الأحزاب السياسية العريقة ورؤيتها حول وجود العسكر في الفترة الانتقالية

 

الخرطوم: عوضية سليمان         17 مايو 2022م 

تباينت الآراء ووجهات النظر بين الأحزاب السودانية العريقة في حكم المؤسسة العسكرية، وفي الوقت الذي يرى فيه الحزب الاتحادي الأصل أن المؤسسة العسكرية دورها أساسي ولا يجب إقصاؤها من الحكم وأن هذه رؤية الحزب التي قام بتقديمها عبر لقاءات عدة لحل الأزمة وفي لقائه مع الآلية الثلاثية، حيث اشترط الاتحادي وجود الجيش ومشاركته في الفترة الانتقالية. وطالب حزب الأمة جناح مبارك الفاضل، المؤسسة العسكرية بأن تباشر مسؤوليتها منفردة في الفترة الانتقالية دون أي شراكة مع المكون المدني  تأسياً بتجربة الانتقال بعد ثورة أبريل 1985.

دمار وتشويه

حول عدم نجاح الآلية الثلاثية والإبعاد عن فكرة الشراكة، قال الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، إن مَن يتحدث عن ذلك يتحدث عن حكم عسكري خالص دون شراكة في الفترة الانتقالية، موضحاً ان رؤيتهم في حزب الأمة القومي تناصر حل المشكلة السياسية، منوهاً بأنهم قاموا بطرح فكرتهم عبر خارطة طريق وعن فكرة الانتقال والتحوُّل المدني وتوصيلها وإنهاء الانقلاب، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) ، هنالك زاوية أخرى، وهي كيفيه إدارة الفترة الانتقالية، وأشار الى أنهم تحدثوا عن الخطوات التي تسير العمل السياسي، بدءاً ببناء الثقة، واضاف انهم بشراكة مع حلفائهم في الحرية والتغيير وصلنا الى رؤية مشتركة بيننا وبينهم مع الشراكة مع بعض القوى السياسية الأخرى.

شركاء النظام السابق

وقال الواثق إنّ من يتحدثون عن إبعاد العسكر عن الفترة  الانتقالية وإنهاء  الوصايا العسكرية هم محقون في قولهم، مبيناً ان  الثورة أحدثها تراكم عمل ثوري منذ (30) عاماً، قدم فيها الوطن شهداء في كل ولايات السودان، دارفور والنيل الأزرق، وتم اعتقال المئات الى أن انتصرت الثورة وتُوِّجت بالإطاحة بالنظام السابق، وقال إنّ من يطالبون بانفراد العسكر بالحكم خلال الفترة الانتقالية  مُخطئون،  لأنهم هم سبب في تشويه صورة البلاد ووصولها الى هذا المنزلق، وأضاف البرير نحن نتكلم عن أشواق القوى المدنية التي تتحدّث عن تطور السودان وشعبه واستشراف مستقبل واعد مبني على أسس مدنية تقود السودان إلى مسار مدني، من خلاله تتحقّق تطلعات شعبه في السلام والحرية والتطور.

 

فكر فاسد

وقال الواثق، بدون إنهاء هذا الانقلاب، وبدون إنهاء الوصايا العسكرية، وبدون إنهاء الفساد والطريقة السابقة في تعامل الدولة لن يستطيع هذا الوطن أن يتقدم خطوة واحدة، ورداً على تصريح مبارك الفاضل بأن يتولى العسكر حكم الفترة الانتقالية منفردين، نقول له إنك رجل لا تؤمن بالعمل المدني أو التحول الديمقراطي وأنا ليس من حقي الرد عليه، إنما من واجبي أن أقول  إن ما جاء به يعتبر فكراً فاسداً وفكراً مبنياً على فكرة الوصايا العسكرية بأن يتحكموا بمصير هذا الشعب وهذا لن يحدث، لأن الشعب السوداني أصبح له وعي ديمقراطي عالٍ ويفهم في التحول المدني، مؤكداً عدم عودة الشعب السوداني الى هذا الطريق الذي ينادي به الآخرون تحت الحكم العسكري الشمولي أو تحت اي مسمى، وقال هذا كلام غير مُفيد وغير ناضج، وإن القوة المدنية مهتمة بالتحول الديمقراطي وسوف نظل نهتم بذلك من أجل تلبية طلبات الشعب السوداني، واضاف بقوله ان مبارك الفاضل لا يمثل حزب الأمة، وإنّ رئيس حزب الأمة المكلف اللواء فضل الله برمة، ومبارك  خرج من الحزب وليس محسوباً علينا.

 

خط تاريخي

وفي ذات السياق، قال المختص بشؤون الاتحاديين عادل عبده، إن  مثل هذا التصريح الذي جاء به الحزب الاتحادي الأصل عن أن دور المؤسسة العسكرية أساسي ولا يجب إقصاؤها يحتاج إلى توضيح، موضحاً بأن  المؤسسة العسكرية هنالك فرق بينها وبين الذين على علاقة مع العسكر، إذا لم يكونوا مع خط الجماهير فهم مرفوضون، وأضاف بأنّ المؤسسة العسكرية التي تفتح الطريق أمام الديمقراطية هي مطلوبة، لذلك فإن العسكر دائماً يحكمون في الفترة الانتقالية التي تؤدي إلى قيام انتخابات، والعسكر دورهم الطبيعي حراسة الوطن والعمل على مشاركة المدنيين من أجل قيام انتخابات نزيهة، وكشف عبده في حديثه لـ(الصيحة) بأن منهج الاتحاديين مع العسكر معروفٌ منذ أمدٍ بعيدٍ  ومنذ عهد  الأزهري والشريف حسين، وكانت لهم  مقاومة ضد   الأنظمة العسكرية وهذا الخط سار عليه السيد محمد عثمان الميرغني، لذلك فإن ما قاله الاتحادي على لسان معتز الفحل يحتاج الى توضيح يتماشى مع خط الحزب التاريخي،  وقال  فيما يتعلّق بالتعامل مع العسكر وفيما يخص الشراكة والإبعاد، قال إن الخطوة المقبولة من الشعب وجود عسكر لديهم رؤية ديمقراطيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى