من داخل (ليبا)!!

قصة مشروعات منظمة "نداء" من الألف إلى الياء (2-3)

عمدة ليبا:  غير راضين عن أداء المنظمة بالمنطقة

مشرف المنظمات بالمنطقة: المنظمة بعد انتهاء فترة المشروع قامت بأخذ ما قدمته لنا

أستاذ بليبا: ما قدمته “نداء” لم ينل رضا المواطنين

العمدة آدم: (لافتة) المنظمة أكبر من خدماتها التي قدمتها لنا

متطوع بمنظمة “نداء”:  يصعب تقييم ما قدمناه للمنطقة لأن معظم الأنشطة غير مرئية

مسؤول بالمنظمة يشير إلى علاج (3) أطفال بالمنطقة وصاحب عربة ينفي بشدة

ليبا: حسن حامد 

تقع منطقة ليبا في محلية شرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور على بعد أكثر من (١١٠) كيلومترات من حاضرة الولاية نيالا وهي تتبع للوحدة الإدارية بلي سريف، وتحد المنطقة من النواحي الجنوبية منطقة كدنير، والشمالية دربات حاضرة المحلية، والغربية منطقة سوني والشرقية الملم وحاضرة محلية الوحدة، أما الحرفة السائدة لسكان المنطقة فهي الزراعة والرعي، لكن غالبية الأهالي نهبت أموالهم عندما اندلعت الحرب في دارفور وأصبحت الزراعة الحرفة الرئيسة لغالبية السكان.

وتقع ليبا في موقع شبه فاصل ما بين الجبال والقيزان وتحاط بعدد من الجبال الضخمة التي تكسوها الخضرة والروعة والجمال ومن بين تلك الجبال جبال نوم لي، ريوا، أري، دارفوقو، فوقولي، وبالمنطقة سوق أسبوعي كل ثلاثاء تلتقي فيه العربات التجارية من مواقع مختلفة.

كذب الأرقام

يواصل وكيل شرتاوية دار أمو بمناطق كدنير بما فيها ليبا، الشرتاي موسى حسين موسى حديثه لـ(الصيحة) بالقول  إن منظمة نداء قامت أيضاً بتدريب الشباب والشابات ومحاضرات للنساء لكنه لا يستحضر عددهم، وزاد(يا ولدي كتر خيرك وحياك فرحتنا وبكل صراحة ما سمعناه من أبنائنا حول المبالغ التي قالت المنظمة صرفتها في المنطقة كذب وما تم لا يتجاوز الـ(500) ألف جنيه.

غير راضين

بينما يقول عمار آدم محمد الأستاذ بمدرسة ليبا الثانوية إن منظمة نداء شيدت المركز النسوي لكنه انتهى الآن وشالته الرياح بجانب توفير صيوان وخيمة كبيرة سموها مساحة للأطفال كما قامت بتدريب (٦٠) من الشباب في مجال شبكات الحماية وأقامت جلسات للنساء في الدعم النفسي واستخرجت (١٧٠) شهادة ميلاد للأطفال، وقال عمار وعدد من أساتذة المدرسة الثانوية إن ما قدمته نداء لم يجد الرضا من قبل المواطنين.

اللافتة  الأكبر

عمدة منطقة ليبا آدم عبدالرحمن أحمد قال للصيحة: منظمة نداء عندما جاءتهم أبلغتهم أنها ستنشئ لهم مركزاً للنساء والأطفال، وتابع: (لكنهم عملوا حوش من الحصير ومظلة ومبنى كمخزن من الزنك الأمريكي لكن كلها الهوا شالا والكلام السمعناه لا يوجد على الأرض، ونحن ما راضين عن أداء المنظمة بالمنطقة).

وأضاف العمدة أنهم كمواطنين في ليبا على اتم الاستعداد لمد أي لجنة تحقيق بخصوص ما قدمته نداء لأهل المنطقة وأضاف “اللافتة الكبيرة التي نشرتها المنظمة في الموقع أكبر من خدماتها لأن المركز وخيمة الأطفال شالتها الرياح”.

أخذ معدات 

الأستاذ موسى عبد الله بحر، ممثل المنطقة في الإشراف على عمل المنظمات روى للصحيفة تفاصيل مثيرة حول ما قدمته منظمة نداء، وقال إنها بجانب تشييد المركز النسوي قدمت (١١) فرشة كبيرة و(١٥٠) فرشة صغيرة خصصت للمساحة الصديقة للأطفال. وأضاف موسى أن المنظمة بعد انتهاء فترة المشروع جاءت وقامت بأخذ ما قدمته للمركز النسوي ومساحة الأطفال، وعندما استفسروها عن الأمر أفادهم مسؤولوها بأن فترة المشروع انتهت، وهذه الأشياء تتبع للمنظمة مما جعلهم يبلغون قيادة الجيش الموجودة بالمنطقة والتي بدورها قامت بتوقيف أفراد المنظمة وإنزال كل الأشياء التي قامت بشحنها في العربة وأمرهم قائد القوة بأن الاحتياجات هذه جاءت لأهل المنطقة وستكون ملكاً لهم. واضاف موسى أنهم قاموا بدورهم بتوزيع بعض الفرشات الصغيرة لبعض الخلاوى والشرائح الضعيفة.

 تطابق حديث موسى مع الشرتاي بالأرقام التي ذكرها حول الحقيبة التي قالت المنظمة أنها تحوي احتياجات النساء والفتيات وأضاف أن مسؤول المنظمة، وفي اجتماع التقييم الذي تم بالمنطقة بحضور معتمد المحلية السابق عبد الرؤوف محمد عبد الله وناس مفوضية العون الإنساني والوزارة المختصة وغيرهم، ذكر بأن المشروعات التي قدمتها المنظمة بالمنطقة بلغت تكلفتها ملياراً ونصف المليار مما جعل البعض يرفضون ذاك الادعاء، وتابع: (نحن بدورنا ضربنا تلك المشروعات ووجدناها لا تتعدى نصف المليون، وذكر موسى أثناء الجلسة التقييمية، وعندما بدأ المواطنون يحتجون على حجم المبالغ التي قالت المنظمة إنها صرفت في المنطقة أوقفهم معتمد المحلية قائلاً لهم “زول ما دام جاكم لحدي هناك وقدم لكم خدمة ما في زول كامل والموضوع دا خلاص انتهى” .

مطالبة بالتحقيق

وأضاف موسى بحر  أن مسؤول المنظمة بعد تدريب الشباب في مجال شبكات الحماية طلب منهم البحث عن الأطفال فاقدي الرعاية لتقديم الخدمات لهم ولم شملهم بأسرهم، وأضاف “عندما بحثنا عنهم وجدنا طفلين فقط أحدهما في منطقة ربكونا والآخر بليبا ومن بعدها قدم مسؤول المنظمة يحمل لكل طفل (كرتونة بسكويت، كرتونة شعيرية، بطانية، باكيت أرز، لبستين).

لكنه في التقرير ذكر مبالغ كبيرة تتنافى مع الواقع، وفي هذا الجانب كشف مصدر موثوق بأن المنظمة رفعت في تقريرها بأنها قدمت الخدمات لحوالي ١٠٠طفل!. وأضاف موسى أن ما قامت به نداء التنمية في ليبا غير راضين عنه وما سمعناه من معلومات وتداول في الوسائط لا علاقة له بارض الواقع ونطالب بفتح تحقيق حول الأمر.

صرف مليوني

الأرقام التي ذكرها مسؤول المنظمة بحسب موسى في اجتماع التقييم للجنة التي زارت المنطقة بتنفيذ المشروع بتكلفة بحوالي مليون ونصف المليون وإذا كان صحيحاً وقورن مع التكلفة الكلية للمشروع المضمنة في الاتفاقية الفنية مع وزارة الشئون الاجتماعية، فإن الصرف الإداري للمنظمة في هذا المشروع يقارب المليون جنيه، وهو يتنافى مع المسموح به للصرف الإداري وفقاً لبنود الاتفاقيات الفنية بأن لا يتجاوز الصرف الـ٢٠% من حجم التكلفة الكلية لأي مشروع.

صعوبة تقييم 

لقمان علي آدم يوسف، وهو أحد متطوعي مشروع منظمة نداء من أبناء منطقة ليبا قال لـ(الصيحة) إن المنظمة قامت ببناء المركز النسوي في شكل مكتب صغير مشيد بالزنك وقاعة مساحتها ٨*٦ بالإضافة لسور من المواد المحلية وتم توفير دستي كراسي بلاستيك وثلاثة ترابيز صغيرة و١٢ فرشة كبيرة، بالإضافة لحافظة ماء ماركة سفاري، برميل ماء كبير بالإضافة لكرتونة كراسات ومثلها تباشير وأقلام حبر بجانب توفير صيوان أربع غرفة كلها تبع المركز النسوي كما تم عمل مساحة صديقة للأطفال عبارة عن خيمة كبيرة جلبت من اليونيسف بداخلها كراسي أطفال وثلاثة كراسي كبيرة وتربيزة بلاستيكية وحافظة ماء بالإضافة لبرميل وغسالة أيدي وكمية من الفرشات الصغيرة وشنط تحوي لعب الأطفال.

هذه أعمالنا

وقال لقمان إن المنظمة أيضًا قامت باستخراج (١٧٠) شهادة ميلاد للأطفال بليبا ووزعت ألف جردل بلاستيك وحقيبة بذات المحتويات التي ذكرها عدد من الأهالي بالإضافة لتنفيذ ١٠ جلسات إرشادية للنساء باستهداف ١٠٠ امرأة في كل جلسة حول الصحة العامة والعنف ضد المرأة تصاحبها مسابقات توزع من خلالها جوائز للنساء متمثلة أدوات التسريح والمطابق وقلامات الأظافر وقدامات الشاي، وكذا كما يتم توزيع البلح والحلوى للمجموعات أثناء المحاضرات، وأضاف أن المنظمة أيضًا أقامت توعية درامية بالمنطقة عبر مسرحيين من نيالا ولمدة ثلاثة أيام حول مخاطر الألغام ودربت (٦٠) شاباً وشابة في مجال حماية الأطفال باعتبارهم شبكات حماية ولمدة ثلاثة أيام تم منحهم شهادات ومبالغ مالية بواقع (٨٦٠) لكل شخص وتم تدريب هؤلاء بمنطقة ليبا وتقديم دعم عيني لثلاثة من الأطفال فاقدي الرعاية كما تم تدريب (٢٦) من الشباب في نيالا حول الدعم النفسي ولمدة ثلاثة أيام ومنحهم شهادات و٢٥٠ جنيهاً لكل واحد وحول مدى الفائدة التي حققها مشروع المنظمة بالمنطقة وتقييم المشروع قال لقمان إن التقييم يصعب لأن معظم الأنشطة غير مرئية.

أرقام خرافية

ويقول لقمان إن المنظمة قامت بعلاج (١١) من أطفال المنطقة بعد ترحيلهم إلى نيالا، ولكن أحد قيادات ليبا صاحب العربة التي سافرت بها إلى المنطقة صديق عبد الرحمن علي الشهير بصديق فوزو، قال للصيحة الأطفال رحلهم هو بعربته مجاناً، وقال إن المنظمة لم تقم  بعلاجهم وإنما تبناهم أحد الخيرين من أبناء الجزيرة، وقام بدفع تكاليف عملية لطفلة بـ(٢٠) ألف وسلمه (١١) ألفاً قام هو بدوره بتسليمها لأسرة الطفلة، وقال صديق إن بقية الأطفال تمت مقابلتهم للطبيب ولم يتم حجزهم بالمستشفى عدا طفلة واحدة ظلت معه في منزلهم وبدورهم عالجوها بتكلفة بلغت تسعة آلاف جنيه. وقال صديق إنهم عندما سمعوا من أبنائهم ما شاع من أرقام خرافية صرفتها المنظمة في المنطقة أدهشتهم جميعاً.

طالع في الحلقة الثالثة والأخيرة:

متدربو المنظمة من الشباب والشابات يصرخون:

–  منذ تدريبنا لم يطلب منا فعل شيء

–  بناء المركز النسوي تم بدون أدنى درجة للمواصفات

– المتدربة مريم: مشيت بيتي وما في زول تاني سألني

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى