تفاصيل زيارة خاصة لسجن كوبر (4)

(الصيحة) تكشف معلومات مثيرة حول معتقلي النظام السابق

علي عثمان: خرجتُ من النظام الحاكم قبل 6 سنوات ويجب التعامل معي كرمز سياسي

السماح لعبد الرحيم محمد حسين بجلب سرير خشبي من البيت بسبب آلام الظهر

أبوهريرة: علاقتي بالدولة (13) يوماً فقط ولم أستلم حتى مرتب

 

الخرطوم: منى أبو العزائم

قام وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان بزيارة سجن كوبر قرابة الساعة الواحدة ظهراً، وتشكل من رئيس المفوضية حرية إسماعيل عبد المحسن، ونائبها أبونا يعقوب حمودة، وسبعة مفوضين في مقدمتهم البروف أبو القاسم، والأستاذ النور محمد إبراهيم، والمحامي جمال النجومي، والدكتور بشير محمد بشير، واللواء شرطة سجون معاش عماد مضوي، ومدير إدارة الشكاوى والرصد بالمفوضية، وكاتبة هذه السطور.

*النزلاء الـ(6)

توقفنا في جولتنا السابقة داخل القسم الشرقي بسجن كوبر عند العنبر (3)، وهو عبارة عن صالون كبير جيد التهوية ومضيء تنعكس داخله أضواء النهار عبر النوافذ الكبيرة.. سكانه ستة نزلاء وهم مولانا أحمد هارون القاضي السابق ومساعد الرئيس. ود. حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس الأسبق، ود. عثمان محمد يوسف كبر نائب الرئيس السابق، ود. الفاتح عز الدين القيادي بالحزب الوطني، ومحمد حاتم مدير الهيئة العامة للتلفزيون والإذاعة، ونور الدائم وصفته رجل أعمال وزوج شقيقة الرئيس المعزول، كما تناولنا إفادات كل من مولانا هارون والأستاذ علي عثمان ود. الجاز وكمال الدين إبراهيم وغيرهم من القيادات حول أوضاعهم.

*إشادة بالسجن

الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، قال إن آخر موقع له كان رئيس المجلس الأعلى للاستثمار، وذكر أنه تم اعتقاله الساعة الثالثة صباحاً يوم 11 أبريل، ولم توجه لي أي تهمة وظللت ثلاثة أيام في (موقف شندي).

وتحدث من بعده علي عثمان محمد طه الذي شكا من أنهم منعوا منا أداء صلاة الجمعة لمدة خمس جمع، وعندما استفسروا عن المنع ردت إدارة السجن أن الأمر ليس من اختصاصهم.

وحكى أنه منذ أن كان طالباً بالجامعة كان يتعرض للاعتقال، ولم يتم منعهم من الصلاة.. حتى في أي نظام شيوعي.

وأضاف رافعاً صوته محذراً هذا أمر لن نسكت عليه، وهو حرماننا من حقنا في ممارسة شعائرنا الدينية سواء ظللنا بالسجن أو كنا خارج السجن.

نعم، فقد تم السماح لنا بأداء صلاة العيد لكن صلاة العيد سنة، وصلاة الجمعة فرض. وقال إنه لم يسمح لهم بملاقاة محامٍ، نعم كل هذه الأشياء توجد باللائحة، لكن ما قيل لنا نحن معتقلون بأمر خاص من المجلس العسكري.

وذكر أن إدارة السجن تتميز بأداء ممتاز في تعاملها مع النزلاء، وأنه تم السماح لعبد الرحيم بجلب سرير خشبي من البيت، حيث أنه يعاني من آلام الظهر “الدسك”، وقال ممازحاً لقد احتفلنا عند حضور السرير الخشبي. أيضاً عندما سمح بإحضار ثلاجة خاصة، وأن بعض النزلاء يحتاجون لحفظ أدويتهم، وأشار إلى أبو هريرة حسين وهو ممدد على السرير ضحك ولقد احتفلنا بالثلاجة.

وأضاف مشكورة إدارة السجن ناس العميد الحسيني حولوا مفتاح الإضاءة بالداخل حتى نتحكم بأنفسنا على إضاءة الغرفة. وذكر أنه إلى الآن ليس هناك بلاغ وجه إلينا .. فما زلنا نتساءل عن وجودنا نحن هنا لماذا وإلى متى؟

*وزير (13) يوماً

جلس أبو هريرة وعرف نفسه أبو هريرة حسين علي ناشط شبابي، عضو مؤسس لمنظمة أيدينا للبلد، قال إنه تزوج يوم 16 مارس ويوم 2 أبريل قمت بأداء القسم وزيراً للشباب لمدة 13 يوماً هي كل علاقتي بالدولة، ولم أستلم حتى المرتب.

وذكر عن معاناته مع مرض السكري حتى إنه في أغسطس 2018م تعرض لجلطة في العين وبتوجيه من دكتور كمال هاشم أجريت عملية معقدة في العين اليمنى.. وكان علي الالتزام خلال 6 أشهر أن أعود للمستشفى يوم 15/4/2019م ولذلك قمت بالحجز للسفر لروسيا لأقضي شهر العسل وأراجع عملية العين ذهبت للمطار ومعي المستندات الطبية وجدت اسمي محظوراً من السفر.. خاطبت المجلس .. تم اعتقالي بتوجيه من المجلس العسكري.. نتج عنه تأخير عملية العين لإخراج السليكون.. وصرت أعاني من الدوخة والدوشة وتدخل عبد الرحيم وقال إنه لكي يصل إلى الحمام لا بد أن نقوم بأسناده.

واصل أبو هريرة وأشاد بتعاون إدارة السجن لأقصى درجة.. تم تحويلي لمستشفى الأمل.. ثم حولت إلى مستشفى علياء وهو مستشفى يتعاقد معها المجلس العسكري كان دمي 45% تم نقل دم والحمد لله ارتفع إلى 70% وأخذت 34 درب تم حجزي 10 أيام واتهمت بالفشل الكلوي.. خضعت لرعاية مكثفة الحمد لله رجعت وظائف الكلي لتعمل بصورة طبيعية .. قال إنه مهدد بفقد بصره ففترة مراجعة الطبيب قد انتهت لها شهران والتأخير قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.. وإلى مصاعب في القلب وأعاني من تقيحات السكري في القدم ومهددة بالقطع .. وقال إنه منذ 21 يوماً خاطب المجلس العسكري بضرورة إجراءات العملية بواسطة مدير السجن، وقال حتى هذه اللحظة 13 يونيو الخميس لم يأتني أي رد.

وأشاد بإدارة السجن وأن طلباتهم مجابة وأن العميد يقوم بزيارتهم ثلاث مرات في اليوم.

عندما قال أبو هريرة إن إدارة السجن قد شملتنا برعاية خاصة التقط حديثه علي عثمان وقال: نحن أصلاً لا نريد معاملة خاصة ولا محاباة إلا بالقانون.

القضية الأساسية مطلوب في أسرع فرصة أن نلاقي محامينا لنعرف وضعنا والبيان الذي أذيع صبيحة العيد فيه إشارة لوضعنا.

من جانبي أنا لي 6 سنوات خرجت من النظام الحاكم وأنا رمز سياسي ويجب التعامل مع الرموز السياسية بالقانون.

الأمر الثاني الإشارة إلى التحقيق في قضايا الفساد أشاع هلعاً لأهلنا خاصة ما ينشر بالواتسابات وعلى مستوى سمعتننا وأهلنا فقد تضررنا من الشائعات من جانب أعمالي الخاصة أنا أمارس عملي عبر مكتب أدير منه بنك الطعام موجه نحو الفقراء والمعاقين ليست له علاقة بالدولة جراء اعتقالنا وعدم تواصلنا مع الفقراء عشرات بل مئات منهم كنا نكفلهم فالضرر تجاوزنا إلى قطاع كبير من المجتمع كنا نخدمهم ومكتب المنظمة تعرض للتخريب والتدمير وأسرتي اضطرت أن تخلي البيت، فالضرر تعدى الأفراد وامتد إلى أسرهم.

عبر المفوضية نريد معاملة يكفلها القانون وأن تنقل للمجلس العسكري وأننا نسجل بأوضح العبارات أن اعتقالاتنا ليس لها ما يبررها.

ورغم أن المجلس يمثل النظام الجديد الذي استلم السلطة يوم 11/4/2019م.. تلاحظون أننا لم نصدر أي إدانة ولم نهاجمه.

نطلب أن يتاح لنا التواصل الاجتماعي .. ولو التلاقي له تأثيره على سير العدالة .. يمكن للمعتقل أن يعزل!!

نبدو وكأننا خطر على الدولة، وكأن التواصل مخالف للقانون. والزيارات حق إنساني قانوني لا علاقة له بالقرابة أو النسب..

وأضاف علي عثمان: يفترض أي شخص معتقل يكون له ملف صحي. وأشار إلى وضع الرئيس السابق البشير قال إنه كوضع إنساني ولسمعة البلد وتقدير للإنسان الذي ظل رمزاً للسيادة لثلاثين عاماً.. الجهة التي يقيم بها لا تليق به ولا بقيمنا السودانية، ونميري كان يعتقل الصادق المهدي في استراحة أو يرسل إلى مصر، وكذلك فعل مع عبد الخالق محجوب.

والسابقة الوحيدة كانت اعتقال الأزهري بكوبر وهي سقطة فقد توفي بعد شهرين وهي تظل نقطة سوداء في المنظومة الأخلاقية السودانية.. (ويظل كوبر كما قال الأزهري مصنع الرجال) .

وحكى أنه عند سقوط حسني مبارك ذهب وفد برئاسته إلى مصر وتحدث مع المشير عنان، وقال له نحن أخطأنا من قبل في حق الأزهري فلا تخطئوا في حق مبارك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى