محمد طلب يكتب: الدقة و(الادغان)

محمد طلب يكتب: الدقة و(الادغان)

أخشى ما أخشى أن يتم التعديل في هذا العنوان قبل النشر على أساس أنه خطأ إملائي أو أي عُذر من الأعذار المنتشرة في زمن (التجنيد) و(التجنيب)….. والسؤال المهم هل توجد أصلاً جهات مراجعة لغوية ونحوية متخصّصة لكل ما يُنشر هذه الأيام؟؟ أو بالأحرى هل يوجد خريجون يجيدون هده المهمة؟؟؟ وهو أمر من الأهمية بمكان لنا نحن من نكتب ولمن يقرأ في ذات الوقت ويُساهم بشكلٍ كبيرٍ في تقليل الأخطاء وشيوعها فقد أصبحت الأخطاء هي السائدة الآن، ومن الوارد جداً في ظل هذه (الضغوطات) والمد و(الجزر) والشد و(الجزب) من يُغالطك قائلاً بأنها (دغوتات) وليس ضغوطات وفي أحسن الأحوال (ضغوتات)، وسوف يجد المئات من خريجي الجامعات الذين درسوا بنظام الصف الثامن من مؤيديه بشدّة، كيف لا يحدُث ذلك وقد اختفت من التلفزيون برامج مثل (فرسان في الميدان) ونجومه ليحل محله ويطل علينا (نجوم الغد) وينتهي (محراب الآداب والفنون) إلى برامج (الميك أب) الساقطة وخبيرات (التجليط) و(دغوتاااات) بالخط العريض…. مما يرفع معدل (الدغط) أو (الضغت) في الدماء الحارة في هذا الزمن الجليدي..

جالت بخاطري الآن ملاحظة غريبة وهي أن عدد سنوات الدراسة في مرحلة (الأساس أو الإبتدائي أو الأولية) سمِها ما شئت تتناسب تناسباً عكسياً مع إجادة القراءة والكتابة فكلّما قلت سنوات المرحلة ارتفع مستوى إجادة القراءة والكتابة والخط العربي.. لاحظوا ذلك في خريجي الأربع سنوات والست سنوات مقارنة مع خريجي الصف الثامن و(ثورة التعليم)….

ما دفعني للكتابة حول هذا الأمر رغم ظروفي المرضية أني طالعت بالأمس موضوعاً لناشطة بـ(الفيسبوك) رغم أن الموضوع وفكرته أكثر من رائعة إلّا أن الجملة الآتية (في المجالات التي تدغنها) كادت تجعلني استفرغ كل ما في جوفي على قلته، وهل من المعقول أن ينقلب الاتقان إلى (ادغان)؟، وبقليل من التأني ستجد أننا فشلنا في اتقان أبسط الأشياء حتى ثورتنا المجيدة تحوّلت من (الادغان) نفسه إلى (الاذعان) فالأمر مجرد (نقطة) تراجعت خطوة فتحول خطأ (الادغان) إلى مصيبة (الاذعان) وهكذا هي الأشياء، التفريط البسيط يقود إلى نتائج كارثية….

لقد أورثتنا الإنقاذ وسنواتها العجاف في مجال التعليم (بلاوي) أضحى استدراكها عصياً على الأجيال القادمة… ومع اختفاء حصص الإملاء (والغلطة بجلدة) كثُر (الإملاء) على قادتنا في كل المجالات وهذا طبيعي فعندما يتحول القادة إلى (غادة) فماذا ننتظر غير الذل والهوان…

والآن سادتي هل من (اختراح) في ظل هذه الاختراقات العميقة يعيد هيبة التعليم فالأمر  خطير جداً… ولك الله يا وطني وعلى (التأليم) السلام.

سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى