طريق طويل

* لا يزال الطريق طويلاً أمام عودة الحياة إلى طبيعتها  في السودان.

* هذا ما تؤكده معطيات المشهد السياسي الراهن، فمنذ خطاب رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان ليلة عيد الفطر المبارك، ظلت الساحة راكدة إلا من مبادرة رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد والتي لم تتضح كامل ملامحها حتى الآن، حيث بانت للعيان بعض العناوين العريضة منها.

* العناوين العريضة ما زالت حبيسة (صدر) المُبادِر الأثيوبي ولغته التي أثارت ولا تزال لغطاً وجدلاً بسبب بعض التعقيد و(التعويم) الذي صاحب بعض جزئيات المبادرة.

*المبادرة الأثيوبية في مجملها دعت طرفي الأزمة إلى تقديم مصلحة السودان على كل المصالح الأخرى، وأن يأتي حل الأزمة سودانياً من الداخل وباتفاق جميع الأطراف.

*فقوى الحرية والتغيير وضعت شروطاً لاستئناف التفاوض مع المجلس العسكري والتي يتقدمها اعتراف المجلس العسكري بمسؤوليته عن فض الاعتصام، بجانب تشكيل لجنة تحقيق دولية حول فض الاعتصام، وفك حظر خدمات الإنترنت، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، إضافة لشروط أخرى.

 * أما المجلس العسكري، فقد أوضح أنه يريد استئناف التفاوض مع قوى التغيير لكن دون شروط مسبقة، وأن تكون مصلحة الوطن هي العليا.

*نعم، قد يقول قائل بأن الساحة السياسية يعتورها الآن كثيرُ تغييرٍ في جملة مشهدها، وأن كثيرًا من بشرياتها قد بدأت تقترب من ملامسة أشواق المواطن السوداني الذي يرنو إلى دولة يحكمها جميع أبنائها نصاً وروحاً.

* لن أذهب مذهب السياسيين بمختلف ميولهم الفكرية والسياسية في تشخيصهم للواقع السياسي للبلاد، وإضفاء أجندة على لغة خطابهم، فلن أميل كل الميل وأذرها على شاكلة (السودان مستهدَف من قبل العلمانيين) أو أشتط وأذهب بفشل (الإسلاميين) في السودان!!

* دعونا سادتي نذهب مذهبَ جدٍّ ونقولها بتجرّد بأن الجميع الآن أمام امتحان (وطني) حقيقي يقتضي تغليب الخيار الوطني على الذاتي.

* المجلس العسكري مُطالب ببسط يديه أكثر للجميع وتقديم تنازلات أكثر لإثبات حسن نواياه السياسية.

* قوى التغيير والحرية وبقية القوى السياسية الأخرى مطالبة كذلك بتناسي جراحات الماضي السياسي والأوبة إلى رشد العمل السياسي الذي يجعل من (فن الممكن) بوصلة له.

* أي تفاوض ننشده ونحن حتى فيما بيننا (مجلس عسكري ) و(قوى تغيير) والقوى السياسية الأخرى ونحن بعيدون كل البعد عن بعضنا البعض، شواهد الأحداث تؤكد أننا ومنذ الحادي عشر من أبريل الماضي لم نكن يوماً قلباً واحداً من أجل وطن محزون ومبتلى اسمه السودان.

*سادتي … دعونا نتناسى الماضي بكل جراحاته المثخنة، ولنفتح صفحة جديدة من أجل الوطن ومن أجل المواطن.

*فالوطن هو الآن أشد حاجة لاتفاقنا من أجله، والمواطن قد أعياه النضال و(المتاريس) ويتطلع لواقع مستقر في حده الآدنى ليأكل من خشاش الأرض ناهيك عن توفير حياة كريمة له من قبل أطراف لا زالت تضعه في ذيلية أولوياتها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى