كلام في الفن.. كلام في الفن

 

عبد الحي يوسف:

من الواضح جداً أن عبد الحي يوسف يتباكى على العهد البائد وليس على الدين، فهو يبكي مصالحه التي ضاعت بفعل الثورة بعد أن كان قريباً من المخلوع عمر البشير وهو يمثل وقتها المرجعية الأولى له في الفتاوى التي تبيح قتل الناس وسحلهم، وتحريضه على الحكومة الحالية هو تحريض مفهوم الدوافع، لذلك أتمنى من لجنة إزالة التمكين أن تعيده للسودان عبر الإنتربول حتى يحاسب على كل مليم من قناة طيبة وهناك اعتراف من المخلوع بأنه دفع خمسة ملايين دولار لهذه القناة وهي دفعت من أموال هذا الشعب المسكين وذهبت في خزائن شيوخ الباسطة.

محمد يوسف موسى:

قائمة وسيمة من الأغنيات دونها الشاعر الجميل الراحل محمد يوسف موسى لوّن بها وجداننا السماعي الذي تربى على أغنياته .. وكل (كلمة) نكتبها عنه لا تساوي أغنية (كلمة) ولو لم يكتب غيرها لنصبناها أميراً للشعراء ورئيساً لاتحادهم حتى بعد الممات ومثله لا يعرف الموت .. فهو قد خلد نفسه في سفر التاريخ كواحد من أكبر مشيدي صرح الأغنية السودانية ويعود له الفضل في ترقية وجدان الشعب السوداني.. لذلك سيظل الراحل محمد يوسف اسماً عريضاً وكبيراً لا يطاله النسيان وستظل أغنياته الفارعة حاضرة في مقدمة الذهن لا يطالها النسيان.

قاسم أبو زيد:

حينما نتأمل في حال الشعر ووضعيته ومدى قدرته على محاصرة الإنسان وتصوير حياته بأدق تفاصيلها وخلجاتها، لا يمكن مطلقاً تجاوز مدرسة شعرية وكتابية يؤسس لها الشاعر المختلف قاسم أبو زيد.. فهو واحد من قلائل يجبرك على التوقف في كلمة وفاصلة يكتبها لأنها محتشدة بالصدق والعاطفة وهم قفة الملاح وحق المواصلات .. قاسم شاعر مننا وفينا.. لغته البسيطة ذات العمق البعيد هي أكثر ما يميز هذا المبدع المتشابك الضروب الإبداعية.

معتز صباحي:

معتز صباحي كان فناناً معطونا بالتجديد والمغايرة.. أثبت بأنه يمكن أن يكون صاحب بصمة واضحة في تاريخ الغناء السوداني.. معتز صباحي كان فناناً جديداً بكل مواصفات الكلمة وبكل ما تحمل من مبنى ومعنى.. التف حوله جمهور عريض في بداياته.. وجعله (قيصر زمانه).. وللحقيقة فهو يستحق لأنه صاحب صوت جميل وطروب وكان لحظتها من أجمل الأصوات التي صافحت الأذن السودانية في العقود الأخيرة.

أغاني وأغاني:

الخطأ المبدئي في برنامج أغاني وأغاني كان في هيمنة وتكريس شخصية السر قدور والذي برحيله رحلت نكهة محببة غير موجودة في مصعب الصاوي أو غيره .. وذات المثال السابق ينطبق على قناة البلد والتي ترتكز في كل تفاصيلها ومحتوياتها على القدرات المالية لأشرف الكاردينال ورغم نجاح إدارة القناة في تقديم مُحتوى برامجي جاذب ومُتقن، ولكنه يظل في النهاية مرتبطاً بإنسان لم يُكتب له الخلود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى