مش من ديل!

أصبحت تعبيرات نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان (حميدتي)، أصبحت تأخذ طريقها إلى الصفحات الأولى من الصحف و(المانشيتات) الرئيسية، وذلك في اعتقادي لأنها تتسم بالتلقائية و(صدق البادية) ونقاء سريرتها. كما أنها صارت في الفترة الماضية تعبر عن (الأغلبية الصامتة)، وكذلك الأغلبية الصارخة وهو ما عبر عنه القائد حميدتي في حديثه أمام قوات شرطية بكلية الشرطة، حين قال إن من له أغلبية شعبية أكثر منا (فليرفع يده)! وبطبيعة الحال لن يرفع أحد يده لأن سعادة الفريق صادق في قوله، فالمجلس العسكري أصبح في نظر ملايين الشعب السوداني (صمام الأمان) للوطن. الفريق حميدتي قال إنهم لا يمانعون في إقامة انتخابات في خلال ثلاثة أشهر وتسليم الحكومة لمدنيين يمثلون الشعب… (مش من ديل). وهذه العبارة البليغة والتي فهمها كل من سمعها وهي تعني ببساطة أن من يسمون أنفسهم قادة (الحرية التغيير) لن يستلموا السلطة مهما فعلوا و(ولولوا) وأقاموا الدنيا وأقعدوها. وهو ذات المعنى الذي عبر عنه عضو المجلس العسكري الفريق صلاح عبد الخالق حين قال إن قادة الحرية والتغيير لا يمثلون الشعب السوداني (مهما علا صوتهم)! إن القائدين البرهان وحميدتي وبقية أعضاء المجلس العسكري صاروا أمل أغلبية الشعب السوداني في أن يتم تسليم السلطة لحكومة منتخبة بشرط أن تكون (مش من ديل). إن الحملة الشرسة التي يقوم بها البعض ضد هذين القائدين وضد بقية أعضاء المجلس العسكرى من بعض الأبواق الشيوعية والعلمانية و(كارهي) كل ما هو (إسلامي)، حتى ولو (صلوا وصاموا) على رأي الشيخ إسحق أحمد فضل الله، تلك الحملة تؤكد أن البرهان وحميدتي و(العسكر) هم على الحق. ومواكب الجمعة المليونية تؤكد قولي..  ويكفي أن الهجوم على المجلس العسكري يأتي من عووضة وسهير عبد الرحيم (*) ومن لف لفهم (لنستدل) على ذلك، فالأشياء تُعرف بضدها! إن تصريحات القائد حميدتي جاءت قبل أربع وعشرين ساعة فقط من السقوط المدوي والصفعة القوية التي وجهها شعب السودان لـ (لصوص الثورات) والمتعلقة بفشل إضرابهم الهزيل والذي قالوا إنهم قاموا به من أجل إجبار المجلس العسكري على تسليمهم السلطة، ليتضح في النهاية أنه ليس إضرابا للعاملين بل هو إضراب (قناة الجزيرة) بامتياز، حيث كان يتم حشد البعض لأغراض التصوير أو (الشو) وعندما يتحرك طاقم الجزيرة يعود (المضربون) ليقفوا في صف صرف الرواتب! إنه إضراب من دون قناة الجزيرة لما أحس به أحد أو (سمع له ركزاً).

باختصار أنه بدون الالتفات إلى تلك المظاهر الصبيانية و(الشو الإعلامي) نقول بكل سهولة إن الخدمات الحيوية في يومي الثلاثاء والأربعاء سارت بشكل طبيعي. المواصلات كانت طبيعية. محطات الوقود كانت تعمل بشكل طبيعي، المخابز كانت تعمل بشكل طبيعي، المياه تحسنت فى بعض المناطق في ذلك اليوم. الكهرباء لم تنقطع في يومي الثلاثاء والأربعاء وحتى يوم الناس هذا، وذلك لأول مرة منذ بداية رمضان, لدرجة أن أحد (خبثاء المدينة) اقترح أن يستمر الإضراب، شبكة الاتصالات عملت بشكل طبيعي، العمل  في المطار لم يتأثر بشكل كلي، الأجهزة العدلية عملت بشكل طبيعي. المستشفيات عملت بشكل طبيعي.

تلك هي (المعايير) الفنية لقياس فشل أو نجاح إضراب سياسي. لكن الأهم من كل ذلك فهل قام المجلس العسكري بتسليمهم السلطة (صباح الخميس) أو حتى بدت عليه نية لذلك؟ على العكس، فقد كان رد المجلس عليهم صاعقاً، إذ أوقف المفاوضات معهم، بل وألغى الاتفاق الذي تم معهم وتركهم (في الصقيعة)، حيث مكانهم الطبيعي! إن الإضراب السياسي سلاح (فشنك)، فهو قوي عندما (تهدد به) فقط، لكن استعماله يمكن أن يفضحك، إنه أشبه بمسدس (بلاستيك) يصلح فقط للتهديد! لكن هؤلاء الموهومين ظنوا أنهم قد ملكوا ناصية العاملين فأقدموا على مغامرة غير محسوبة العواقب فحدث لهم ما حدث! إن قرار المجلس العسكري بـ (فض الشراكة) مع هؤلاء وإلغاء الاتفاق معهم قد أنزل هذه المجموعة ووضعها في (حجمها الطبيعي) وأن عليهم أن يشاركوا (ضمن الناس) كما قال القائد حميدتي، لأننا (عارفنهم) فلان وفلان بيمثلوا شنو! والقائد حميدتي بقوله هذا يفضح ويفصح عن ما كان مكبوتاً في صدور الملايين من أبناء الشعب السوداني، وهو الأمر الذي تحقق ببيان المجلس العسكري في 3 يونيو. لقد بلغ العجب بشعب السودان مبلغه وهم يرون (بتاع) حزب البعث وممثل ما يسمى بالحزب الناصري وبعض شراذم الشيوعيين وهم يتسيدون المشهد وهم في الواقع لا يمثلون إلا أنفسهم. وأنا أسأل كل واحد من الذين يقرؤون هذا الحديث: هل تعرف شخصاً يقول إنه ناصري أو بعثي؟! هل جارك بعثي أو ناصري؟ هل نسيبك ناصري أو بعثي؟ هل صديق ابنك ناصري أو بعثي؟ والعجب العجيب الحزب الجمهوري! هذا الحزب الذي قبره الشعب وعلق زعيمه (الهالك) على أعواد المشانق مداناً بالردة (والعياذ بالله) بعث اليوم وصار عضواً في الحرية والتغيير! ونحن لهم بالمرصاد حتى يعرفوا (أن الله حق). السودان هو موطن الإسلام وموئل الإيمان، وهو بهذه المواصفات يستحيل أن نسلمه للملاحدة الشيوعيين وأعداء الشريعة من البعثيين والعلمانيين!

(*) حاشية: مدام سهير أنتم لا تعرفون (عقدتها)! هذه الحرمة ليس لها حديث غير (الكيزان) إذا ألقيت عليها التحية لقالت لك هذه هي طريقة (الكيزان) لإلقاء التحية! (باقي لي) في عهد الإنقاذ كانت (متهمة) بأن الكيزان (اشتروها)، ولقد ظلت منذئذٍ وحتى الآن تحاول (جاهدة) نفي التهمة! يا ست صدقناك: الكيزان ما اشتروك! شوفي لك موضوع غير الكيزان، فلا أعتقد أنك واحدة من (اهتماماتهم) الآن!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى