التغيُّرات المناخية.. إنذار مبكِّر للسودان

الخرطوم: سارة إبراهيم. 18 نوفمبر 2022م
كشف تقرير علمي – صدر حديثاً – الضوء على عواقب التأثيرات الاقتصادية المدمرة التي ستحدثها التغيُّرات المناخية على الدول النامية، حيث ستضرب الناتج المحلي الإجمالي لـ (50) من بين (54) دولة في القارة الأفريقية وشدَّد التقرير الصادر عن مؤسسة كرستيان آيد، على ضرورة إنشاء صندوق لتمويل الأضرار والخسائر وأظهر التقرير أن السودان من ضمن (8) بلدان إفريقية ستواجه أضرارًا مناخية تؤثر سلباً على اقتصاداتها بحلول عام 2050م.
جرس إنذار
وقال جو وار، أحد المشرفين على التقرير ومؤول التواصل في “كريستيان آيد” في تصريحات أن التقرير عن نفسه ويكون بمثابة جرس إنذار للعالم بأسره بشأن الضرر الاقتصادي الذي سيلحقه تغير المناخ بالدول الأفريقية”.
بجانب أنه يشرح تداعيات تغيُّر المناخ التي يمكن أن تحرم البلدان الأفريقية من الأموال اللازمة لمعالجة الفقر وتعزيز الرعاية الصحية وبناء البنية التحتية التي تدعم التنمية الاقتصادية.
تحديات
قدر الاتحاد الافريقي وبنك التنمية الأفريقي عدد الأفارقة المتأثرين بالتغيُّرات المناخية خلال السنوات الأخيرة بحوالي (5) ملايين نسمة.
قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، في كلمة خلال فعالية حملت عنوان (يوم إفريقيا) إن التحديات التي تواجه إفريقيا في أعقاب جائحة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية أصبحت هائلة، وأثرت على الميزانيات الحكومية، مشيراً إلى أنه يجري العمل في جميع أنحاء القارة على العديد من المبادرات لمعالجة تأثيرات المناخ وبناء القدرة على الصمود.
التخفيف والتكييف
قال رئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، إن المجموعة، تقود العديد من مبادرات العمل المناخي لتعزيز التخفيف والتكيف، تشمل بالخصوص توسيع نطاق تمويل التكيف، وتزويد المزارعين بتقنيات مقاومة للمناخ، ودعم الشباب للتكيُّف مع تغيُّر المناخ، وإطلاق مشروع الطاقة الشمسية من أجل تحويل منطقة الساحل إلى قوة طاقة متجددة.
وأشار إلى أن إفريقيا تعاني من الآثار المدمرة لتغيُّر المناخ، مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير والجراد، كما أنها تعاني من نقص التمويل المتعلق بالمناخ، وتعتبر التكاليف المالية لتغير المناخ في أفريقيا هائلة، إذ تخسر القارة بين (7 و15) مليار دولار، سنوياً، بسبب تغيُّر المناخ، والذي من المتوقع أن يرتفع إلى (50) مليار دولار، بحلول عام 2050م، ولفت إلى أنه تم تشريد (5) ملايين إفريقي، بسبب تغيُّر المناخ.
المبادرة الوطنية
وفي ذات السياق دشن وكيل وزارة التنمية الاجتماعية جمال النيل عبد الله المنصور المبادرة الوطنية لألويات تكيف المرأة الأفريقية مع التغيرات المناخية والتي تندرج تحت شعار (المرأة إسهام اقتصادي متجدِّد مع التغيُّرات المناخية) وتعهد في الوقت نفسه بتسخير الإمكانيات المتاحة لتحويلها إلى برامج عمل ومشروعات فاعلة في المجتمع.
الصدمات المناخية
ومن جهتها أوضحت مدير إدارة المرأة بالوزارة سعاد ديشول محمود أن المبادرة تأتي في إطار مجموعة الأنشطة والبرامج للوزارة مع شركائها في قطاعات الدولة لجهة أن المرأة الأكثر تأثراً بالصدمات في جميع المناحي وأفكار جديدة من شأنها أن تصب في صالح المرأة السودانية.
قوانين مرتقبة
وبدورها أشارت رئيسة اللجنة حليمة عبد الدائم إلى إصدار قرارات مرتقبة بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الكوب رقم (27) لتغيُّر المناخ الذي تستضيفه جمهورية مصر العربية بمنطقة شرم الشيخ. والذي يصادف يوم النوع وأكدت في ذات السياق على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في قضية التغيير المناخي.
إعداد الدراسات
وعلَّق الخبير الاقتصادي د. عادل عبد العزيز، قائلاً إن السودان من الدول المتأثرة بشدة بالتغيرات المناخية، على الوزارات والولايات إعداد الدراسات المطلوبة لتعويض السكان المحليين عن الأضرار المباشرة نتيجة للفيضانات والسيول التي أودت بحياة العشرات، وحطمت الآف المنازل، وجرفت ملايين الأفدنة الزراعية.
وعلى وزارة الطاقة تحديث الدراسات المتعلقة بمحطات الطاقة الصديقة للبيئة. وطلب التمويل للتعويضات والمشروعات من الاتحاد الأفريقي والبنك الإفريقي للتنمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى