القانون والمصالح والإنسانية !

 

ـ ىإذا كنا كمواطنين نعاني من البطالة وغلاء المعيشة، فطبيعي أن نغضب ونستاء عندما نرى أجانب بلا مؤهلات أو مواهب يعملون في بلادنا في مهن هامشية ويتكسبون ثم لا يتأخرون في تحويل مدخراتهم إلى دولار مما يمثل ضغطاً إضافياً على سعر الصرف وبالتالي تكون أضرارنا مضاعفة! لكننا في المقابل يجب أن نسأل أنفسنا: هل نؤدي نحن ونجيد أداء ذات المهن التي يؤدونها أم إننا لا نجيد تلك المهن ولا نؤديها ولا نريد لغيرنا أن يعمل فيها؟

ـ قبل فترة صدر قرار حكومي بمنع الأجانب من ممارسة التجارة في مجالات ومهن عديدة، ثم تم التراجع عن هذا القرار بعد أن تبين أن الأجانب يعملون في مجالات مهمة وبطرق قانونية، وهناك نقطة مهمة يجب أن تكون في البال دائماً وهي أن من قدموا إلينا ويعيشون بيننا من أبناء اليمن وسوريا – مثلاً – لم يأتوا اختيارياً ولكن ظروف الحروب والنزاعات أجبرتهم جبراً، وهؤلاء في الغالب سيعودون إلى بلادهم طوعاً متى استقرت وسادها الأمن والسلام .

ـ هجرة الإنسان من بلاده ليست بالأمر الهين، مهما تكن ظروفه وحاجته، ومن يستقبله ويأويه ويكرمه في هذه الظروف سيحتل في ذهنه وأعماقه مكانة كبيرة ويُحفظ له ذلك خاصة وأن بعضنا كان يتنقل بين الخرطوم ودمشق للتجارة في الأغذية والأحذية والملبوسات والمطبوعات، ليس القصد مما تقدم أن نتركهم يدخلون بدون ضوابط أو يقيموا بدون إجراءات، لا، فالإجراءات الهجرية أمان لنا ولهم، لكن علينا تقدير ما يعيشونه من أزمات قاهرة .

ـ نعم هناك بينهم مهربون ومزورون، لكن هذه سنة الله في خلقه، أن يكون فيهم وبينهم الصالح والطالح، وليس من العدل أن نأخذ هذا بجريرة ذاك، وقد ترى الحكومة حظر مجالات في التجارة والاستثمار على الأجانب، ولا اعتراض على ذلك، لكن في كل الأحوال علينا التعامل معهم بإنسانية واحترام، ولا نحاسبهم على مهنة شرعوا في ممارستها بموجب النظم السارية، مثل العمل في المطاعم والكافتريات وفي مجال المطابخ والستائر .

ـ         ملف الأجانب ملف معقد وشائك، وليس كل الأجانب من دول الجوار الشقيقة، هذا الملف يحتاج مراجعة شاملة على نار هادئة بحيث يعاد ترتيبه وإحكام ثغراته بما يخدم أمن ومصالح البلاد دون أن يرسخ اتطباعاً سالباً عنا لا يتفق مع طباعنا وأخلاقنا المعلومة .

خارج الإطار :

ـ         القارئ السر عبد الصادق تحدث عن زيارة السيد رئيس الوزراء د. حمدوك لمنطقة كاودا بجنوب كردفان، ورأى أنها مؤشر يوضح بكل جلاء المخطط الأجنبي لتقسيم السودان إلى دويلات ضعيفة مفككة الأوصال خدمة لإستراتيجياته ومصالحه .

ـ         القارئ أحمد إبراهيم عبد المحسن “بورتسودان” قال إن حكومة حمدوك تسير في الإتجاه الصحيح لكن ببطء شديد ، وقال إن عليها إيقاف نزيف دم إخوتنا في بورتسودان بأعجل ما يتيسر، وعليها توفير العلاج والمعاش وكبح جماح غول الغلاء الطاحن .

ـ         القارئ إبراهيم حامد “كسلا” قال إن حميدتي يؤدي واجبه فقط لا أكثر، لأنه أقسم وأدى اليمين على أداء هذا الواجب، وذلك لا يحتاج لشهادة من الصادق المهدي أو غيره، طوافه على الولايات وتفقد أحوالها مطلوب خاصة عند تقصير الولاة في مهامهم .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى