هذه المتاريس (خطة عسكرية) كاملة الأركان!

الشعوب فى بعض الأحيان، وفي خضم فوران الأحداث، خاصة تلك المرتبطة بثورات شعبية وغليان جماهيري مجنون، بعض الشعوب لا تجد الفرصة لكى تتبين ما يدور حولها، بل إن (العقل الجمعي) للشعوب يقرأ الأمور بشكل معكوس، لدرجة أنه يرى ما فيه الهلاك الأكيد والموت الزؤام، يراه باعتباره الخلاص والسلامة! يحدث هذا في حالات تستولي فيها قيادات ذات أجندة خبيثة على زمام الأمور في غفلة من الزمان وغياب للعقلاء! تقوم تلك القيادات بسوق الجماهير في طريق الهلاك وفقاً لأجندتها المشبوهة! الحالة السودانية الراهنة ينطبق عليها هذا، تقوم ثورة شعبية في البلاد، وهي ثورة شبابية خالصة، قامت لظروف معروفة ومقدرة، لكن قيادات ليس لها سند شعبي ولا تفويض من الثوار، استولت على قيادة الثورة، وتسيّدت الموقف، وفي غفلة من المجلس العسكري، والذي كان (ظهره مكشوفاً)، حيث اعترف بتلك القيادات باعتبارها الممثل الشرعي (لا للاحتجاج)، بل لشعب السودان! ولقد ارتكبت تلك القيادات المُسماة بقوى الحرية والتغيير عدة حماقات وخطوات خطيرة يُجرّمها القانون! من ضمنها إقامة المتاريس في الشوارع. العجيب لا أحد في ذلك الفوران والهياج المجنون وقف ليسأل دهاقنة المتاريس هذا السؤال؟ لماذا هذه المتاريس؟ ألم تقولوا إن المتاريس فقط لحماية ميدان الاعتصام؟ ما علاقة آلاف المتاريس والتي (غطّت) كل شوارع العاصمة من جبل أولياء جنوباً حتى (قري) شمالاً، ومن بري شرقاً حتى القوز غرباً، مرورًا بأم درمان وأم بدة، لم يسألهم أحد ما علاقة ذلك بميدان الاعتصام، والذي يحتل مساحة قبالة القيادة العامة للجيش؟! بل إنه لا أحد سأل (قادة الفتنة) لماذا اختاروا قيادة الجيش لنصب خيام اعتصامهم! هذه المتاريس (يا سادة) هي عبارة عن خطة عسكرية محكمة القصد منها شل الجيش والقوات الأمنية في حالة حدوث انهيار عام للمنظومة الأمنية وتنفيذ اجتياح شامل للعاصمة. ألم يقل قادة المجلس العسكري أن هنالك (8) جيوش تتربّص بالوطن؟ هل عاد ياسر عرمان للخرطوم لتهنئة الشعب السوداني بالعيد؟! لستُ أدري أأيقاظ (أمية أم نيام)؟! لقد كان الشيخ إسحق أحمد فضل الله يُحذّر منذ سنوات من حدوث هذا الاجتياح و(تدمير السودان)! كُنا نسخر من (خيال) الشيخ إسحق، حتى جاء من شرع بالفعل في تنفيذ المخطط، لولا لطف الله بهذا البلد (المحروس) وشعبه الطيب (المحروس) بحراسة الله. والآن فإن هنالك (مخططاً) أشد خبثاً وهو (تطوير الإرهاب) بدعم عصابات النقرز، ولقد بدأت نذر هذا العمل الخبيث تظهر للعيان!

نعود إلى المتاريس! هذه المتاريس بدأت بحصار قيادة الجيش بالمتاريس وتطويقها من كل جهة. القصد هو شل قيادة الجيش من التحرك ضد أي قوات (عصابات)، وهذه القوات المتسللة تستطيع أن تتحرك بسهولة في وجود المتاريس على عكس الجيش النظامي والذي لن يستطيع ليس فقط من التحرك، بل لا يستطيع طلب النجدة من أفرعه الموجودة خارج الخرطوم. كيف تستطيع قوات من عطبرة مثلاً نجدة العاصمة في وجه متاريس بارتفاع ثلاثة أمتار على طريق التحدي؟! وقوات الشرطة والأمن والدعم السريع كيف تستطيع الوصول إلى المواطنين لتأمينهم وفك حصار القوات المعتدية عليهم في وجود هذه المتاريس؟ لم يسأل أحد لماذا تصر قيادة الحرية والتغيير على إبعاد قوات الدعم السريع إلى خارج العاصمة! إن المتاريس التي نُصبت على طول شوارع العاصمة ليست لها علاقة بميدان الاعتصام. ليس لها من تفسير ومعنى سوى أنها جزء من خطة عسكرية في انتظار (ساعة الصفر) للاستيلاء على السلطة، ذلك لأنها من الضخامة والانتشار بما يؤكد أنها ليست من عمل هؤلاء (الصبية) الذين يقيمونها ويعملون على حراستها. هذا عمل تقوم به جهات عالمية (محترفة) صرفت عليه أموالاً طائلة. نحن الآن نريد أن نعرف ما هي تلك الجهات، لكن الأهم هو توجيه أصابع الاتهام للجهات المحلية التي لم تُخفِ إشرافها على ذلك العمل وتأييده والإصرار على استمراره، وأعني بهم قيادات الحرية والتغيير. هذا يعني أن هؤلاء يجب أن يُعامَلوا كمُتَّهمين لا كشركاء!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى