تشكيل الحكومة المدنية.. (خطوات تنظيم)

 

 

الخرطوم- صبري جبور     28 اغسطس 2022م

 

تشكيل حكومة مدينة في السودان، ارتفعت الأصوات لها خلال الأيام الماضية داخلياً وخارجياً، لسد الفراغ الدستوري في البلاد لأكثر من عشرة أشهر، بجانب تسهيل تعاون وتعامل المجتمع الإقليمي والدولي مع الحكومة، فَضْلاً عن تحرُّكات تقودها أطراف عدة لتسمية رئيس وزراء.. بالإضافة إلى الدعوات الداخلية من الأحزاب السِّياسية والكيانات المجتمعية المُختلفة للإسراع في تشكيل الحكومة المدنية.. أيضاً طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بتعجيل الخطوة.

ويشهد السودان، احتجاجات منذ قرارات ٢٥ أكتوبر الماضي، تطالب بالحكم المدني وتحقيق التحوُّل الديمقراطي المنشود.

 

مطالب أمريكية

 

سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى السودان جون غودفري خلال لقائه، وزير الخارجية المكلف علي الصادق، شدد على الإسراع في تكوين حكومة مدنية انتقالية في السودان.

 

وقال غودفري في تغريدة له على “تويتر”، إن اللقاء ناقش تعميق العلاقات بين الشعبين الأمريكي والسوداني وأهمية إنشاء حكومة جديدة بقيادة مدنية، مشددًا على أن تكوين الحكومة المدنية هو “المفتاح لتسهيل تعاون أكبر بين الحكومات” وإطلاق المزيد من المُساعدات “الإنمائية” الأمريكية والدولية.

 

وأضاف سفير واشنطن لدى الخرطوم: “حتى ذلك الحين، تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدات الإنسانية”.

 

وقالت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الخرطوم في تصريح مقتضب اليوم إنه مع استمرار مُعاناة الاقتصاد السوداني، من المُهم أكثر من أي وقتٍ مضى إحراز تقدُّم في إنشاء حكومة جديدة بقيادة مدنية، وأكّدت السفارة أنّ الولايات المتحدة ستظل – حتى ذلك الحين – “شريكًا ثابتاً لشعب السودان.

 

سلطة حقيقيّة

الخبير والمحلل السياسي، البروفيسور صلاح الدين الدومة، يرى الإسراع في تكوين الحكومة المدنية أمراً في غاية الأهمية، وأعاب عدم وجود حكومة لأكثر من عشرة أشهر.

وقال الدومة في تصريحات لـ”الصيحة” إنّ وجود الحكومة هو واحدة من خمسة أركان مكونة للدولة، وأضاف لذلك من الأهمية بمكان وجود السلطة السياسية.

ونوه الدومة أنّ مُطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بالحكومة المدنية يكمن في سياق تعاملها مع أجسام حقيقية، وتابع “أمريكا لديها مصالح لن تتحقّق إلا مع سلطة سياسية حقيقية”.

 

دعوة للتوافق

رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال هذا الشهر، دعا الأحزاب، وقِوى الثورة في البلاد للتوافق من أجل تشكيل حكومة مدنية لإدارة ما تبقّى من الفترة الانتقالية.

ودعا البرهان أيضاً إلى استكمال مُؤسّسات الانتقال المتبقية، استعداداً لإجراء انتخابات حُرّة ونزيهة، بنهاية المَرحلة الانتقالية، وجدّد تأكيدات المؤسسة العسكرية بالانسحاب من العملية السياسية.

وجاء ذلك خلال لقائه بسفيرة مملكة النرويج لدى الخرطوم تريزا لوكن غازيل، بمُناسبة انتهاء عملها في السودان، بحسب بيان نشره المجلس يوم الخميس عبر صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”.

 

حكومة مدنية ذات مصداقية

أكدت دول الترويكا (النرويج، المملكة المتحدة والولايات المتحدة)، على أصحاب المصلحة من المدنيين والعسكريين السودانيين تكوين حكومة مدنية ذات مصداقية وجدول زمني واضح وواقعي للانتخابات، تقود فقط عملية انتقال البلاد إلى الديمقراطية، ما سيسمح باستئناف الشراكات الدولية بالكامل مع السودان.

 

وأشارت الترويكا في بيانٍ سابقٍ إلى أنّ شرعية الحكومة المدنية ستُعزِّز المُشاورات الواسعة والاعتراف بالدروس المُستفادة والتمثيل النسائي القوي، مُشدِّدة على أهمية أن يفي الجيش بالتزامه المُعلن بالانسحاب من المشهد السياسي.

 

انتقالٌ مُستدامٌ

وأكّد البيان أن المجتمع الدولي واضحٌ في أنّ الدور العسكري المستقبلي، يجب أن يتم الاتفاق عليه بالتشاور مع الجماعات المَدنية من أجل ضمان انتقالٍ مُستدامٍ، إلى حين الوصول إلى الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية. ورأى البيان أن استعداد عددٍ من الأطراف السودانية أخيراً، لطرح مقترحات مُحدّدة في شأن الطريق إلى الأمام أمرٌ مشجعٌ، مُضيفاً، “نحثّهم على مواصلة العمل معاً لتلبية مطالب الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة”.

 

وأكدت دول الترويكا، تشجيعها المُحادثات بين الأطراف السودانية لإيجاد حلٍّ سياسي والاستفادة من الموارد المُتاحة من خلال الآلية الثلاثية المُشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و”إيقاد”.

 

مائدةٌ مستديرةٌ

دعا رئيس قِوى الحراك الوطني دكتور التجاني سيسي، الكتل السياسية إلى عقد مائدة مستديرة لوضع برامج لإدارة الفترة الانتقالية وتشكيل الحكومة، وقال: يجب أن تتفاكر القوى في مائدة مُستديرة تصل لصيغة وفاقية تخرج البلاد إلى بر الأمان، ولفت إلى أنّ الكرة ما زالت في ملعب الأحزاب السياسية التي قال إنهم في تواصل مستمر معها.

 

وشدد سيسي في مؤتمر صحفي، على أن المَخرج الوحيد لأزمة البلاد هو التوافق وأن أيِّ اتّجاه للإقصاء يخلف مآلات خطيرة على مُستقبل ووحدة البلاد، ونوه التجاني إلى أنّ القضايا المُختلف حولها ليست بالعَصِيّة، مُشدداً على ضرورة تجاوز المصالح الشخصية والجهويّة والمناطقية والتركيز على المَصلحة الكلية للبلاد، وتابع: “الشعب والمُجتمع الدولي فتر منا كقوى سياسية ونحن نحتار في بعضنا لماذا المصالح الضيِّقة لماذا التعارك والتشاكس وتناول قضايا بعيدة عن القضايا التي تهم المواطن”، وشكر سيسي، جميع الدول التى وقفت مع السُّودان في مِحْنَة الفيضانات والسُّيول، في وقت تساءل: أين دول الترويكا التي تملك الإمكانيات الكبيرة من تقديم المُساعدة لأهل السُّودان المُتضرِّرين من السيول والفيضانات، داعياً إيّاها إلى استشعار المسؤولية بتقديم الدعم الإنساني للمُتضرِّرين.

 

الفراغ الحكومي

 

رئيس مبادرة أهل السودان للوفاق الوطني الخليفة الشيخ الطيب الشيخ الجد، أطلق نداءً يقضي بضرورة إسراع الخُطى لوضع حدٍّ عاجلٍ غير آجل للفراغ الحكومي الذي يدفع ثمنه المُواطن البسيط، وضرورة إنفاذ مخرجات مؤتمر المائدة المستديرة الداعية لتشكيل حكومة تتوفّر لمهام تخفيف وطأة المعاش وتنظيم انتخابات حُرّة تفضي إلى الشرعية الحقة.

 

وأبان في بيان صحفي الأسبوع المُنصرم، أنّ مُبادرة نداء أهل السُّودان للوفاق الوطني يُحظى بالتفافٍ متزايدٍ واسعٍ ومُقدّرٍ من قطاعات المُجتمع، مشيراً إلى أنّ سعي النداء كما نصّت مَخرجاته سيتواصل ولن يتوقّف بحثاً عن أكبر إجماع وطني مُمكنٍ، مع الوضع في الاعتبار عامل الزمن، راجياً أن يتم ذلك خلال أيّام أو أسابيع، فحال البلاد والعباد لا يحتمل.

 

وقال البيان، إنّ في إطار سعيه لعرض رؤية نداء أهل السُّودان للوفاق الوطني على الأطراف الفاعلة والمُؤثِّرة، التقى في مدينة الجنينة وفدٌ من النداء بسعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، وقد اطلعوا سعادته على النداء وتم التشاور معه حول سُبُل الخروج من الأزمة الوطنية، وعبر عن دعمه لكل الجُهُود الوطنية التي تؤدي إلى بناء توافق وطني جامعٍ لشتات الوطن، وأكّد حرصه على توحيد كلمة السُّودانيين على تعدُّد مبُادراتهم من أجل طي صفحة الأزمة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى