حميدتي والحراك السياسي

تابعنا خلال هذه الأيام حراكًا سياسيًا كثيفاً للمجلس الانتقالي ولنائب رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، والحراك السياسي الذي يتم هذه الأيام يكشف عن عقلية ذكية للمجلس الانتقالي، ولنائب الرئيس محمد حمدان دقلو، حيث لا يمكن للمجلس تكوين حكومة، وإن كانت حكومة تكنوقراط دون الحصول على دعم وتأييد مكونات المجتمع السياسي السوداني، وقد ثبت الحراك الحالي لنائب رئيس المجلس حقيقة أساسية أن الناس كل الناس في مجتمعنا مجمعون على ضرورة وجود المجلس العسكري كضامن للعملية السياسية ولبسط الأمن والحفاظ على هيبة الدولة. وهذه فرصة المجلس ليعمل ويجتهد ويحقق النجاحات ويملأ الفراغ الساسي ويعيد التوازن للحياة العامة، ونرى أن التناغم بين رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والفريق أو نائب الرئيس محمد حمدان دلقو، وبقية أعضاء المجلس الكرام هو صمام أمان للعبور السياسي الآمن من المطبات السياسية الحالية، ومن ثمرات جهد المجلس والسيد حميدتي الخطاب الذي لامس أشواق السودانيين وعبر عن رؤاهم للمرحلة الحالية.

يجب أن نعترف للسيد حميدتي، ولقوات الدعم السريع بدورها الوطنى الرائد خلال الأزمة الأخيرة، فقد لعبت الدور المنتظر منها في مساندة القوات المسلحة والتضامن معها وتفويت الفرصة على الأعداء والخصوم والعملاء في التلاعب بالوطن وبإمكانياته. ونقول للسيد نائب الرئيس حميدتي اطمئن تماماً فقوات الدعم السريع الآن يشهد لها كل سوداني أمين بأنها قوات وطنية قدمت للوطن ولم تتوان أو تتراجع في الدفاع عن العرض والأرض. ونحن سيدي نائب الرئيس عاجزون عن شكر هذه القوات، وعن كل المكاسب التي حققتموها من أجل شعبكم سواء كان جهدكم في جمع قيادات الإدارة الأهلية أو تنشيطكم للحراك المجتمعي للاصطفاف لحراسة مكاسب الثورة والثوار، وتأمين البلاد من الاختراقات الخارجية.

 نقول للسيد حميدتي، ولقوات الدعم السريع أمضوا في مساندتكم للقوات المسلحة، فإن هم الوطن هم كبير وعريض ويحتاج لتضافر الجهود لنبنيه من جديد ونزيل الخراب والدمار والتشوهات التي طالت بعض المرافق العامة إبان الثورة بأيدي بعض المتفلتين.

نعتقد أن الصورة العامة، تحسنت كثيراً، الآن نرى أنه من الضروري أن يشرع المجلس الانتقالي في تأسيس مؤسسات الفترة الانتقالية بذات الخطاب المعتدل للمجلس الانتقالي، وبذات الروح الصادقة والتراضي والتعافي، ونعتقد أن السيد حميدتي قد نجح في تقديم نفسه للرأي العام، وعبّر بصدق عن زهده في الحكم، لكنه يتحمل المسؤولية التي فرضتها ظروف البلاد عليه، وعلى قواته، نأمل أن يستمر وأن لا يلتفت للمخذلين الذين لا يريدون لبلادنا الاستقرار والأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى