المجتمع الدولي والتسوية المنتظرة.. هل حانت اللحظة؟ 

المجتمع الدولي والتسوية المنتظرة.. هل حانت اللحظة؟ 

تقرير- عوضية سليمان

شغلت قضية السودان العالم الخارجي وحظيت باهتمام دولي بالغ بشأن العلاقة بين العسكريين والمدنيين. وحظوظ تسليم السلطة إلى المدنيين, الأمر الذي دفع معهد السلامة الأمريكي أن يعلِّق على التزام قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بتسليم السلطة وانسحاب الجيش من الحياة السياسية بأنه فرصة لعودة الفترة الانتقالية في السودان, وقال: إن الإعلان المفاجئ الذي أصدره البرهان بأن الجيش على استعداد لتسليم السلطة للمدنيين يقدِّم فرصة للانتقال الديموقراطي إلى مساره الصحيح, ونوَّه إلى أن هنالك حاجة إلى مشاركة دولية, منسقة, مستدامة, وعاليه المستوى, تساعد البرهان في تسليم السلطة إلى المدنيين.

التسليم والتسلُّم

وقال البرهان  في خطابه الذي علَّق عليه معهد السلامة الأمريكي: إن المؤسسة العسكرية ملتزمة بتسليم السلطة للمدنيين. داعياً القوى السياسية إلى التوافق،  لأن ذلك من شأنه إسراع عملية تسليم السلطة. ونوَّه إلى أن ضرورة توافق القوى السياسية حول الحكومة المدنية المقبلة, وقال: إلى الآن لم نلتق أسماء من القوى السياسية بما فيها قوى إعلان الحرية والتغيير. مشيراً إلى أن تشكيل مجلس عسكري مدني مطروح للنقاش، وفضَّل البرهان بأن تكون الحكومة المقبلة حكومة تكنوقراط, لأن هيكلة الدولة تحتاج إلى وقت طويل.

تعزيز الانتقال

وحول ما جاء به معهد السلامة الأمريكي في خطاب البرهان, لفت المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن ما جاء في قمة جدة إشارة إلى ضرورة دعم التحوُّل الانتقالي الديموقراطي, بوسائل محدَّدة جداً, عن طريق الأمم المتحدة ومجموعة الأربعة. وأضاف: لحسن حظ السودان, فإن المجتمع الدولي متفهم الحالة السودانية, مؤكداً استعداده لدعم التحوُّل الانتقالي، وأضاف: في هذه الحالة هنالك مجهودين خرجا في نفس الوقت، المجهود الأول بأن القوى المدنية  سواءً أكانت حزبية أو مدنية أو غيرها تعمل في المرحلة الانتقالية من خلال برنامج يعزز سكك الانتقال الديموقراطي, أما المجتمع الدولي لا يتدخل في السودان إلا برغبة السودانيين أنفسهم, موضحاً بأن المجتمع المدني في السودان مطلوب منه خارطة طريق صحيحة, في الانتقال الديموقراطي, وفي نفس الوقت رسم خارطه طريق في كيفية  الانتقال من الواقع العسكري الحاضر إلى الواقع المنشود.

الضغط

وحول الضمانات التي ذكرها معهد السلامة، قال خاطر: الضمانات بالنسبة للبرهان ربما يعامل معاملة الرؤساء السابقين في حالته مثلما تم التعامل مع الرئيس زين العابدين  بن علي، أو غيره من الرؤساء, ولكن تلك المساعدة لا تتم إلا بموافقة ورضا السودانيين أنفسهم, وأضاف خاطر أن المشاركة الدولية للبرهان هو من أجل الضغط الدبلوماسي وتمويل العملية المتفق عليها, من أجل الانتقال. مؤكداً فائدة القوى المدنية من هذه الخطوة, باعتبار أن القيادات المدنية سواءً أكانت في الأحزاب أو غيرها هم وسطاء من أجل تعزير قدرات الدولة, ومن أجل بناء القاعدة التنموية السياسية, والاقتصادية. وبالتالي القيادة المدنية تريد فتح طريق للمواطن السوداني, بأن يكون قادراً على العيش بطريقة سليمة. وفي نفس الوقت المساهمة في العملية الانتخابية. مبيِّناً أن التدخلات الأجنبية في قضية السودان وتسليم السلطة للمدنيين, تعتبر مساندة لضغوط السودانيين بالداخل وهذا مجرَّد دعم لضغوط الشارع السوداني.

فرصة

ويرى المحلِّل السياسي الضيف عيسى عليو لـ(الصيحة)  أن التدخل الأجنبي بصورة عامة  ليس فيه خير, معتبراً  خطاب البرهان فرصة لعودة الانتقال. موضحاً بأنها خطوة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية, وما يمثلونها بأن تكون هنالك قناعة تامة بأن خطاب البرهان سيؤدي إلى انتقال, وبالتالي هذا ما يستوجب فهمه من الأمريكان. ولكن أكد عدم فهمهم لتلك الخطوة سابقاً. وقال عليو: إن خطاب البرهان واضح حول خروج الجيش من العمل السياسي بصورة تامة, وترك الميدان إلى المدنيين للتحاور من أجل استلام السلطة. وقال: إن البرهان ليس بإمكانه أن يفعل أكثر من ذلك بمعنى أنه (يفكها ويشرد) على حد قوله, وتلك الصفة غير موجودة لدينا في الداخل, ونحن السودانيين لا نشرد وأن البرهان سيظل ممسكاً بزمام الأمور إلى أن يتم تسليم السلطة بتوافق مرضي وعبر حوار سوداني سوداني, مؤكداً عدم حاجة البرهان لضمانات من المجتمع الدولي وأن المدنيين مرحِّبين بالمجتمع  الدولي, ولكن إذا تم (شغل) خلف الكواليس ويدعم مجموعات التخريب ومجموعات ليس لها قواعد في الأرض بالنسبة لنا فغير مرحَّب به تماماً, ونحن نرحِّب بكل التدخلات بما فيها الاتحاد الأفريقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى