خلافات الشركاء.. سيناريوهات مرتقبة

الخرطوم- الصيحة

تفجرّت الخلافات بصورة كبيرة بين شركاء الفترة الانتقالية، وزادت الهوة بين المكونين العسكري والمدني بعد حرب تصريحات ساخنة وتشاكس إعلامي سيطر على الفضائيات العالمية.

وعلى خلفية هذا التشاكس بدأ كثير من الخبراء والمحللين السياسيين رسم السيناريوهات المرتقبة لمستقبل الشراكة بين العسكر والمدنيين نقرأ بعضاً منها عبر المساحة التالية:

فرضية الانقلاب

برزت هذه الفرضية بعد الإعلان عن إفشال المحاولة الإنقلابية الاسبوع الماضي حيث يرى محللون سياسيون أن المحاولة تعتبر تمهيداً لمحاولة حقيقية قادمة بعد جس النبض وقراءة مدى قبول الشارع للتغيير وردة فعل المجتمع الدولي تجاهها. ولكن تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الأول الفريق أول محمد حمدان دقلو نسفت هذه الفرضية بأنهم لن يسمحوا بالإنقلاب على الفترة الإنتقالية وأنهم حريصون على المضي قدماً وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة تقود للتحول الديمقراطي المنشود.

حل توافقي

بدأ المجتمع الدولي تحركات ماراثونية لأجل الوصول إلى حل توافقي ينهي الخلافات، وابتدر رئيس بعثة (يونيتامس) فولكر بيريتس سلسلة لقاءات مع المكونين العسكري والمدني لتقريب وجهات النظر وتخفيف حدة التراشق الإعلامي. كما تدخلت فرنسا وأمريكا على الخط بالدفع بمبعوثين بثقل كبير قادوا جولات مع المكونين ولكن حتى الآن لم تحقق التحركات تقدماً ملموساً وهو ما ظهر جلياً في تصريحات النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بالأمس في معسكر كرري بأنه لابد من الإصلاح حتى تستقيم الأمور التي لن تمضي إلى الأمام في ظل وضعها الحالي.

فض الشراكة

ويبدو أن هذا الخيار هو الأقرب في ظل أجواء مشحونة بالتوتر حيث يتحدث الخبراء عن إمكانية إعلان المكون العسكري لحالة الطوارئ والإعلان عن إنتخابات مبكرة للسيطرة على الأوضاع الملتهبة في بعض الولايات وإنهاء ظاهرة تتريس الشوارع وإغلاق الطرق القومية وإعادة الأمن لكثير من المناطق التي شهدت تفلتات أمنية أثرت على مسار الحياة العامة. وبرزت هذه الفرضية في تلميحات المكون العسكري ودعوتهم للأحزاب بالإستعداد للإنتخابات وصولاً للديمقراطية التي يطالبون بها.

آراء الشارع السوداني

الشارع السوداني بدأ بالفعل في التحرك وهناك دعوات لدعم المدنيين وأخرى تطالب بإنهاء الأزمة عبر إعلان حالة الطوارئ والدعوة لإنتخابات مبكرة. وبالفعل تم تتريس بعض الشوارع وعلت هتافات هي أقرب للمطالبة بالتغيير وإصلاح الأوضاع المأزومة بعد أن تطاول أمد الأزمات التي بدأت تلوح مجدداً بسبب إغلاق شرق البلاد. وهو أمر أثار قلق الكثيرين مع الضغط الإقتصادي الكبير والتصاعد المستمر في أسعار السلع الإستهلاكية وشح المحروقات مما أضطرهم للخروج للشارع لإنهاء هذه الدوامة وإعادة الثورة إلى مسارها الصحيح بعد أن إختطفتها (فئة صغيرة وقليلة العدد) وصارت تتحكم في شؤون البلاد بدون خبرة أو حلول علمية مدروسة تحقق الإستقرار المنشود.

نقطة تحول

ويقول الخبراء أن المحاولة الإنقلابية الأخيرة شكلت نقطة تحول كبيرة في مسار الحكومة الحالية وأن الأوضاع لن تكون كما كانت عليه خاصة بعد تصريحات البرهان وحميدتي التي ردوا فيها على عضو السيادي محمد الفكي سليمان وقالوا أنه (طفح الكيل) ولا يمكن أن يجلسوا في منضدة واحدة مع من يقول أن الجلوس معهم يخصم من رصيده السياسي. ويؤكد الخبراء أن الوضع الحالي يحتاج فعلاً لتغيير كبير ولن تجدي معه الطبطبة والحلول الناعمة التي يطرحها المجتمع الدولي. ولن تجدي الإجتماعات المكثفة والدبلوماسية حتى وإن (عسكر) الغربيين في الخرطوم لأن خياطة الجرح بصديده ودمائه لن تحقق الشفاء بل ستزيد إرهاق الجسد بالسهر والحمى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى