كرم (الرياض).. يغرق أرض النيلين!!

* ظلت (ثوابت) علاقة الرياض بالخرطوم، صامدة لا تهزها ريح الأحداث في المنطقة، ولا تزحزحها (تغييرات) نظام الخرطوم.. لأنها علاقة تقوم على ثوابت (استراتيجية) قوامها علاقات قربى وجوار ومصالح متبادلة.

*وكما حافظت الخرطوم على حسن علاقتها مع الرياض واستمرار برنامج التعاون المشترك .. بقيت (الرياض) قابضة على حسن علاقتها بالخرطوم، ومثلما وقفت مع السودان في عهد البشير زادت من قوة علاقتها مع الخرطوم في العهد الجديد.. وقد تجاوزت الرياض في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز التعاون الاقتصادي مع السودان إلى لعب دور سياسي مهم أسهم في تقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وقوى التغيير، حيث كانت الرياض ولا زالت أكبر داعم للاستقرار في السودان.

* قدمت المملكة العربية السعودية للسودان ودائع دولارية مليارية بالاتفاق مع الأمارات العربية المتحدة، ووقفت إلى جانب اتفاق (الوثيقة الدستورية) الخطوة الأولى لتحقيق استقرار الخرطوم.. وكل ذلك لإيمانها القاطع بأن ما يجمع بين البلدين يتجاوز كثيراً العلاقة السطحية، إلى ثوابت عميقة هي أساس الأمن في البلدين.

* مثلما أن استقرار السودان يمتد تأثيره إلى كامل منطقة شرق وغرب أفريقيا، والعكس صحيح، فإن استقرار السودان هو استقرار للمملكة السعودية وحافظ لاستقرار وأمن منطقة البحر الأحمر، لاعتبار أن السودان هو امتداد غربي لأمن المملكة، إضافة إلى أن السودان لاعب مهم في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وللخرطوم أدوار بارزة فيما يجري في اليمن.. لكل هذه الأسباب باتت العلاقة بين الرياض والخرطوم (متجذرة) ولا تحدها حدود.

* ومثلما استمر الدعم السعودي للسودان في حالة استقراره واستمرار الاتفاق السياسي فيه.. استمر ذات الدعم في أوقات الكوارث الطبيعية التي مرت بالسودان، فكانت الرياض أول من وقف مع الشعب السوداني في محنة الأمطار والفيضان الأخيرة.. ترجمها السفير علي بن حسن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين وهو يسجل أول زيارة ميدانية لبعثة دبلوماسية في المناطق والأراضي التي تأثرت بالفيضان كزيارته لمنطقة شمال بحري (الجيلي وود رملي)، وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين هي أول من وقف من بين البعثات الدبلوماسية لدعم المتضررين.

* وقبل أن تجف أرجل سعادة السفير وطاقمه من مياه ووحل (الجيلي وود رملي) إذا بالرياض تبعث بطائرتي إغاثة إلى السودان لدعم متأثري الفيضان، فقد أرسل مركز (الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) طائرتين إغاثيتين للمتضررين في السودان تحمل على متنها (١٠٠٠) خيمة و (٦٠٠٠) بطانية و (٢٠٠٠) بساط بالإضافة إلى مواد طبية، وسيتم توزيع المساعدات بالتنسيق مع سفارة المملكة في الخرطوم، وسيتم توزيعها  في ولايات (الخرطوم، النيل الأبيض، نهر النيل) علماً بأنه سيرافق الطائرات فريق مختص من المركز للإشراف على عملية توزيع المساعدات وتغطيتها إعلامياً.. وأفادت الأخبار أن الطائرة الأولى ستصل يوم غد الإثنين

بينما تصل الطائرة الثانية يوم الثلاثاء الذي يليه..

* هذه المواقف التي وقفتها (الرياض) وسفارتها بالخرطوم، إنما تعكس علاقات التعاون اللامحدود بين البلدين، والذي صار يقطف ثماره المواطن السوداني والسعودي على وجه التكامل، وبالتأكيد هي مواقف تؤكد شكل ومستقبل العلاقة بين الرياض والخرطوم، التي ينظر إليها الحادبون في كلا البلدين أنها ستصل لمرحلة الاندماج الكامل.. ولا ننسى أن سفارة خادم الحرمين وبدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قامت باستضافة ألف حاج سوداني في موسم الحج الماضي، تأكيدًا على هذه العلاقة المتجذرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى