رئيس الوزراء الانتقالي

هل يصلح الدكتور عبد الله حمدوك لتولي منصب رئيس الوزراء خلال الفترة الانتقالية بكل ما يكتنفها من تحديات وتعقيدات وتوترات؟ صحيح أن الرجل لمع اسمه منذ أن تم ترشيحه لوزارة المالية أواخر العهد السابق، ثم ترشيحه بعد الثورة لرئاسة الوزراء مما يؤشر للثقة وشبه الإجماع عليه كخيار أنسب للمرحلة، لكن يبقى السؤال: هل يصلح الرجل لتولي رئاسة الوزارة أم إن ما يناسبه ويفيد البلاد أن يتولى حقيبة المالية والتخطيط الاقتصادي أو الاستثمار أو الزراعة فحسب؟

حسب المعلومات المتوفرة، فإن د. حمدوك تخرج في كلية الزراعة – جامعة الخرطوم، ونال درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي، ودرجة الدكتوراه في السياسات العامة، عمل في وزارة المالية، وفي بنك التنمية الإفريقي وفي اللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة، وعمل كذلك في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية ومستشاراً في منظمة العمل الدولية بزيمبابوي، ويبدو واضحاً من تلك السيرة العامرة أن الرجل “توكنوقراط” درجة أولى، برغم المعلومات المتداولة حول مواقفه وميوله السياسية .

هناك خيار الأستاذ عمر يوسف الدقير، وهو خريج هندسة ميكانيكية جامعة الخرطوم، نال درجة الماجستير في إدارة المشروعات الهندسية، عمل بمسبك الخرطوم المركزي وبمشاربع البنى التحتية بإمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، كادر طلابي تولى رئاسة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، كادر نقابي تولى الأمانة العامة للتجمع النقابي الذي شارك بفعالية في ثورة “رجب – أبريل” 1985م، كادر سياسي تولى رئاسة حزب المؤتمر السوداني ولا يزال، كما أن دوره كان بارزاً وملموساً في ثورة 19 ديسمبر وفي المفاوضات الجارية حالياً .

من هو الأنسب والأفيد للبلاد في ظل المعطيات الملموسة ؟ في تقديرنا فإن خيار الدقير هو الأفضل برغم أنه سياسي وحزبي صارخ، لكن التجربة برهنت أنه رجل مسؤول ومهموم بالوطن، كما أن مخاض الثورة وما أعقبه من مشاورات ومفاوضات أتاح له بالتأكيد التعرف على مختلف الأطراف ومعايشة المشاكل وتلمس الاحتقانات والوقوف على المهددات والمخاطر الماثلة، ولأنه جزء من المفاوضات الطويلة المعقدة فإنه أقدر على الوفاء بروحها ونصوصها، وبخبرته السياسية والنقابية يمكنه جمع وتوظيف الكفاءات لصالح الوطن.

أقول ذلك برغم أنه لم يسبق لي الالتقاء والتعرف على أحد الرجلين، وربما تكون هناك جوانب وتجارب وخبرات خافية علينا في سيرة أحدهما أو كليهما فتكون قراءتنا خاطئة وظالمة، وقرأنا عن ترشيح البعض لدكتور جبريل إبراهيم قائد حركة العدل والمساواة (JEM) والاقتصادي السابق، وترشيحهم للدكتور كامل إدريس، وربما تم أو سيتم ترشيح آخرين من أبناء الوطن ممن يظنُّ الناسُ بهم خيراً، لكن يبقى حمدوك والدقير هما المرشحان البارزان لمنصب رئيس الوزراء .

في كل الأحوال، وأياً كان الخيار، نسأل الله أن يهيئ لبلادنا من يقودها بوعي وتجرد وإدراك تام لما يدور داخلها وحولها، فيركز على ترسيخ التعافي والتماسك الوطني ومحاربة “الحفريات” والمماحكات وتوجيه الجهود والطاقات نحو البناء والإصلاح والنهضة، ولن تنهض أمّة وصفَّها تنفثُ وتنخرُ فيه روح الكيد والكراهية والإقصاء .

خارج الإطار: القراء الكرام: أبو دعاء – أبو جبيهة “0960509580” ، صاحب الرقم “0123754823 ، التيجاني محمد بشير “0123710615” شكراً لكم وصلت رسائلكم، مرحباً بمساهماتكم وملاحظاتكم.

مرحباً برسائلكم القصيرة (SMS) على الرقم 0912392489

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى