حملة (منظمة)

*حملة (منظمة) تلك التي يقودها أهل اليسار والكارهون للنظام ضد جهاز الأمن ومنسوبيه، وهي حملة مستعرة بدأت مع بداية الاحتجاجات في التاسع عشر من ديسمبر من العام الماضي.

*هذه الحملة أتت في وقت كان ينبغي فيه أن تكون المطالبة فيه بضرورة حفظ أمن الوطن والمواطن باعتبار ذلك أولوية، وبخاصة في ظل الظروف الحساسة وما شهدته الساحة من أحداث واحتجاجات في الأشهر الماضية.

* هذه الظروف التي تمر بها البلاد من وضع اقتصادي مأزوم لا تتطلب الدخول في مزيد من اللوم والمهاترات، بل تتطلب تضافر الجهود للخروج من هذا الوضع  (العصيب).

* الغضب من بعض سياسات الحكومة مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي لا ينبغي أن يدفع ثمنه قيادات الجهاز ومنسوبوه الذين أثبتوا قدرتهم على التعامل مع  (مخربي) الاقتصاد، وآخر شاهد على ذلك، إلقاؤهم القبض على تجار عملة من (الوزن الثقيل) ومحاكمتهم وقبلهم القبض على مهربي (الذهب) و(الدقيق).

*كثيرة هي محاولات زرع الشكوك بين المواطنين والأجهزة الأمنية والتي انطلقت بالتزامن مع الاحتجاجات هو ما حذر منه المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطنى الفريق أول صلاح عبد الله قوش من خلال الرسالة الصوتية التي تم تداولها مؤخراً حينما أكد أن جهاز الأمن يعتبر أن المحتجين أبناء السودان.

*قوش قطع بأن قواته ظلت على الدوام تعمل على حماية المظاهرات دون تسليح مستشهداً بنشر أكثر من ثلاثة آلاف عسكري دون سلاح لحماية المتظاهرين في (أبو جنزير) وغيرها، كما استشهد بالمنع عن الملاحقة داخل الأحياء، وذلك في مناطق أم درمان وبري، وكان لهذه الرسالة صداها لدى المواطنين، حيث عكست آراؤهم في وسائل التواصل الاجتماعي احترامهم للأجهزة الأمنية ودعوتهم إلى عدم المساس بها.

*الغريب في الأمر أن محاولات استهداف قادة جهاز الأمن ومنسوبيه  لاغتيالهم (معنوياً) من قبل (البعض)، لم يتوقف عندهم فحسب، بل تعدّت بعض الجهات على قوات الجيش ورموزه.

*محاولة استهداف الجيش دفع الفريق أول ركن كمال عبد المعروف رئيس الأركان المشتركة إلى التصريح بأن (القوات المسلحة لن تسمح بسقوط الدولة أو انزلاقها نحو المجهول)، وأضاف أن (الذين يتصدرون المشهد في المظاهرات هي ذات الوجوه التي ظلت تعادي السودان وتشوّه صورته أمام العالم).

*حملة استهداف جهاز الأمن وقياداته  تبدو للمراقب أنها ذات تخطيط وترتيب خارجي يعمل على استهداف الأجهزة الأمنية وإضعافها ونزع الثقة بينها والمواطنين بغرض انفلات الأمن والاستقرار ليصبح السودان مرتعاً للتدخل الدولي وساحة من الفوضى مثله مثل بعض الدول العربية والأفريقية.

*عموماً لا زلت أراهن  على وعي المواطن الذي كان وما زال وسيبقى رديفاً للأجهزة الأمنية، وأعتقد أن ما حدث من هجوم من قلة على جهاز الأمن ومنسوبيه يعد بمثابة سحابة عابرة وستأتي حتما بأثر إيجابي عنوانه الرئيس هو المزيد من الثقة  والالتفاف حول قيادات جهاز الأمن ومنسوبيه .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى