نائب رئيس الإدارة الأهلية (دار كوبي) بالطينة حسين دوسة لـ(الصيحة)

حرب دارفور دمّرت المنطقة ونعمل لبنائها

دعوات العودة الطوعية  (السابقة) لم تكن جادة 

الأمم المتحدة وضعت اللاجئين أمام ثلاثة خيارات

هذه هي (…) أولوياتنا في المرحلة المقبلة 

حوار:  صلاح مختار

تقع سلطنة الزغاوة في أقصى غرب البلاد، وتحدها دولة تشاد وعاصمتها الطينة، وهي منطقة حدودية وملتقى طرق تجارية قادمة من غرب أفريقيا ونيجيريا وشمال أفريقيا. وتولى عدد من اليلاطين إدارة سلطنة (كوبي) على مدى ما يقارب (400) عام، وقد استشهد السلطان عبد الرحمن فرتي دفاعاً عن الحدود السودانية ضد الاستعمار الفرنسي الزاحف نحو دارفور من الغرب، وقد استشهد السلطان عبد الرحمن فرتي عام (1913) و(7) من أبنائه وعدد من أعيانه، وتقلد السلطان دوسة عبد الرحمن مقاليد السلطنة 1913 وعاصر الحكم الثنائي والوطني وتوفي عام 1981 وبعده تولى السلطنة ابنه السلطان بشارة دوسة عبد الرحمن من عام 1981 إلى عام 2001، وبعده تولى إدارة السلطنة السلطان منصور دوسة عام 2001 وحتى الآن.

 (الصيحة) قلّبت أوراق سلطنة الزغاوة “كوبي” مع نائب رئيس السلطان بمحلية الطينة ولاية شمال دارفور الأمير حسين بشارة دوسة عبد الرحمن.

*كيف واجهت المنطقة أزمة الحروب الأخيرة في دارفور؟

– نتيجة للعمليات الحربية التي اندلعت في المنطقة والتي بسببها تعرضت إلى دمار شامل مما أدى إلى لجوء جميع مواطنيها إلى الجارة تشاد. 

وقد لجأت مع المواطنين إلى دولة تشاد في معسكرات اللجوء ومكثت معهم (8) سنوات. ولكن بعد ترتيب الأوضاع بالمعسكرات، وتكوين اللجان، وتجهيز المعينات اللازمة ودخول المنظمات الدولية، حيث تولوا أمر اللاجئين، قمنا بمساعدة العمد بحل كل الإشكالات الاجتماعية في المعسكرات، بعد ذلك رجعت إلى السودان عام 2010 لممارسة دوري في الإدارة الأهلية من داخل البلاد.

*ما هي أولويات الإدارة الأهلية في المرحلة المقبلة؟

– من أولوياتنا في المرحلة المقبلة العودة الطوعية ورتق النسيج الاجتماعي والمصالحات والتنمية والاستقرار ولدينا تصور كامل لعودة اللاجئين والنازحين بالتنسيق مع السلطات المحلية.

* هل تم حصر عدد المعسكرات واللاجئين في المعسكرات؟

– نعم عدد اللاجئين السودانيين في تشاد يقدر في حدود (350) ألف لاجئ منتشرين في (12) معسكراً.

* هل واجهتكم صعوبات في التعامل والتواجد في تلك المعسكرات؟

– في البداية كانت هنالك بعض الإشكالات باعتبار وجودنا في دولة أجنبية، وعدم معرفة السودانيين بالعادات والتقاليد وصعوبة التأقلم والتفاهم، هنا لابد لنا أن نشكر تشاد حكومة وشعباً على حسن الاستضافة ونخص باشكر فخامة الرئيس إدريس ديبي.

* هل هناك تفاهمات مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين؟

– هنالك منظمات تتبع مفوضية الأمم المتحدة تعمل في تشاد متخصصة في مجالات مختلفة، وهي منظمات كثيرة تقدم خدمات للاجئين طيلة فترة اللجوء.

* هنالك دعوات سابقة لعودة اللاجئين والنازحين لماذا لم يعودوا؟

– الدعوات السابقة للعودة الطوعية كانت تمضي ببطء بسبب وجود إشكالات، مثل فقدان الأمن والاستقرار وعدم توفر المرافق الخدمية ولم يتم تعويض اللاجئين.

*ما هي الخيارات التي طرحتها الأمم المتحدة للاجئين بعد مضي (15) عاماً من بداية اللجوء؟

– المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة وبحضور حكومة تشاد وحكومة السودان عقدوا  مؤتمراً أصدروا ثلاث نقاط أساسية خيروا فيها اللاجئين بين العودة إلى الوطن أو الإدماج في المجتمع التشادي، أو اللجوء إلى دولة ثالثة، وهي خيارات مطروحة، ونحن كإدارة ننصحهم بالعودة إلى وطنهم.

*ما هو دوركم في مسألة العودة الطوعية ورتق النسيج الاجتماعي؟

– دور الإدارة الأهلية في العودة الطوعية دور أساسي بالتنسيق مع السلطات المحلية والولائية، وسبق أن أرسلنا العمد لتنوير اللاجئين  في المعسكرات، ولترتيب الأمور ولتوفيق أوضاعهم والاستعداد للعودة للداخل. كذلك الإدارة الأهلية تقوم بدور المصالحات. وحل الإشكالات في دولة اللجوء بجانب رتق النسيج الاجتماعي والتعاون مع مكونات  الإدارات الأهلية الجارة. 

*ما هي استعداداتكم على الأرض في تهيئة بيئة جاذبة للعودة؟

– مناطقنا منذ سنوات تفتقر للتنمية، وهي مهمشة والموجود من المساكن دمر خلال (18) عاماً من حرب دارفور، بالتالي البنية التحتية في منطقتنا “صفر”، ولذلك نحتاج إلى تأسيس بنية تحتية كبيرة في مجال الصحة والتعليم والمياه والخدمات، وهذا لا يمكن أن يحقق إلا بتضافر جهود الجميع ويتكاتفوا ويساهموا لبناء البلد من جديد.

*هل لديكم رؤية للمستقبل؟

– نعم، لدينا رؤية للمستقبل، ولكن لم نشرع فيها حتى الآن، وبالإمكان عمل ورش ومؤتمرات بالتعاون مع المثقفين من أبناء المنطقة لبلورة الفكرة ورفعها إلى الجهات التي تساعد على تنفيذ برامج تنمية المنطقة . ونحن ندعو الأبناء للمشاركة في تنمية المنطقة، وهو حق لجميع أبنائها، ونحن كإدارات أهلية مظلة تستوعب كل مجهودات أبناء المنطقة بمختلف انتماءاتهم، وسوف ندعو لمؤتمر لتنمية المنطقة يشارك فيه الجميع. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى