الأمم المتحدة: تدفع بـ”المذكرة البيضاء” بشأن الجوع الشديد في السودان

تقرير – أشرف عبدالعزيز

تجاوزت المنظمات الأممية دق ناقوس الخطر بشأن المجاعة المحتملة في السودان والتي لاحت نذرها وباتت وشيكة، وقالت هيومن رايتس ووتش: إن “الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس سينبه مجلس الأمن في الأيام المقبلة أن السودان دخل في دوامة هبوط من الجوع الناجم عن الصراع الشديد ، ويجب على المجلس اتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك اعتماد عقوبات محددة الهدف ضد الأفراد المسؤولين عن عرقلة وصول المساعدات إلى دارفور”.

وقال أكشايا كومار، مدير الدفاع عن الأزمات في (هيومن رايتس ووتش): “سيتم إخطار مجلس الأمن رسمياً بأن الصراع في السودان قد يحفز أكبر أزمة جوع في العالم”. وأضاف سيتم إرسال التنبيه إلى المجلس بما يسمى “المذكرة البيضاء”، التي صاغها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وفقا لولايته بموجب قرار مجلس الأمن 2417 لدق ناقوس الخطر بشأن “خطر المجاعة الناجمة عن النزاع وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع”.

تحذيرات منظمة (فكرة) وخبراء المعونة الدوليين:

يأتي تنبيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في أعقاب تحذيرات خبراء المعونة الدوليين وقادة المجتمع المدني السوداني (بيان فكرة للدراسات والتنمية الصادر في ٢٨ فبراير) والمستجيبين للطوارئ السودانيين من أن الناس في جميع أنحاء السودان يموتون من الجوع. كما يأتي في أعقاب تصعيد القوات المسلحة السودانية جهودها لتقييد حركة المساعدات الإنسانية.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة فكرة د.أمجد فريد لـ(راديو دبنقا) إن خطوة الأمين العام للأمم المتحدة لوضع مذكرة عن وضع المجاعة في السودان أمام مجلس الأمن خطوة مهمة تجاه تفعيل الاستجابة للوضع الإنساني المتدهور في السودان ، وأضاف منذ ديمسبر الماضي ظلت الأرقام والاحصائيات تفيد بتزايد الجوع وسط المواطنين في السودان ، وتأخر المجتمع الدولي في الاستجابة للحوجة الانسانية في السودان وأردف نأمل أن تؤدي هذه الخطوة بإتخاذ مجلس الأمن قرارات تمكن العاملين في الإغاثة من إزالة كل العوائق والعثرات التي تعترض عملهم ، وذلك بإجبار طرفي الصراع بالخضوع لارادة المجتمع الدولي بتمكين المنظمات العاملة في الإغاثة للقيام بدورها كذلك على الأمم المتحدة تفعيل هذه المنظمات حتى تقوم بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه وبأعجل ما تيسر.

السودان يسير نحو المجاعة:

الخبير في منصة السودان للزراعة والأمن الزراعي د. محمد أحمد عمر قال لـ(راديو دبنقا) : “السودان يحتاج 3 مليون طن قمح سنوياً ينتج منها 30% ويستورد 70 % ، مشروع الجزيرة ينتج حوالي 60% من الإنتاج المحلي.. الآن مشروع الجزيرة يقع تحت سيطرة الدعم السريع، ويحتاج كل 1000 فدان لحاصدة ، ولن يستطيع الدعم السريع استجلاب الحاصدات من مناطق سيطرة الجيش (ميناء بورتسودان)، و لن يستطيع المزارعون القيام بذلك أيضاً. ليست هناك طرق آمنة لوصول الحاصدات أو حتى الوقود الذي تعمل به، كذلك (الخيش) أيضاً يأتي من بورتسودان، وبالتالي الدعم السريع لن يستطيع حصاد الموسم الشتوي ولا الحكومة لها المقدرة في الدخول للإشراف على عمليات الحصاد.

في المقابل سيفشل المزارعون في التحضير للموسم الصيفي الذي يعتمد على التمويل ، وفشل الموسم الصيفي يعني الفشل في إنتاج الذرة والدخن، يضاف إلى ذلك فشل الموسم الشتوي والذي يعني فشل حصاد القمح وبالتالي زيادة فاتورة الاستيراد لأكثر من مليار دولار والحكومة ليست لديها المقدرة في دفع فواتير الغذاء أو تمويل الموسم الزراعي، وكل هذه الأسباب تؤكد أن البلاد تسير نحو المجاعة.

توقف المطابخ الخيرية:

وفي السياق ذاته ساهم قطع الاتصالات في توقف مئات المطابخ المجتمعية التي تديرها غرف الاستجابة للطوارئ في العاصمة الخرطوم ، وكانت محصلة ذلك ترك العديد من المواطنين بدون طعام، بل هناك تقارير أشارت لموت بعض المواطنين في منازلهم بسبب الجوع.

وقال أحد أعضاء إحدى غرف الاستجابة للطوارئ في الخرطوم لـ(هيومن رايتس ووتش) في منتصف فبراير: “إن الإغلاق له تأثير كبير على الوصول إلى الغذاء وتوزيعه”، وأضاف “يحدث ذلك بينما نواجه انعدام الأمن الغذائي المتزايد وخطر المجاعة في العاصمة”.

مجلس الأمن:

في بيان رئاسي صدر عام 2023، جدد مجلس الأمن “عزمه القوي على إيلاء اهتمامه الكامل” للمعلومات التي يقدمها الأمين العام عندما يتم تنبيهه إلى الحالات التي تنطوي على انعدام الأمن الغذائي الناجم عن النزاع.

والآن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسليط الضوء على السودان في هذا النوع من التنبيه من الأمين العام إلى مجلس الأمن.

وتعهدت غيانا وسويسرا والولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الآخرين بجعل مكافحة انعدام الأمن الغذائي أولوية لأقوى هيئة في الأمم المتحدة.

وقال كومار: “يجب على أعضاء المجلس إظهار القيادة من خلال إجراء مناقشات مفتوحة لوضع خطة تتجنب خطر المجاعة الجماعية في السودان وفرض عقوبات محددة الهدف على الأفراد المسؤولين عن عرقلة المساعدات”. وأضاف “يحتاج شعب السودان إلى أكثر من الكلمات.” إنهم بحاجة إلى الطعام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى