في منبر (نحو تسوية سياسية شاملة) غابت عنه “قحت”.. أكثر من رأي

 في منبر (نحو تسوية سياسية شاملة) غابت عنه “قحت”.. أكثر من رأي

الخرطوم- صلاح مختار

على خلفية ما يجري من أحداث سياسية متسارعة في الساحة ووجود تسريبات متقطعة حول طبخة سياسية باتت جاهزة, بدأت حواجز الأحزاب والقوى السياسية التي تتخوَّف من تلك التسوية المقبلة تطفو إلى السطح وبدأت تجاهر برأيها حول التسوية ومآلاتها المستقبلية على الوضع السياسي, ربما البعض يرى أن التسوية لا يمكن أن تتم وأن المجرَّب كما يقول لا يجرَّب، ولكن البعض الآخر يتخوَّف من تبعاتها. في منبر “طيبة برس” كان منبر بعنوان (نحو تسوية سياسية شاملة) غاب عنه نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل، رغم دعوته ووضعه كمتحدث رئيس.
البعض علَّق ربما غيابه يشكِّل موقفاً سياسياً لايريد الإفصاح عنه أو لم يتبلور ولكن البعض آخر قال: ربما ظروف منعته من الحضور.

مواقف متناقضة

ويبدو من خلال المتحدثين أن مواقفهم من التسوية تعبِّر عن رأي أحزابهم وموقفها، ولكن ربما أن غيابهم من تلك التسوية بلورت تلك المواقف. ولذلك حدَّد الأمين السياسي لحركة “المستقبل للإصلاح” والتنمية ناجي مصطفى، ثلاثة مداخل لحديثه بشأن التسوية السياسية، وقال: نحن محتاجين إلى إعادة تشخيص المشكلة السودانية، وأضاف أشعر بأن هنالك تشخيص خاطئ للمشكلة التي تعتبر أدوات لمعركة غير حقيقية للسودان، وقال: هل المشكلة بين المدنيين والعسكريين أو بين التيارات اليسار واليمين، وأكد أن كل تلك المعارك جانبية وبين أن المشكلة الثانية هي الإقصاء وهي التي أدت إلى إجهاض كل الثورات منذ الاستقلال إلى الآن.

تحت الاستعمار

وقال ناجي: نحن دولة لم تنل استقلالها إلى الآن نقبع تحت الاستعمار الآيديولوجي، ولفت إلى المدخل الثاني وجه فيه رسالة إلى الشعب الأمريكي والبريطاني ومنظماتهما، عليهم تراجع سياساتهم في السودان، قال إنها غير عادلة في الشأن السوداني وكذلك وجه الرسالة الثانية إلى الشعب السعودي والحكومة السعودية، أكد فيها بأن الخيارات التي تتخذها السفارة بالخرطوم لم تحترم الخيارات وتتدخل في شأن السودانيين، ودعا إلى مراجعة مواقف السفارة بالخرطوم.

متناقضات غريبة

وأكد ناجي، أن كل السقوط الذي مر به السودان كان سببه الإقصاء السياسي، وقال: الآن بعض القوى السياسية تفاوض العسكريين سراً وتقول كلاماً أخر للرأي العام، مبيِّناً أن أي اتفاق سري سيسقط سقوطاً كبيراً . وتابع: إننا نعيش في متاقضات غريبة، مبيِّناً أن قوى الحرية والتغيير التي حكمت لمدة عامين لم تتحدث عن الدستور ولا كلمة واحدة، مبيِّناً أن القرار السياسي في السودان لم يكن قراراً سيادياً بسبب التدخلات، وتابع: إننا نعيش في متناقضات غريبة، مبيِّناً أن قوى الحرية والتغيير التي حكمت لمدة عامين لم تتحدث عن الدستور ولا كلمة واحدة، مبيِّناً أن القرار السياسي في السودان لم يكن قراراً سيادياً بسبب التدخلات الخارجية التي تريد تنصيب أحزاب محدَّدة على رؤى السودانيين.

أزهقت الأرواح

وقال إن المعركة حول علاقة العسكريين والمدنيين أزهقت الأرواح, وأكد أن (حقت) فشلت وفقدت مصداقيتها وتعدت على الدين والجيش والدعم السريع، وتسعى الآن إلى التسوية، وأبان أن المكوِّن العسكري إطار بالحرية والتغيير، وقال: رغم أن الحركة التي قام بها سماها تصحيحية إلا أن ما يجري الآن هو لعب على الشعب السوداني.

الوضع الراهن

رئيس قوى الحراك الوطني د. تجاني سيسي، قال: أي تسوية لا تستجيب للوضع الراهن لا تسمى تسوية، وأكد أن الوضع الراهن يتسم بالهشاشة والسيولة، يشير إلى استنتاجات سياسية كثيرة وجهوية، وزاد: خطاب الكراهية فقدنا الروح الوطنية والانتماء للقبيلة والجهة, وأكد أن التدخلات الأجنبية زادت الطين بلة, وزاد: الصراع الدولي في السودان. وأبان أن الأجندات والتدخلات متناقضة وليس بالضرورة رعاية مصالح السودان، وقال: إذا أردنا تسوية سياسية في هذا الجو والمشهد أن نعمل تسوية شاملة نرعاها نحن، ونوَّه إلى أن التسويات التاريخية قامت على المحاصصات وليس المصلحة الوطنية.

أمر مؤسف

وأكد السيسي أن مايحدث الآن أمر مؤسف، وحذَّر بأن أي تسوية بين (حقت) والعسكريين سينشأ في مواجهته اصطفاف آخر مضاد وخطير, وقال: (إذا عادت حليمه إلى قديمها, ستعود فاطمة إلى قديمها), وقال إنني أرى أنموذج أوكرانيا وليبيا في السودان، لذلك يجب وضع ذلك في الاعتبار. ونبَّه بأن السودان مواجه بانقسامات حادة ومشاريع خارجية تستهدف وحدة الوطن وبالتالي علينا المبادرة والتشاور لإنقاذ البلاد من التشظي وعلينا أن نستفيد من تجارب الآخرين.

برميل بارود

القيادي بالحزب الاتحادي الأصل عمر خلف الله، قال: إن التسوية تضع البلاد في برميل بارود، وأضاف: رغم أن ثورة ديسمبر ثورة عظيمة، ولكن حصل لها اختطاف من بعض القوى الضعيفة, مشيراً إلى الصراعات فيما بين المدنيين وفيما بين العسكريين وما بين الاثنين معاً، وأبان أن الخلاف بين المكوِّن المدني والعسكري أدى إلى خروج المكوِّن العسكري من المشاركة، ولكن التسوية تدفعها قوى إقصائية، وقال: أي تسوية لابد أن تمر بمحطة الشارع الثوري. ودعا إلى توافق حول مضامين يتم الاتفاق عليها ومعالجة قضية الديموقراطية، ودعا إلى تسوية تاريخية وليست حلول عابرة لأفق الأزمة، وعلى الأحزاب أن تصلح من شأنها ثم إصلاح مجتمعاتها، ورأى أن أي محاولة لإنتاج تسوية هي محاولة لإنتاج الأزمة .

الأمن القومي

ولكن الرئيس التنفيذي لنداء السودان د. هاشم قريب الله، أشار إلى أن أزمة السودان خلقت مشاكل هدَّدت الأمن القومي، ولفت إلى الحالة السائدة الآن من خطاب الكراهية وعدم الثقة بين مكوِّنات سياسية وانسداد الأفق وحالة غريبة من التدخل الأجنبي في الشأن السوداني. وقال: نحن نحتاج إلى مخاطبة جذور الأزمة والنظر إلى المصلحة الوطنية والمحافظة على بنية الدولة.

شعارات مرفوعة

ورأى قريب الله، بعد خروج الجيش من الحوار السياسي في ظل وجود شعارات مرفوعة لا تفاوض لا شاركة ولا حوار، الآن هنالك فقدان للثقة بين المواطن تجاه الشريكين, بسبب أن الحوار يتم في الغرف المغلقة لإعادة إنتاج الأزمة مرة أخرى وهو أمر مرفوض من قوى نداء السودان. وأضاف أن إعادة إنتاج المشهد ومحاولة تجريب المجرَّب أمر غير مقبول. وقال: الشارع يدعو الجيش إلى الثكنات والأحزاب إلى الانتخابات وتكوين حكومة غير حزبية تقود البلاد إلى الانتخابات. وطالب كل أهل السودان ممارسة الضغط من دون أي إملاءات للتسوية، لأن نتائجها إقصائية وتعني إنتاج الأزمة, وحذَّر من التدخلات الأجنبية التي قال إنها أصبحت واضحة للعيان .

تقديم تنازلات

ويرى القيادي بقوى التوافق الوطني عمر عثمان أبو شعبة، التسوية تقتضي تقديم تنازلات حتى يقبل الآخر وللمصلحة الوطنية, ولكن هنالك تسوية أخرى وهي خاصة تتم ما بين الخيلاء من الأحزاب، مبيِّناً أن ثورة ديسمبر اختطفت بأيدي مجموعة عملت نفسها قيِّمة على الشعب السوداني وهي تتحدث بلسانين داخل الغرف المظلمة والأخرى تخاطب به الشارع، وقال: هي تحاور العسكريين تحت التربيزة، وكشف بأن قوى الحرية والتغيير اللجنة المركزية وافقت على (7) مطالب، للمكوِّن العسكري وهي: إزالة كلمة انقلاب من وثائقها, وأن لا تتحدث في أي قضية يكون فيها المكوِّن العسكري, وإلغاء مجلس السيادة وأن يأتي رئيس مدني على خلفية عسكرية.

اتفاق سري

وأكد عمر وجود اتفاق سري بين قحت والمكوِّن العسكري لم يسلم للوساطة. وأكد أنهم في قوى التوافق الوطني يرفضون أي تسوية يقصي الآخرين وإذا حدث سيكون هنالك رد فعل لا يحمد عقباه. وستكون هناك مواجهة شرسة، مبيِّناً السودان اليوم ليس كمثل السودان السابق، مشيراً لوجود (7) جيوش، وهي بوابة للصراعات تقود البلاد إلى حالة ليبيا وسوريا. وجزم بأن دستور المحامين وضع في الخارج وهي وثيقة مستوردة وهي معيبة شكلاً ومضموناً ولن تمضي إلا على رقابنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى