ضحايا داعش وشفتة ليبيا !

ـ       بحمد الله وفضله، فقد انخفض بوضوح مُعدّل تسرب الشباب وطلاب الجامعات من أبنائنا وإخواننا وسفرهم خُفية إلى ليبيا للالتحاق بصفوف “داعش” أو ما شاكلها من حركات إرهابية ومصنوعة، يعود ذلك الانخفاض – في تقديرنا – لافتضاح بؤس تلك الحركات وممارساتها وأفعالها المُجافية لأقواله، ثم للعمل النوعي والدور الكبير الذي لعبته إدارة المعالجة الفكرية بدائرة مكافحة الإرهاب بجهاز المخابرات العامة، حيث اتبعت حزمة أساليب وخطط  فقهية وعلمية ونفسية واجتماعية مصوبة بتركيزٍ عالٍ نحو مركز الانحراف الفكري والتأثير النفسي في الضحايا مما يستغله الإرهابيون .

ـ       هناك فئة من الضحايا أخرجتهم الحاجة و”الفلس والعطالة” والطموح والتطلع لتأمين مستقبلهم، منهم من خرج عبر عصابات وشبكات تهريب البشر، لكنه وقع هناك في أيدي عصابات وشفتة ليبية تمارس الابتزاز وتبحث عن المقابل المادي عبر تسخير الضحايا وبيعهم لمن يدفع أكثر أو تخيير الواحد منهم لافتداء نفسه بالمال، سواءً كان معه أو عبر الاتصال بأسرته ومعارفه لتدبيره ! لا تقدم تلك العصابات أي خدمة إلا بثمن باهظ ! وربما يصل الحال بالضحية أن يشتهي العودة لبلاده وما كان فيه من دفء ونعمة بين أهله .

ـ       الضحايا من هؤلاء وأولئك هم أمانة في أعناقنا، يجب أن تتضافر كل الجهود الرسمية والشعبية في اتجاه استرجاعهم جميعاً مع الحفاظ على سلامتهم، الجاهل في ذمة العالِم والمُستلَب فكرياً والمُضلَّل فقهياً في ذمة الواعي، والذي خُدع وسافر على أمل ركوب البحر إلى أوروبا لـ”تكوين نفسه” ومساعدة أسرته هو أيضاً ضحية، ليت الجهات الرسمية وبكل خبراتها وعلاقاتها ومهاراتها ترفع من درجة اهتمامها بهذا الملف الإنساني، وليت السيد نائب رئيس مجلس السيادة سعادة الفريق أول “حميدتي” يتبنى هذا الملف ويُشرف عليه بحكم خبراته الميدانية وعلاقاته الإقليمية وبحكم انتشار قواته على الحدود وخبراتها وقدراتها وتراكُم معلوماتها في هذا الملف الحساس .

ـ       الذين يستهدفون عقول الشباب ويسمّمونها بالأفكار المتطرفة والفتاوى المُضلّلة هم امتداد طبيعي لدعاة التحرّر من الدين والقيم والأخلاق باسم الحضارة والحرية الشخصية! وهم امتداد طبيعي لأصحاب الأفكار الهدامة والعقائد الباطلة الذين كانوا ولا زالوا يتحدثون عن الرسالة الثانية والحُلول والإنسان الكامل ورفع التكاليف الشرعية عنه، ويطعنون في الصلاة بالهيئة التي نحن عليها، ويفتون بمساواة الرجل والمرأة في الميراث! هذه المحاضن الآسنة الخبيثة هي التي تشجع وتغذي الانحرافات العقدية والفكرية ذات المُنتهى المميت .

ـ       نسأل الله أن يفك أسر الضحايا من شبابنا بليبيا وغير ليبيا ويردهم إلى أحضان أمّهاتهم وأسرهم عاجلاً غير آجل، وأن يهدينا الله ويهديهم ويهدي الجميع إلى سواء السبيل .

ـ       خارج الإطار: القارئ علي عبد البارئ سعيد، قال إن ما يجري في بلادنا هذه الأيام لهو مؤشر لانزلاق وشيك للوطن في هاوية الاحتراب والفتنة، ويكفي مثالًا ما حدث في جامعة الزعيم الأزهري، وأحداث اتحاد الصاغة وممارسات بعض لجان المقاومة، نسأل الله السلامة .

ـ       القارئ بروف عثمان نصر تحدث عن ما ظهر في بعض الأحياء من نبت شيطاني يحمل اسم “لجان المقاومة” يسعى بأفعاله وتصرفاته لإشعال فتن داخل مجتمعنا خاصة وقد ظهرت لجان أخرى تحمل إسم “لجان الكرامة”، وجميع تلك اللجان لا تحمل أي صفة شرعية .

ـ       القارئ عامر إبراهيم حسب الله، تحدث عن قيمة وأهمية التسامح والتصالح والعفو عند المقدرة وابتغاء الأجر من الله وتطهير أنفس الإنسانية من الهوى وروح وسلوك الانتقام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى