بم يفكر العسكريون !!

1

يعلم المجلس العسكري أن القوى العاملة في القطاعين العام والخاص هم دون المليون عامل، ولو أن هنالك نصف مليون تفاعلوا مع دعوة تجمع المهنيين للإضراب، فعلي الأقل  أن هنالك سبعة ملايين مواطن بولاية الخرطوم، وأكثر من ثلاثين مليون مواطن بطول البلاد وعرضها لم يضربوا …

2

صحيح أن صوت كوادر اليسار على شاشات الفضائيات، وأركان ميدان الاعتصام كان هو الأعلى، مما مكنهم من فرض نسبة نجاح التسعين بالمائة للإضراب، وفي المقابل يتزامن ذلك مع تراجع إعلام المجلس العسكري، إلا من بعض أحاديث الإفطارات التي يقوم بها نائب رئيس المجلس الفريق حميدتي …..

3

قابل المجلس العسكري عمليات (العصيان والهيجان)  ببرود شديد، دون أن  يغير ذلك من خطته التي وردت في تنويرات  أعضاء المجلس للمناطق العسكرية الأخيرة، بحيث وقف  المراقبون والإعلاميون  طويلاً عند دجملة مشتركة وردت في تلك التنويرات العسكرية.

4

قال الفريق الكباشي وزملاؤه من أعضاء المجلس خلال تلك التنويرات للمناطق العسكرية، بأن المفاوضات تسير بصورة ضعيفة وغير مرضية، وأنهم في المجلس العسكري لهم خيارات وطنية أخرى يمكن اللجوء إليها  وبإمكانها  أن تحفظ للبلاد أمنها.

5

وقد اختلفت التأويلات حول تلك الخيارات التي أشار إليها متحدثو المجلس العسكري، إن كانت تقتصر على  خطوة إعلان الانتخابات المبكرة، أم إن خيارات العسكري تتسع لدرجة فض الاعتصام، تحت مبررات خروج الاعتصام عن السلمية، وأن الأمن القومي أصبح مهدداً.

6

يضيف آخرون، بأن هناك خيارات يمكن أن تستمد من خلال زيارات رئيس المجلس الفريق البرهان الى دول الجوار، فعلى الأقل أن الرجل البرهان قد جلس طويلاً للرئيس عبد الفتاح السبسي، صاحب امتياز تجربة  فض اعتصام ميدان رابعة الشهير.

7

ومهما يكن من أمر، فإن السيد البرهان وزملاءه في المجلس العسكري، بعد هذه الجولات  الخارجية في دول الإقليم، أصبحوا أكثر ثقة وجرأة في عمل الكثير من الخيارات البديلة، إذا ما واصل تكتل الحرية والتغيير تمترسه حول تروسه وشروطه لإدارة المرحلة الانتقالية.

8

يقرأ ذلك مع  مجموعة أحداث داخلية، أولها عمليات التصدع التي طرأت على مشهد كتلة الحرية والتغيير، مع تبلور شارع إسلامي وطني آخر، فضلاً عن ضيق المواطن من طول أمد سد الطرقات وانسداد الأفق السياسي والتدهور الأمني …

9

على أية حال أن تطاول أمد تشكيل الحكومة يصب فى صالح إرهاق الثوار وتراجع الزخم الثوري، مما يمهد لعقلنة مطالب كتلة الحربة والتغيير، والتواضع لحجمها الطبيعي، مما يمهد الطريق إلى تسوية عادلة  للمرحلة الانتقالية.

 وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى