييد السواد الأعظم من الشعب وليس خصمك، ولكن خصمك بعض الساسة الموتورين وآخرين من الخارج.

أخي الفريق أول محمد، ميِّز بين الغث والسمين (اسمع كلام الببكِّيك وليس كلام الذي يضحِّكك).

ألا هل بلغت اللهم فاشهد

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى