ليس بالحج وحده يا وزير الأوقاف!!!

* قال وزير الأوقاف، في تصريح له ملأ الصحف والأسافير (إنه لن يقوم بأداء فريضة الحج أو شعيرة العمرة طيلة وجوده بالوزارة).. نعم هكذا جاءت جملة الوزير الجديد في عهد الحرية والتغيير.. وهو ذات الوزير الذي قام بتعيين وكيل لوزارته من طائفة إخواننا المسيحيين.. والوزير يقوم بهذا الأمر، وكأنه يريد أن يرضي الإخوة المسيحيين بوجود وكيل من زمرتهم بوزارة الأوقاف.. لكنه ومن حيث لا يدري يحرج أكثر من 90% من سكان السودان الذين يدينون بديانة الإسلام.

* تصريح الوزير حول أدائه الحج من عدمه، هل هو تصريح مفيد للسودانيين؟؟ وهل إذا حج الوزير أو أدى العمرة يضير ذلك أهل السودان أو يفرحهم، إنها مناسك خاصة بالشخص وتخص علاقته بربه.. لكن لا أعتقد أن عدم (حج الوزير) ورفضه أداء العمرة سوف يحل كل مشكلات الحج والعمرة والمآسي التي تصاحب أداءهما كل عام.

* بإمكان السيد وزير الأوقاف أن يقوم بعمل كبير في هذه الوزارة أوله أن يوقف (فساد) الفاسدين ويحسن مستوى الخدمات في موسمي الحج والعمرة ويقلل نفقات وتكاليف الحج والعمرة، بعد أن بات الحاج أو المعتمر السوداني هو الذي يدفع أكثر الأموال بين جميع حجاج بقاع العالم، وبالمقابل يحصل على (أردأ) خدمات خلال حجه واعتماره.. ليوقف السيد الوزير هذه المعادلات (المختلة) التي تحكم أعمال الحج والعمرة، وبعدها ليحج ويعتمر كيفما شاء.. فإن تكاليف حج الوزير لا تساوي معشار من الواحد في المليون من جملة الأموال (المهدرة)، والخدمات (المضاعة) في هذا المرفق الحيوي، مرفق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

* وكيف يستطيع وزير الأوقاف، أن يحدد جودة الخدمة أو رداءتها، وهو قابع في مكانه يستلم التقارير الدورية عن أداء بعثة الحج، أو بعثات العمرة وتقارير وكالات السفر؟؟ كيف له أن يعلم (الحقيقة) وهو لم ير بأم عينيه؟ وكيف يكتفي بتقارير مكتوبة أو شفاهية؟؟ ويترك أمر التعاقدات مع الشركات والمطوفين السعوديين لوكلائه وأمراء البعثات؟؟ وكيف يعلم السيد الوزير بمستوى الخدمات المقدمة في الفنادق والمساكن وهو لم ير تلك الفنادق ومستوياتها؟ وهل فعلاً تقدم خدمات مساوية ومعادلة لما تأخذه من مال؟ وكيف للوزير أن يعلم رداءة الطعام المقدم للحجاج، وللمعتمرين وهم قد سددوا أثمانه عداً نقداً؟ وهو لم يزرهم ولم يقف بينهم في حج أو عمرة؟ وهل تكفيه التقارير؟

* نسي السيد الوزير في غمرة تصريحه الغريب والعجيب أمر (الأوقاف السودانية) في المملكة العربية السعودية، وهي أوقاف إذا أحسن استخدامها واستغلالها فإنها تكفي لخدمة الحجيج والمعتمرين السودانيين حتى اذا تضاعفت أعدادهم.. هل يستطيع الوزير أن يضع يده على كامل الأوقاف السودانية وهو موجود في الخرطوم، ويقرأ التقارير؟ وهل هو لا يعلم عدد القضايا المرفوعة في المحاكم السعودية حول هذه الأوقاف وحجم الفساد الذي يخيم حولها من المندوبين السودانيين ومكاتب الخدمات السعودية والوسطاء؟ فإن كان لا يعلم  بحجم هذا الخراب الذي استمر سنين عددا، فهو غير جدير بالجلوس على سدة هذه الوزارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى